بورما إحدى دول جنوب شرقي آسيا ، فصلت عن الهند سنة 1937 م حيث كانت إحدى ولايات الهند المتحدة تتألف من اتحاد عدة ولايات هي بورما ، وكارن KAREN ، وكايا Kaya وشان Shan وكاشين Kachin وشن Chin ، ونالت استقلالها سنة 1948 م ، وانفصلت عن الاستعمار البريطاني بالهند .
ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة ، فمن بين سكانها عناصر مغولية ، وعناصر إندونيسية وعناصر هندية ، ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمانية ويطلق على هؤلاء " البورمان " وباقي السكان يتحدثون لغات متعددة ، ومن بين الجماعات البورمانية جماعات الأركان ، ويعيشون في القسم الجنوبي من مرتفعات " أركان يوما " وجماعات الكاشين ، وينتشر الإسلام بين هذه الجماعات.
يتعرض أكثر من ثلاثة ملايين من المسلمين في بورما الان من اضطهاد وصل درجة الإبادة الجماعية ، حيث الإدعاء الباطل من جانب السلطات البورمية من أن جماعات الروهنجيين ليسوا من مواطني بورما وهذا أمر غريب وافتراء باطل ، فهذه الجماعات المسلمة في منطقة أركان منذ خمسة قرون ، وجوهر هذه الفرية هو التخلص منهم كمسلمين ، للتقليل من نسبة المسلمين بمنطقة أركان في غربي بورما .
فطبقت السلطات على هؤلاء المسلمين قوانين الهجرة ، وتم تسجيلهم كأجانب حتى تضفي السلطات على هذه الإبادة صفة قانونية ، بدأ هذا الاضطهاد في السنوات الأولى من استقلال البلاد ، فطرد في سنتي 1368ه و 1369ه ما يقرب من خمسين ألفاً من مسلمي أركان ، وتوالت عمليات الاضطهاد والإبادة الجماعية فأحرقت القرى والمساجد في العديد من مناطق المسلمين بأركان وكثرت حوادث الطرد الجماعي واشتدت حدة التحدي في السنوات الأخيرة ، ومن ثم ظهرت حوادث القتل .
وبدأت الهجرات الاضطرارية لجماعات الروهنجيين من سنة 1395ه ، وركزت الهجرة إلى بنجلاديش ، وبدأت السلطات البورمية ما يسمى بعملية التنين ، " تبلغ مساحة ولاية أركان 16,000 ميل مربعاً ، وتضم 4 ولايات هي أكياب ، وساندري ، وجوكبهيو وباوا " في منطقة ماندهو في سنة 1398ه ، وكان هدف الخطة المشار إليها بخطة التنين طرد مليون من المسلمين من الروهنجيين في منطقة أركان يوما ، وبدأت القوات البورماوية بحرق القرى والقتل الجماعي والخطف بطرق أثارت الرأي العام العالمي .
وبدأت مئات الألوف تصل إلى حدود بنجلاديش ، وذكرت جريدة لومند الفرنسية في صيف سنة 1398ه ، أن مائة ألف من اللاجئين من الأقلية المسلمة من بورما خلال شهر وصلوا إلى بنجلاديش ، وهذا الأمر يثير مشكلة إنسانية ضخمة لدولة فقيرة ، وهكذا بدأت عملية التنين وهي عملية الإبادة والطرد الجماعي للمسلمين في بورما تثير الرأي العام العالمي .
وأقامت حكومة بنجلاديش نحو ثلاثمائة معسكر مؤقت على طول حدودها لاستقبال اللاجئين إليها من مسلمي بورما ، وأشارت الصحف العالمية إلى الحالات السيئة التي وصل إليها اللاجئون من الأقلية المسلمة في بورما وتوجهت بنجلادش بنداء إلى هيئة الأممالمتحدة للتدخل للمساعدة في حل مشكلة اللاجئين من مسلمي بورما ، وقد وصل عددهم بين أربعمائة ألف وستمائة ألف لاجئ ، عبروا حدود بورما من منطقة أركان الغربية من إقليم شيتاجنج في بنجلادش .
وأمام هذه الأحداث أرسلت رابطة العالم الإسلامي وفداً إلى بنجلادش لدراسة أحوال اللاجئين من مسلمي بورما ، وتقديم المساعدة لهم وشاهد الوفد آثار التحدي الذي تعرضوا له ، كما أرسلت لجنة تحقيق من قبل هيئة المم المتحدة ، ولفت مؤتمر العالم الإسلامي أنظار العالم إلى ما يحدث لمسلمي بورما وعرضت القضية على المؤتمر التاسع لوزراء خارجية العالم الإسلامي وطلبت رابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة من الدول الإسلامية إعادة النظر في علاقتها ببورما .
وأمام ضغط وتحركات الرأي العام الإسلامي والرأي العام العالمي ، وقعت بورما مع بنجلادش اتفاقية دكا في سنة 1398ه من أجل عودة اللاجئين من مسلمي بورما إلى أوطانهم في أركان ، ولكن عملية العودة تسير ببطء ، كما لا يزال التحدي قائماً ويتضح هذا من شكوى اللاجئين العائدين إلى بورما ، وقد أعادت حكومتها أعداداً كبيرة من اللاجئين الذين سمح لهم بالذهاب إلى بورما .
