مصر العظيمة "كريمة الأديان" تخرج عن بكرة أبيها اليوم لتنتصر لثورتها، ولتنتصر لتراثها الحضاري الذي بنيناه معاً مسلمين وغير مسلمين، مصر العظيمة التي هبطت فوقها التوراة بطور سيناء تخرج اليوم لتضع نهاية لنظام العهر والفساد والخيانة، تخرج مصر لتجتث المباركين الجدد الذين توحشوا وتغولوا ويحاولون الآن السطو علي ثورة عظيمة هي من عند الله، مصر اليوم تخرج لتلقن خونة أدعوا انتماءهم لأجهزة وطنية، وأتضح لنا أنهم ليسوا بوطنيين، وفي قيادة أجهزتهم من حاد الله ورسوله وخان الشعب والأمة، مصر العظيمة التي عاش فوق سراها سيدنا المسيح ووالدته أم الحب ستنا مريم، وعاش علي ثراها سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء وأهله تخرج اليوم لتكشر عن أنيابها للمرتزقة المفسدين في الأرض وللفلول الخونة القتلة وتحمي صناديق الانتخابات. مصر الثورة تخرج بنينا وبناتاً وشيوخا وكهولا، تخرج لتنتصر لأرض عاش فوق ثراها الطاهر سيدنا يعقوب وابنه يوسف الصديق وأنبياء الله الذين لا يكفي المجال للتعرض إلي سيرهم، تلك الأرض الطاهرة شعبها المقاتل الثائر قرر أن ينتصر لثورة من عند الله، ويمنح أصواته بعشرات الملايين لمرشح الثورة والشعب الأستاذ الدكتور محمد مرسي، هذا الرجل الذي ليس هو مرشح الإخوان فحسب إنما د.مرسي هو مرشح الأيادي الطاهرة المتوضئة كافة، والقلوب العامرة بحب الله وحب الآخر غير المسلم شريكنا في صنع حضارة وطننا وأمتنا.
اليوم نثق ثقتنا في جود الله الذي اختار أرضنا مهبطاً لرسالاته ورسله، إختار أرضنا التي عرفت الأيمان منذ فجر التاريخ وعاشت التوحيد قبيل أن يدعو أي نبي أو رسول لهذا التوحيد، نثق أن جماهير شعبنا المؤمنة الطاهرة الصابرة الثائرة بمسلميها وبقوي إيمانها المسيحية ستنحاز للطهر والعفة والحب والرحمة والعدالة، نثق أن هذا الشعب سيخرج من كنائسه ومساجده ومعابده ومنازله لكي يقول نعم للدكتور الثائر محمد مرسي، سيستحضر شعبنا صور د.مرسي ورفاقه وهُم يقفون كالأسود يحمون ثورة 25يناير المجيدة في ميدان التحرير وكل ميادين مصر، ويزودون عن أبناء الوطن في مواجهة رصاص ميليشيات «كامب ديفيد»، في مواجهة رصاص الفريق أحمد شفيق وقائد حملته الانتخابية الآن اللواء محمود وجدي.
نعم شعبنا سيستحضر أرواح الشهداء "مصطفي الصاوي، ويحي الجزار، ونصر الدين عويس، وعبد الكريم رجب... وغيرهم من مئات الشهداء والجرحى الذي قدمتهم جماعة الإخوان، وقدمهم التيار الإسلامي أثناء الثورة، نعم هؤلاء هُم أخوان دكتور محمد مرسي الذين وقفوا معه بالميدان وفي كل ميادين وشوارع مصر الثورة، سيستحضر شعبنا وسيستحضر الثوار بطولات هؤلاء الشباب ويتقدمون لصناديق الانتخابات لكي يمنحوا أصواتهم للمدافع الحقيقي عن الثورة، والأمين علي مطالب الثورة الدكتور محمد مرسي، ولمن كان موجود معنا في ميدان التحرير من الثوار نذكره بالشاب الإخواني أسامة والذي كان يرتدي الزي الأحمر وهو أول من هاجم الحصان يوم موقعة الجمل، وامتطاه وأسقطه أرضاً مع البلطجي الذي كان يقوده وفي يده سيف يقطر من دماء الثوار، نعم اسقط الحصان أرضاً وكانت تلك الواقعة فتحاً مبينا لنا جميعاً كثوار، حيث تجاسر بعدها الجميع وهاجموا الجمال والأحصنة وفتكوا بها غير عابئين بالسنج والسيوف والأسلحة التي كانت في أيدي المهاجمين، والرصاص الذي انهمر عليهم من قبل أصحاب الفريق أحمد شفيق.
