اكد وزير المالية السوداني علي محمود الرسول الاثنين ان الحكومة لن تعود عن قرارها الغاء الدعم تدريجيا عن المحروقات والذي اثار احتجاجات في السودان الذي يواجه معدل تضخم متنام. واتسع حجم التظاهرات ضد السلطة بعد اعلان الرئيس عمر البشير في الثامن عشر من يونيو سلسلة اجراءات تقشف.
وقال الوزير السوداني في مؤتمر صحافي "لن نعود عن قرارنا الغاء الدعم مهما حصل". واضاف "اذا ارتفع سعر النفط في الاسواق الدولية فاننا سنزيده في السودان".
وقد تضاعف سعر البنزين في محطات توزيع الوقود منذ الاسبوع الماضي بسبب القرار الحكومي، في حين كان التضخم بلغ 30,4 في المئة في شهر ايار/ مايو لوحده، بحسب ارقام رسمية.
وخسر السودان الذي يشهد حالة شبه افلاس، مليارات الدولارات من العائدات النفطية بعد انفصال الجنوب في يوليو 2011. وتملك هذه الدولة الوليدة ثلاثة ارباع احتياط النفط الخام في السودان قبل الانفصال.
وكانت العائدات النفطية للسودان التي تقلصت اصلا منذ استقلال جنوب السودان، تراجعت ايضا بنسبة 20 في المئة بعد معارك الحقت اضرارا بالبنى التحتية في اهم حقل نفطي في هجليج في ابريل، بحسب خبراء دوليين.
وتواصلت التظاهرات المناهضة لزيادة الاسعار وضد النظام الاثنين لليوم العاشر على التوالي.
وفي قضارف (شرق)، تظاهر نحو مئتي شخص في ساحة السوق قبل ان تفرقهم شرطة مكافحة الشغب مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفق شهود.
لكن المتظاهرين تجمعوا مجددا واحرقوا مكاتب الحزب السوداني الحاكم قرب السوق.
وقال احد السكان "شاهدت وثائق واثاثا وقسما من المبنى يحترق"،ورشق المتظاهرون بالحجارة سيارة مسؤول محلي من دون تسجيل وقوع اصابات.
واعتبر الرئيس السوداني عمر البشير الاحد ان الاحتجاجات على ارتفاع الاسعار والمستمرة في البلاد منذ تسعة ايام ليست "ربيعا عربيا".
لكن متظاهرا قال لفرانس برس ان هذه الاضطرابات غير مسبوقة منذ اكثر من عشرين عاما.
واضاف "انها المرة الاولى منذ 1989 تحصل فيها تظاهرات في غالبية المدن".