أعربت فرنسا عن قلقها من أن تكون مجازر جديدة يتم التحضير لها في سوريا، وقال برنار فاليرو المتحدث الرسمى بإسم وزارة الخارجية الفرنسية أن بلاده تتقاسم القلق مع المجتمع الدولى حيال هذا الأمر فى الوقت الذى تطالب فيه الأممالمتحدة بالسماح لها بدخول مدينة الحفة المحاصرة والتى تتعرض للقصف من قبل قوات نظام بشار الأسد. وأشار فاليرو فى مؤتمر صحفى اليوم الثلاثاء إلى وجود إتصالات فرنسية-روسية في محاولة لايجاد مخرج دبلوماسي للازمة السورية الحالية..موضحا أن مدير الإدارة السياسية بالخارجية الفرنسية جاك أوديبار سيتوجه غدا الأربعاء إلى موسكو حيث يعقد لقاءات مع المسئولين الروس تتركز على تطورات الأزمة السورية.
وأكد الدبلوماسى الفرنسي أن "بلاده تدعم أكثر من أى وقت مضى خطة المبعوث الدولى المشترك للجامعة العربية والأممالمتحدة كوفى أنان بشأن سوريا".
وعما إذا كانت باريس تؤيد ما يتردد عن أن سوريا أمام سيناريو مماثل لما حدث فى الماضى بالبوسنة..أكد فاليرو "أننا اليوم أمام واقع جديد فى سوريا حيث تتضاعف المذابح وتغرق البلاد يوما تلو الآخر فى حلقة مفرغة من العنف والقمع".. مشيرا إلى التصريحات التى أدلى بها المبعوث المشترك أنان الأسبوع الماضى والتى أكد من خلالها أن سوريا تنحدر نحو الحرب الأهلية.
وتابع المتحدث قائلا أن "الموقف الفرنسى حيال الأزمة السورية يرتكز حاليا على الدعم الكامل لخطة كوفى أنان ومواصلة الاتصالات مع المعارضة السورية وكان آخرها الاتصال الهاتفى بين وزير الخارجية لوران فابيوس أمس مع الرئيس الجديد للمجلس الوطنى السورى عبد الباسط سيدا".
وأوضح الدبلوماسى الفرنسي أن بلاده تؤيد الفكرة التى طرحها المبعوث المشترك لعقد مؤتمر دولى لما يسمى "مجموعة الإتصال بشان سوريا" ..مشيرا إلى أن باريس تعكف حاليا على الاعداد لمؤتمر "أصدقاء الشعب السورى المقرر إنعقاده بالعاصمة الفرنسية فى السادس من يوليو القادم".
وفيما يتعلق بالمشاركة الدولية فى مؤتمر باريس القادم..قال فاليرو أن بلاده تأمل أن يشارك أكبر عدد ممكن من الدول فى أعمال المؤتمر..مشيرا إلى وجود إتصالات تجرى حاليا مع البلدان المعنية.
وشدد على أهمية مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" القادم والذى يهدف فى المقام الأول إلى التأكيد على دعم المجتمع الدولى لمبادرة كوفى أنان وخاصة البند المتعلق بالبدء فى عملية الانتقال السياسي فى سوريا فضلا عن مواصلة حشد جهود المجتمع الدولى لوضع نهاية للعنف فى البلاد.
وبالنسبة لجهود باريس لدعم المعارضة السورية..أكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أن بلاده تدعو وتشجع على ضرورة توحيد صفوف المعارضة السورية وإلتفافها حول المجلس الوطنى السوري.
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن أمله في أن توافق روسيا على استخدام الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة..مشيرا إلى أن فرض منطقة حظر جوي في سوريا يمثل خيارا آخر ولكنه قيد الدراسة.
وأضاف أن فرنسا ستقترح تشديد العقوبات على سوريا في الاجتماع القادم لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي..مضيفا انه سيعقد إتصالات على الفور مع نظرائه في أوروبا والولايات المتحدة وكذلك مع الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لبحث فرض عقوبات أكثر تشددا وصرامة على النظام السوري والمحيطين به.
وأوضح أن المجتمع الدولي يجب أن يعد قائمة بالمسئولين العسكريين السوريين (من الصف الثاني) الذين ينبغي إخضاعهم للملاحقة القضائية الدولية إلى جانب الرئيس بشار الأسد والأشخاص المحيطين به بشكل مباشر.
وتابع "علي هؤلاء أن يدركوا أن المستقبل الوحيد يكمن في مقاومة القمع.. وانه قد حان الوقت لاتخاذ القرار.. وعليهم الصعود الى السفينة".
وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية "لدينا معلومات مباشرة وغير مباشرة حول توصيل الأسلحة للنظام السوري".
وشدد فابيوس على ضرورة وقف أعمال القمع والمجازر في سوريا..معتبرا أن "النظام الذي يقوم بإرتكاب هذه الجرائم لا يستحق أن يعيش".
وكشف وزير الخارجية الفرنسي عن انه سيوجه الدعوة لحوالي 146 دولة ومنظمة دولية للمشاركة في أعمال مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" المقرر انعقاده في السادس من يوليو المقبل بباريس.
وحول وجود مبادرات أخرى لحل الأزمة السورية الحالية..أكد أن باريس لا تعارض هذه المبادرات ولكنه استبعد في الوقت نفسه مشاركة إيران في أي جهد دولي في هذا الصدد..معتبرا أن طهران لديها نفوذ في سوريا و"لكنه ليس من النوع الصحيح للنفوذ".