اقترح المبعوث الدولي كوفي عنان تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا تضم أنصار الرئيس بشار الأسد وأعضاء من المعارضة لتقود عملية الانتقال السياسي في سوريا، حسب ما أعلن دبلوماسيون غربيون. وأضافوا أن هذه الحكومة التي يقترحها عنان لن تشمل أي أسماء قد تتسبب في تقويض مصداقيتها أو إعاقة الاستقرار.
ومن المقرر أن يناقش هذا المقترح في المؤتمر الدولي الذي دعا إليه عنان السبت المقبل في جنيف، والذي ستشارك فيه روسيا إلى جانب أعضاء مجلس الأمن الدائمون الأربعة الآخرون ودول رئيسية في منطقة الشرق الأوسط.
وقال دبلوماسي :"إن فكرة استبعاد أشخاص معينين يقصد بها فيما يبدو الرئيس السوري بشار الأسد لكن اقتراح عنان لم يقل صراحة انه لا يجوز أن يشارك الأسد في حكومة وحدة وطنية".
وأضاف الدبلوماسي إن الروس "أبلغوا عنان أنهم يقبلون خطته للانتقال." وأكد عدة دبلوماسيين غربيين تصريحاته قائلين أن الأعضاء الخمسة الدائمين لمجلس الأمن جميعا ساندوا الخطة.
وكان عنان قد قال يوم أمس الأربعاء إنه دعا إلى عقد اجتماع على مستوى الوزراء بشأن سوريا في جنيف يوم السبت بهدف السعي لإنهاء العنف وإحلال الأمن والاستقرار للشعب السوري".
وأضاف في بيان أنه دعا وزراء خارجية القوى الخمس الكبرى وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسياوالولاياتالمتحدة بالإضافة إلى تركيا والاتحاد الأوروبي والعراق والكويت وقطر ولكن لم يشر إلى إيران أو المملكة العربية السعودية.
وقال جان ماري جيهينو نائب الدولي كوفي عنان أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف "لكن هذه الجهود لا يمكن أن تكون بلا نهاية. الوقت ينفد وسوريا تنزلق إلى أعمال عنف أعمق وأكثر تدميرا".
وتركزت جهود عنان في الأسابيع القليلة الماضية على إنشاء مجموعة عمل بشأن سوريا يعتزم دعوتها للاجتماع يوم السبت. وقال جيهينو إن "المجموعة ستسعى للتوصل إلى موقف مشترك بشأن حل للأزمة."
وقال جيهينو إن في الوقت الحالي "يبدو أن جميع الأطراف لا تؤمن باحتمال التوصل إلى حل سياسي." وأضاف "لا تزال المعارضة منقسمة بين من يؤيدون حلا سياسيا سلميا ومن يؤيدون استمرار المقاومة المسلحة."
وقد لاقت دعوة عنان لعقد اجتماع دولي في شأن سوريا ترحيب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاي كلينتون التي تقوم بجولة أوروبية.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي في العاصمة الفنلندية هلسنكي إن "لديها أمل كبير" في أن يكون الاجتماع الدولي في جنيف حول سوريا نقطة تحول في مسار الأزمة السياسية في البلاد.
وأضافت إنها ستشارك في الاجتماع الذي اقترحه الوسيط الدولي كوفي عنان ، مشيرة إلى أنها تنتظر إعلان عنان رسميا عن اجتماع جنيف وأن الولاياتالمتحدة تؤيد تماما خارطة الطريق الخاصة بالتحول السياسي في سوريا التي اقترحها عنان وأطلع القوى الكبرى عليها.
وأشارت وزيرة الخارجية الأمريكية "كنت على اتصال بالمبعوث الدولي المشترك كوفي عنان وتبادلنا النقاش حول عقد لقاء يركز على خريطة طريق يمهد لانتقال سلمي للسلطة في سوريا".
وقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف أنه سيحضر الاجتماع المقرر عقده في جنيف حول سوريا.
من ناحيته، قال السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن الأفكار التي سيطرحها عنان في جنيف لن يقبلها الوزراء بشكل إلي.
وأضاف "ستكون قاعدة للنقاش بين الوزراء" مع عدم استبعاده إضافة عناصر أخرى إلى الوثيقة التي بعثها عنان إلى الوزراء.
وكانت روسياوالولاياتالمتحدة أعلنتا أنهما يريدان مساعدة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية في مهمته بشأن إحلال السلام في سوريا.
لكن روسيا والصين كانتا عرقلتا في مجلس الأمن قرارين لفرض مزيد من العقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.