الرباط: انهارت مئذنة مسجد لالة خناتة في مدينة مكناس الإمبراطورية التاريخية، بينما كان المؤذن يؤذن لصلاة الجمعة يوم 19 فبراير لتقتل أكثر من 40 مصليا دفنوا في الرمال والطين. ووفقا لما جاء بصحيفة "الشروق" المصرية تعتني السلطات عادة بالمساجد في المغرب لكن الإهمال وانهيار المئذنة في مكناس يعكس تدهورا منذ فترة طويلة لمدن المغرب التاريخية. وتعزو السلطات المغربية انهيار مئذنة مكناس إلى أضرار لحقت بها نتيجة الأمطار الغزيرة. وتتصدع مناطق في البلدات القديمة المحاطة بأسوار في المملكة والتي ترمز إلى سطوة وثراء الإمبراطوريات الغابرة. وتدهورت مدينتا مكناسوفاس اللتان شيدتا في القرنين الحادي عشر والتاسع عندما هجرت الطبقة الوسطى الثرية البيوت المترفة في المناطق القديمة وانتقلت إلى أحياء جديدة أكثر رحابة وأحسن تنظيما، بينما حل الفقراء الذين هجروا الريف محلهم وقسمت البيوت القديمة الكبيرة لتتسع لعدة عائلات. يقول كمال الذي يعمل مرشدا سياحيا في فاس حسبما نقلت " الشروق" : "لن يعيش كثير من الناس في المدينة. يقولون إنها في حالة مزرية.. هناك أكوام من القمامة والأطفال هناك لا يحصلون على قدر جيد من التعليم ويرددون عبارات بذيئة." وأضاف "بمجرد أن تكسب أسرة فقيرة تعيش في المدينة دخلا كافيا كي تعيش حياة أفضل تدفعها غريزتها إلى الخروج". وقال محمد فوزي، والي مكناس، الأسبوع الماضي إن أكثر من 500 مبنى في المدينة التي كانت جوهرة إمبراطورية الملك مولاي إسماعيل المهيب القوية، في حاجة للإزالة أو التدعيم أو الترميم من بينها حوالي 160 مهددة بالانهيار. وأضر انهيار المئذنة على ما يبدو بصورة مكناس كمزار سياحي. وقال شخص يدير بيتا للضيافة في الحي السكني بمكناس "لم أتلق حجزا واحدا منذ أن انهارت المئذنة، يبدو الأمر كما لو أن السياح يعتقدون أن المدينة كلها على وشك الانهيار. وهذه سذاجة". ومكناس وشقيقتها الأكبر فاس مدرجتان ضمن قائمة منظمة "يونسكو" للمواقع الأثرية ولكن هذه العبارة فقدت الكثير من معناها في مدينة مكتظة وينتشر فيها الفقر مثل فاس بشوارعها التي يصل عددها إلى 9400 شارع وسكانها الذين يزيد عددهم على 150 ألفا. وأنشأ الإداريون الفرنسيون أحياء جديدة وعصرية خارج الأسوار المتصدعة للبلدات القديمة بطرق واسعة تتناقض بشكل صارخ مع الأزقة الضيقة في البلدات القديمة. ولا تزال المدن القديمة على الرغم من تدهورها مقرا للمدارس والمدرسين والمكاتب الإدارية ومراكز الشرطة. وحول الأجانب الكثير من البيوت إلى دور للضيافة معظمها بالقرب من الأسوار الخارجية للمدينة كي يسهل على السياح الذين تتزايد أعدادهم معرفة طريقهم. لكن السكان المحليين يقولون إن فساد المسئولين وسوء إدارة السلطات وعدم وضوح قوانين ملكية العقارات تجعل الاستثمارات أكثر خطورة وتحول دون إحياء المدن التاريخية. وقال على الإدريسي: "تغير أكثر من نصف سكان فاس في أقل من 30 عاما". وتابع قائلا: "فاس مريضة. لم تعد تدرك ماضيها وليست لديها أدنى فكرة عن مستقبلها".