ويقوم الشيوعيون بغارات على المسلمين لسلب أموالهم وممتلكاتهم ، فقاموا بعمليات حربية في تلال كالادان ، وميتشاونج ومينسبيا ، ولقد طالبت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في مذكرتها المرفوعة لمؤتمر القمة الإسلامي الثالث بالبحث عن حل سلمي لمشكلة الروهنجيين في بورما ، وقد قام المسلمون بمظاهرات ضد الحكومة البرماوية الشيوعية وقتل في هذه المظاهرات العديد من المسلمين وشكل المسلمون منظمة عسكرية للدفاع عن حقوقهم ، وهي " تضامن الروهنجا " وتوجد حوالي 10 جبهات تناضل ضد حكومة بورما .
الأزهر ومذابح المسلمين في بورما
لقد أدان الجامع الأزهر ، "الاعتداءات" التي يتعرض لها المسلمون في إقليم أراكان في ميانمار، واصفاً تلك الإعتداءات ب "حملات الإبادة والترويع".
وندَّد شيخ الأزهر أحمد الطيب، في بيان صدر بعد الأحدات ، ب"حملات الإبادة والترويع التي يتعرض لها مسلمو بورما (ميانمار) في إقليم أراكان المسلم؛ حيث يتعرضون لحملات من القتل والتشريد والإضطهاد، بالإضافة إلى تهجيرهم وتدمير منازلهم وممتلكاتهم ومساجدهم على يد الجماعة البوذية الدينية المتطرفة 'الماغ' بدعم من الأنظمة البوذية الديكتاتورية في بورما".
وأضاف الطيب أن "أعمال القتل التي يتعرّض لها المسلمون في بورما تتنافى مع كل الأديان السماوية والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان التي أقرتها سائر المبادئ والإتفاقيات الدولية، تتطلب تدخل حكومات العالمَين العربي والإسلامي وكل القوى المحبّة للسلام في العالم من أجل تقديم جميع أشكال الدعم لمسلمي بورما لمنحهم حقوق المواطنة كاملة وتمكينهم من العيش على أرضهم في أمن وسلام".
في حين نظم المئات من النشطاء السياسيين والحقوقيين المصريين وقفة احتجاجية اما سفارة” بورما ” بالزمالك وذلك اعتراضاً على المجازر التى ترتكب بحق الاقلية المسلمة هناك من قبل السلطات المحلية ، ردد المتظاهرين هتافات مطالبة بطرد السفير وضد النظام العسكر البورمى.
وقد حذرتْ منظمةُ حُقُوق الإنسان الأمريكيَّة (أطباء من أجل حقوق الإنسان)، في تقرير صدر لها من عدَّة أيام أن 200000 روهنجي في بنجلاديش يُعانون من حالةٍ مُتدهورة من الناحية الإنسانية، وأن مسلمي روهينجا سيَتَعَرَّضون لخطر المجاعة إذا لَم يتم زيادة السِّلَع الغذائية، وتقول المنظمة: إنَّ 18 % من الأطفال يُعانون بالفعل من سُوء تغذية حادٍّ.
الوضع في الداخل
وذكر شاهد عيان وهو الناشط البورمي محمد نصر أن سبب عودة المذابح هو إعلان حكومة بورما الجديدة عن نيتها منح بطاقة المواطنة للمسلمين في أراكان، وهو ما اعتبرته الجامعة البوذية الماغ حرباً ضدهم لأنهم مازالوا يعتبرون المسلمين عرقاً دخيلاً على بورما ويصنفونهم كدخلاء.
كما أوضح أن الموقف غير حيادي بالنسبة للجيش الذي أحاط المساجد في "مانغدو" ذات الأغلبية المسلمة وفرض حظر التجوال ومحاصرة أحياء الروهنجيا المسلمين حصاراً محكماً من قبل الشرطة البوذية الماغيّة
في حين قال عبد الله حبيب محمد إما مسجد بإقليم أراكان أن المسلمين في بورما يحتاجون لكل شيء تقريباً، فلا مأوى ولا طعام ولا أمان.
واوضح أن تشتت العائلة الواحدة في أكثر من مخبأ ساهم في حالة من الخوف على مصير الأبناء وخاصة الفتيات اللواتي يتعرضن للاغتصاب، ما دفع البعض منهن إلى رمي أنفسهن في البحر أثناء رحلة العودة إلى بورما بعد إرجاع حكومة بنجلاديش لقوارب الفارين من الموت.
مطالب المسلمين في بورما
1/ من أبرز المتطلبات
1 الاستجابة لنداء الجهاد لإثبات وجودهم وحقوقهم في وطنهم .
2 المطالبة بحرية العقيدة بدون تدخل من الدولة ، وحرية الحركة للقيام بالدعوة الإسلامية،وممارسة حقوق المسلمين السياسية
3 توحيد الجبهات المناضلة ضد التحديات المفروضة على المسلمين .
4 إقامة مدارس في مناطق المهاجرين لتعليم أبناء المسلمين .
5 ترجمة بعض الكتب الإسلامية إلى اللغة البرمية ، وتقديم منح للطلاب البورميين للدراسة في الجامعات والمدارس في بلدان العالم الإسلامي .
6 استخدام العلاقات السياسية بين الدول الإسلامية وبورما لحل مشكلة اللاجئين من مسلمي بورما .
المصادر ************* موقع السكينة للحوار موقع المسلم المسلمون في اسيا الوسطي والقوقاز