وعندما كان المتظاهرون يغادرون الميدان أثناء الثورة إلي بيوتهم كان الإخوان يمثلون 75 بالمائة من الذين يبيتون في الميدان يحرسونه، وأتذكر أن المجاهد الدكتور صفوت حجازي جاء بخمسة آلاف استشهادي من شبرا يوم موقعة الجمل وهُم الذين أنقذوا الثورة من الانهيار، كان الأخوان العمود الفقري للثورة مع فصائل التيار الإسلامي، والآن يلقي عليهم القدر بالمسئولية كاملة للحفاظ علي الثورة وهم لها، والفقير إلي الله هُنا يُعلن أنه انتقد الإخوان في كثير من المواقف التي رآها غير سليمة، لكننا لأننا عاصرنا بلاءهم ونضالهم في سبيل الله والوطن قبل الثورة وبعدها، فإن ضميرنا الوطني يحتم علينا أن نؤدي الشهادة لله كتابة وننتخب دكتور محمد مرسي وندعو كل الأحباب أن ينتخبوه، ومن المهم جداً أن أشير بأنني هنا اعبر عن نفسي فقط، وعن كل من يحبني ويثق في كلامي، لأن ما أقوله شهادة لله أتحملها أنا فقط أمام ربنا ووطننا.
يا أبناء شعبنا العظيم يا ثوار وطننا، تذكروا أنه بينما كنتم تقتلون في التحرير وفي موقعة الجمل كان من يقتلكم هو أحمد شفيق ورفاقه، وتذكروا بينما كان المئات من قيادات الإخوان والتيارات الإسلامية بل الآلاف في السجون والمعتقلات بسبب ما يعتقدون وبسبب دفاعهم عن مصر، وبينما كانت تصادر أموالهم عبر نوع من القضاء المنتقي علي شاكلة عادل عبد السلام جمعة، كان أحمد شفيق وزيراً بحكومة مبارك يتمتع بالسلطة والجاه ويحتضن الفساد ويرعاه كما جاء في أكثر من ثلاثين بلاغاً قدمت ضده إلي النائب العام ولم يتم التحقيق فيها، حيث تستر النائب العام علي أحمد شفيق ولم يحله للتحقيق إلا قبيل الانتخابات بأيام.
إننا ندعو أبناء شعبنا أن يستحضروا قصص الفساد يستحضروا الرشاوى التي يدفونها في كل دواوين الدولة لإنهاء طلباتهم، ندعو التجار وأصحاب المطاعم والنوادي والسائقين والعمال والتجار لتذكر كيف كانت الشرطة تستوقفهم وتفرض عليهم أتاوات، وكيف كان محصلي الضرائب بدورهم يبتزونهم للحصول علي الرشاوى، ومن يرفض تلفق له الاتهامات ويلقي في المعتقلات إلي ما لا نهاية، وندعو الطلاب أن يتذكروا رفاق لهم استشهدوا في سراديب مباحث أمن الدولة، وأن يتذكروا كيف كان الحرس الجامعي يشكل مصدر إرهاب لهم في الجامعات، وندعو الفلاحين لتذكر المظالم التي وقعت عليهم وندعو المهنيين لتذكر مصادرة حرياتهم من اعتقالات بسبب أفكارهم ومعتقداتهم أو بسبب ما يكتبون، حيث قصفت أقلام الصحفيين وأغلقت الصحف وسجنوا ومن بينهم كاتب تلك السطور من قبل حكومة كان شفيق وزيرا فيها ومن قبل رئيس كان شفيق صديقا صدوقا له.
ويقولون لنا «الإخوان» ..يا سلام ومال الإخوان لديهم حزب يدعو لدولة مدنية، ولديهم برنامج مدني رائع للنهضة ويتقون الله ويخافونه، ولن يسرق رئيس مصر الإخواني ولن يتستر علي فاسد ولن يسمح بأية مظلمة تواجه أي مواطن مصري مسلم كان أم مسيحي وسيجتث السرقات والبلطجة وأعمال الخروج علي القانون، وسيتقي الله فينا وفي مصر، وسينهي تماما هيمنة واشنطن وتل أبيب علي القرار في مصر، وندعو فلول أحمد شفيق أن يتواروا خجلاً بعد الخراب والدمار الذي ألحقوه بمصر، وأن يشعروا بإثمهم الذليل، تلك الوجوه الفاجرة التي غاب الخجل عنها .. ووالله لو كان كانوا يملكون ذرة خجل لتواروا وفروا هاربين.
وبقيت كلمة أخيرة أتوجه بها إلي مرشحين للرئاسة يزعمون أنهم ثوريون، نقول لهم أن الأصوات التي حصلتم عليها حصلتم عليها بالتدليس والغش والخداع الإعلامي وسيذهب معظمها للدكتور محمد مرسي، للأسف توسمنا فيكم خيراً وخذلتمونا وخذلتم مصر بسبب ذاتيتكم المريضة، الآن توليتم ونثق أن الله كان عطوفا ًعلي وطننا أن أنقذه منكم واثق أنه لن تقم لكم قائمة بعد الآن، فلقد جاءتكم الفرصة وأهدرتموها.
وعاشت مصر العظيمة كريمة الأديان مستقلة وحرة وأمنة ومستقرة ترفرف فوقها رايات العزة والفضيلة، وثورتنا مستمرة حتى تحقق أهدافنا كاملة بإذن الله. -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*- شاهد د.مرسي.. أين حق اللى ماتوا في القطار وبورسعيد وماسبيرو. -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*- [email protected]