رسالة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، ورسالة توحيد أبناء شعب مصر جميعاً، بعث بها أمس السيد الرئيس محمد مرسي قائد الثورة من ميدان التحرير لأبناء وطننا العظيم وللعالم أجمع، بعث بها وسط هتافات ثوار أحرار هنكمل المشوار، حيث أكد الميدان وأكدت ميادين مصر كُلها أن الدكتور محمد مرسي هو قائد الثورة وليس رئيس لمصر فحسب، وأنه أفضل من يؤتمن علي مطالب تلك الثورة، فلقد عاهد الرئيس الله وعاهد الثوار أن يقتص للشهداء، وعاهد الرئيس الله وعاهد الثوار أن تكون مصر دولة حرة تملك قرارها وأن يقضي تماما ًعلي التبعية ويعيد للوطن كرامته واستقلاله، وعاهد قائد الثورة جماهيرها أن يظل وفياً للمبادئ التي قامت من أجل تحقيقها، واستحق السيد الرئيس أن تهتف له الجماهير وتصفق له وتكبر وتهلل، وأن يهتف له الثوار من كافة ألوان الطيف السياسي بعد القسم الذي أداه، حيث هتفوا بصوت واحد.. "أرفع رأسك فوق أنت مصري"، كانت رسالة قوية من القائد لكل من شكك في توجهاته الرامية لإقامة دولة متحضرة حديثة تحترم الحريات والحقوق الآدمية. نعم بعث دكتور محمد مرسي برسالة لكل أبناء مصر المؤمنين بثورتها وعزتها وكرامتها واستقلالها، وبعث مرسي برسالة لأصحاب النوايا الطيبة الذين يفضلون مصلحة الوطن علي مصالحهم الخاصة، والذين لا يترددون ولا يرتشون ولا يخضعون لأية ضغوط من أية عناصر أيا ً كانت قوة تلك العناصر أو مكانتها، وقال للجميع باعتباره المسئول الأول عن الوطن أن لا سيادة في مصر إلا للشعب من أية جهة أياً كانت، ونحن نثق أن رسائل الدكتور محمد مرسي أمس كانت بمثابة صواريخ دكت قواعد عناصر الثورة المضادة وتسببت في تصدع كبير ألم بها وستنهار تماما وقريباً إن شاء الله، ومن تلك العناصر الحالم بانتخابات رئاسية جديدة بعد أربعة شهور، والإعلامي إياه الذي اعتقد نفسه زعيما وطنيا ً ودعا لمليونية أمس لم يحضرها سوي الباعة الجائلين وبضعة مئات من التنظيم السري إياه.
وكان خطاب السيد الرئيس محمد مرسي والذي جاء عشية تنصيبه كرئيس للجمهورية، كان خطابه أمس تصالحياً وتطمينياً للجميع وإلي أبعد حد ممكن، حيث أكد خلاله انه يقف علي مسافة متساوية من كل المصريين الذين وقفوا معه مثل الذين عارضوه، ولن ينتقص من حق أحدا منهم، وقال أيضاً أنه سيقيم دولة المساواة والعدالة الاجتماعية ودولة القانون، وكان الناس علي المقاهي وفي النوادي وفي الميادين والبيوت والقرى والكفور والنجوع والبوادي والواحات والمساجد والكنائس ينصتون لخطاب القائد، وأزعم أن شعبية دكتور محمد مرسي بعد هذا الخطاب قد تضاعفت، وأن كلمته أحدثت تغيير هائل في الشارع المصري وخصوصا في صفوف الثوار، حيث تأكدت غالبيتهم الكاسحة أن الرجل مع الثورة قلبا وقالباً.
وأعجبني تركيز الرئيس مرسي علي وحدة أبناء الوطن، وعلي قضايا الأمن القومي، وأعجبتني رسالة السلام التي بعث بها للعالم الحر، وأيضاً تأكيده في ذات الوقت أن مصر سترد أي عدوان علي أراضيها من أية جهة أيا كانت، ولقد أعاد دكتور مرسي مفهوم الأمن القومي الذي نعرفه إلي وضعه الطبيعي، عندما أشار للدوائر العربية والإسلامية والإفريقية واهتمام مصر بها، ولم يعد الأمن القومي واستراتيجيه تستهدف مرضاة الحلف الصهيوني الأمريكي كما كان يريد المخلوع ونجله ويعمل من قبل، إنما إستراتيجية الأمن القومي الجديدة التي أعلنها دكتور مرسي تستهدف تأمين وطننا وربطه بأحزمة أمننا القومي الطبيعية، وجعله وطن مستقل يتعامل مع العالم بندية.
