أ ش أ - صادقت محكمة التمييز الأردنية على قرار محكمة أمن الدولة القاضي بالسجن خمسة أعوام لمنظر السلفية الجهادية في الأردن عصام محمد العتيبي المعروف بأبي محمد المقدسي. وأقرت المحكمة ، وهي أعلى سلطة قضائية، وعقدت برئاسة القاضي عبدالقادر الطورة قرار محكمة أمن الدولة التي كانت وجهت للمقدسي تهمتي القيام بأعمال لم تجزها الحكومة الأردنية من شأنها أن تعرض المملكة لخطر أعمال عدائية وتعكير صلاتها بدولة أجنبية بالاشتراك وتجنيد أشخاص داخل المملكة بقصد الالتحاق بجماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية.
وكانت محكمة أمن الدولة الأردنية قد قضت بداية العام الجاري بحبس المقدسي لمدة خمسة أعوام بعد أن أسندت إليه نيابة أمن الدولة أربع تهم، وإلى ثلاثة آخرين تهم القيام بأعمال لم تجزها الحكومة من شأنها أن تعرض المملكة لخطر أعمال عدائية وتعكير علاقتها بدولة أجنبية بالاشتراك. واعتبر محامي التنظيمات الإسلامية في الأردن موسى العبداللات في تصريح لصحيفة"الغد" الأردنية الصادرة اليوم الأربعاء أن المقدسي "سجين سياسي"، ويجب الإفراج عنه فورا.
وكان المقدسي قضى الأعوام الأخيرة في السجون متهما أو محكوما بقضايا أمنية أو موقوفاً إداريا، كونه كان قاسماً مشتركاً في قضايا غالبية التنظيمات الجهادية الأردنية التي مثلت أمام محكمة أمن الدولة.
ويعتبر المقدسي "الأب الروحي" لزعيم تنظيم القاعدة في العراق أحمد فضيل نزال الخلايلة، الملقب ب"أبو مصعب الزرقاوي" الذي قتل في عام 2006، وكان الاثنان التقيا للمرة الأولى في أفغانستان في العام 1989،وعادا ليلتقيا في عمان ودخلا السجن سويا في عام 1994 على خلفية إدانتهما بإنشاء تنظيم جهادي أطلق عليه "بيعة الإمام"، واستطاع الزرقاوي انتزاع القيادة من المقدسي في السجن لينطلق في التنظير للفكر الجهادي المتطرف، قبل أن يعود إلى أفغانستان ومنها إلى العراق.