رحل الروائي والشاعر والباحث السرّيالي ساران ألكسندريان الجمعة الماضي عن عمر يناهز 82 عاما، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الدم والذي وضع في النهاية حدا لمسيرة إبداعية أثرت الثقافة والفن العربي. أمضي ألكسندريان المولود في بغداد عام 1927 لأب عراقي-أرمني كان يعمل طبيبا للملك فيصل الأول وأم فرنسية, أكثر حياته في العاصمة الفرنسية والتي شهدت بداية تألقه ونسج ابداعاته ليخط لنفسه مساراً فريداً من نوعه خارج الوطن. وأنجب الكسندريان عام 1960 أول أعماله الروائية "الرجل البعيد" وتهتم بمواضيع الحب والمعرفة, والبحث عما يتخطى الواقع في الواقع نفسه، واتبعها عام 1964 بروايته الثانية "خطر الموت" وشغلته أبحاثه قليلا عن لتتأخر روايته الثالثة "بيضة العالم" قرابة العشرة سنوات في عام 1975. وكتب أبحاثاً عديدة حول مواضيع وشخصيات سريالية مختلفة، منها "الفن السريالي" عام 1969 و"أندريه بروتون كما هو" عام 1971، و"قاموس فن الرسم السريالي" عام 1972، "السرّيالية والحلم" عام 1974، و"سلفادور دالي والشعراء" عام 1977، "الإشتراكية الرومنطيقية" 1979، و"ماكس أرنست" عام 1986، و"جاك هيرولد" عام 1996، و"فيكتور براونر" عام 2004. تمتع ساران بعبقرية فنية جمعت الشعر، الرواية، النقد الفني والأدبي، السيرة الذاتية، البحث العلمي، الفلسفة الباطنية، الفكر السحري، الإيروسية الصوفية، في قالب واحد شكل ثقافة موسوعية نادرة لمبدع أثري الثقافة العربية والعالمية.