أما الرسالة الأخطر التي أسقطت كل المزايدات وجعلت د.محمد مرسي يستحوذ علي قلوب الشعب، ويعزل أصحاب الأجندات الخاصة، إلي جانب من تسيطر عليهم ذاتيتهم المتضخمة، فهي القسم الذي حرص علي تأديته أمام الشعب بالميدان، وهي لحظة اقشعرت لها أبدان المصريين، لحظة صدق مع الله ومع الثوار ومع الثورة ومع التاريخ، حيث أكد الرجل للناس انه منهم ولهم وبهم يحكم وان أبواب مكتبه مفتوحة بينهم، ووعد أبناء وطننا بحياة أفضل.
ولقد اتسم الخطاب بالصدق والوفاء والأمانة وخرج من قلب الرئيس لقلوب أبناء الشعب مباشرة، وفوراً استقبلته ضمائر وقلوب عشرات الملايين من البسطاء، تلك الضمائر الحية التي تشعر بالصدق، تأكدت الجماهير أن الدكتور مرسي يتحدث كرئيس لكل المصريين، ويبني دولة كل المصريين، دولة مدنية ديمقراطية متحضرة حديثة تقوم علي مبادئ الحرية والعدالة والمساواة، وتقف ضد الظلم والطغيان والديكتاتورية.
ونتمنى أن تفهم عناصر الثورة المضادة، وتفهم أيضاً من أطلق عليها بعناصر الدولة العميقة أن رجال المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة السيد المشير - متعهم الله بالصحة والعافية - أعلنوا انحيازهم بصدق للثورة التي تفجرت في 25يناير المجيدة، وذلك ليهدوا وطنهم ويتركوا لأولادهم وبناتهم وأحفادهم يتركوا لهم دولة مدنية ديمقراطية حديثة متحضرة، دولة لأصوت فيها يعلو فوق صوت الشعب، وعلي عناصر الثورة المضادة وعلي فلول النظام الفاسد المنهار أن تتخلي عن مقومات عهد الفساد والطغيان الذي تم خلاله تخريب مصر ونهب ثرواتها وانتهاك كرامة أبناء شعبها، وتم خلالها إضاعت كرامة مصر وهيبتها ومكانتها بين الأمم، علي تلك الفلول أن تيقن أن الثورة تتجه نحو النصر النهائي والنجاح الكاسح بأذن الله.
وعلي الرغم من ذلك لم تتعلم فلول النظام السابق، ولم يتعلم مخبريه، ولم تتعلم عناصره الأمنية التي لا تزال تخترق بعض الأجهزة من الواقع، فأخذت تطلق إشاعات من بينها أن الأمريكان ضغطوا لكي ينجح دكتور محمد مرسي، ولا نعرف بأي إمارة أو بأي دليل يريد الأمريكان دكتور مرسي رئيساً لمصر، أن كان الصهاينة بكوا بدل الدم دموع حزناً علي فشل الفريق شفيق، أن فلول نظام مبارك يريدون أن يسلبوا من المجلس العسكري مصدر عزه وفخاره وانجازه التاريخي الذي أهداه لمصر، ألا وهو بناء دولة ديمقراطية، وهنا يجب أن نشير إلي أن الأصوات التي حصل عليها شفيق كان اغلبها عبر الغش والخداع، لأن الفلول صوروا للناس أن المؤسسة العسكرية مع الفريق شفيق ولولا ذلك لما حصل شفيق علي نصف ما حصل عليه.
