أصدرت 'دار أزمنة' الأردنية طبعة ثانية من ديوان الشاعر الأسباني الشهير فيديريكو جارثيا لوركا، "شاعر في نيويورك"، الذي ترجمه حسين عبد الزهرة مجيد، بعد نفاد الطبعة الأولى التي أصدرتها الدار عام 1995. وقد أضافت هذه الطبعة دراسة طويلة ومتعمقة كتبها ديريك هاريس لهذا الديوان المميز للشاعر في مسيرته الشعرية عموما. واحتلت الدراسة قرابة سبعين صفحة من الكتاب، الواقع في 204 صفحات من القطع المتوسط. وبحث هاريس- في دراسته- قضايا الديوان الأساسية: "لوركا والسريالية"، "البراءة المفقودة والمحفوظة"، "المدينة والريف"، "ولادة المسيح وآلامه"، "الصوت الصارخ في البرية". ويرى الكاتب أن هذا الديوان كتاب محكم، لا تأتي قصائده بالترتيب الزمني، وهي مبوبة في عشرة أقسام، لكل قسم عنوان خاص، وتتبع في تدرجها الطريقة التسجيلية لإقامة الشاعر في أمريكا. والديوان- وفقا له- سجل لغربة ذاتية شديدة عاناها الشاعر في أجواء المدينة الطاحنة. هو وصف للألم والعذاب في عالم مجرد من كل الصفات الإنسانية حيث تسحق الماديات كل الأرواح، والوازع الديني أمر جلي فيه. وهو إجمالا مجموعة من القصائد الطويلة الجميلة من الشعر الحر، مكتوبة بأسلوب خاص طالما وصف بالسريالي. يذكر أن المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة سبق أن أصدر- منذ سنوات- الترجمة العربية للأعمال الشعرية الكاملة للوركا عن لغتها الأسبانية الأصلية.