وختاماً، من القلب تحية حب وتقدير للمؤسسة العسكرية المصرية العظيمة التي بات قادتها موضع احترام العالم وتقديره، وتحية خاصة للسيد المشير القائد محمد حسين طنطاوي، الذي راودوه بكل ما يملكون لكي يطرح نفسه رئيساً، وكان من الممكن أن يفعلها وينجح من أول جولة وبأغلبية، لكن الرجل رفض رفضاً قاطعاً مع رفاقه بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، رفضوا لأنهم كانوا ينتصرون لمبادئ ثورة الشعب، وهي رسالة كان من الواجب أن تفهمها الكائنات البشرية التي لا تزال تدين بالولاء لنظام مبارك وان تلتزم الصمت، لكن للأسف فهمت الرسالة خطأ وسعت لإثارة النعرة الفئوية بالمؤسسة العسكرية لتقود ثورة مضادة، لكن رجال المجلس العسكري كانوا يعرفون طريقهم جيداً وكانوا قلبا وقالبا مع ثورة مصر، علي الرغم من كل الاهانات والإساءات التي تعرضوا لها والتي لا تزال للأسف تثار من قبل البعض ويتعين علي قائد الثورة السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي أن يضع نهاية لها، وان يرد الجميل لهؤلاء القادة العظام.
ولقد هطلت دموعي أكثر من مرة عندما أدي الرئيس القسم أمام الثوار، وتعرض دكتور مرسي لأمور تتعلق بمكانة مصر وكرامة المصريين وللسجناء السياسيين والمعتقلين وللدكتور عمر عبد الرحمن المحبوس بأمريكا وللرجال ضحوا بحياتهم من قبل ومنذ عقود لكي نعيش، هطلت دموع الفرح مني لأنني شعرت أن مصر بدأت بالفعل تستعيد كرامتها ومكانتها، وأن الإنسان المصري بات يشعر بآدميته الآن، وان وطننا سيكون في المكانة التي يستحقها.
ولنا رجاء نتوجه به للدكتور محمد مرسي ويا ليته يصل إليه ألا وهو أن يتجنب الإشارة للماضي الذي أصبح أصحابه جميعا في رحاب الله، وبالتأكيد دكتور مرسي يعلم أن الله هو العدل كله يعلم خافية الأعين ويعطي كل ذي حق حقه، يتجنبه لأننا ننشد توحيد الثوار بقدر الإمكان وخلق اكبر جبهة وطنية تستهدف النهوض بمصر، وما كان هناك داع أن يشير دكتور مصري لفترة الستينات التي كان لها ايجابيات كبيرة إلي جانب بعض السلبيات فيها وكان قائد تلك الفترة يحظي بشعبية كاسحة لا تزال حاضرة بقوة في الشارع المصري، وعلي دكتور مرسي أن يعلم أن ملايين انتخبوه يحترمون قائد تلك الفترة، فلا يعطي فرصة لدعاة الانقسام أن يستغلوا تلك الثغرات وان يلعبوا عليها ويحاولون تمزيق الوحدة التي نتطلع إليها. -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
توفيق عكاشة الشهير ب«كلباوي» بعث إلينا د. محمد أبو عمر من محافظة الدقهلية برسالة قال فيها أنه من نفس بلد صاحب قناة «الفراعين» توفيق عكاشة وهي قرية ميت الكرما بمركز طلخا، وعلي اعتبار أنه عاصر حياة توفيق هناك قال لنا بالنص في رسالته ما يلي: " ما لا تعرفه عن توفيق عكاشة: متخلف دراسيا.. رسب في الثانوية 4 مرات.. وحصل عليها من اليمن ب 56% ودخل معهد خدمة اجتماعية بكفر الشيخ وقضي فيه 6 سنوات.. كان يجري وراء الكلاب في قرية ميت الغرقا والتي استبدل اسمها إلى ميت الكرما, كان يعشق مشاهدة الكلاب وهي تتزاوج، وأطلق عليه أهل القرية اسم «كلباوي» أقسم أن كل ما ذكرته صحيح 100% ، وأقاربه معظمهم ناس كويسة ويستعرون من تصرفاته الغبية.. عار على قريتنا أن يكون هذا الكائن منها.. شكرا ل«محيط» والكاتب صلاح بديوي". انتهت الرسالة، ولن أعلق عليها، لكن اهديها لمن على شاكلة توفيق وانبهر به. -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*- شاهد.. خطاب السيد الرئيس بميدان التحرير [email protected]