رصدت صحيفة /واشنطن بوست/ الأمريكية في إطار تعليقها على المشهد السوري المكاسب التي حققها الثوار السوريون على مدار الأسابيع الأخيرة جراء تصعيد هجماتهم ضد القوات الحكومية وبسط النفوذ على مزيد من الأراضي، في الوقت الذي يركز فيه العالم على الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد من أجل الالتزام بقرار الأممالمتحدة بوقف إطلاق النار. وأشارت الصحيفة - في تقرير أوردته في نسختها الإلكترونية اليوم الأحد - إلى اعتراف الجيش السوري الحر هو الآخر بعدم التزامه بالهدنة، رغم إصرار قادته على أنهم إنما يشنون هجماتهم للدفاع عن المدنيين في أعقاب تزايد المخاوف بعد المذبحتين اللتين وقعتا مؤخرا وخلفتا 186 من الضحايا بينهم نساء وأطفال.
ونقلت الصحيفة عن الثوار قولهم إن الحصول على ذخيرة وتمويلات أصبح أيسر من ذي قبل وإنهم بصدد تنظيم صفوفهم لتعزيز التعاون والتقدم بخطى واثقة للسيطرة على مساحات أكبر من الأراضي السورية.
وقد تعرض اثنان من أحياء مدينة حمص الواقعة في قبضة الجيش السوري الحر أمس السبت لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية السورية في إشارة أخرى إلى ضآلة فرص تطبيق قرار وقف إطلاق النار.
وقالت الصحيفة إن ازدياد نشاط الجيش الحر يتزامن مع تزايد الجهود الدولية للتضامن مع الجيش السوري الحر، و رغم ادعاء الأخير عدم تلقيه مساعدات من جهات أجنبية، صرح قادته بأنهم أصبحوا قادرين في الوقت الراهن على الحصول على مزيد من الأموال من زعماء المعارضة السورية ومن منظمات من خارج الدولة يستخدمونها في شراء إمدادات من سوق سوداء دخل الأراضي السورية.
وعلق محللون على التقدم الذي أحرزه الثوار قائلين إن المساعدات التي يتلقاها الثوار من شأنها تعميق الصراع وزيادة الضغط على الحكومة لتقديم تنازلات حتى مع استبعاد القوى العالمية فكرة التدخل العسكري.
وأضافت الصحيفة أن الجيش السوري الحر بسلاحه البسيط ومعداته الخفيفة لا تزال أمامه مسافة طويلة حتى يتمكن من إلحاق الهزيمة بالجيش النظامي السوري، كما قارنت بين قدرات الجيش السوري الحر والثوار الليبيين الذين سرعان ما أحكموا قبضتهم على مناطق واسعة وترسانة ضخمة من الأسلحة.
ومضت الصحيفة تقول إن الصراع المكثف على مدار الأسبوعين الماضيين يشهد على تنامي قوة الثوار؛ حيث أعلن الجيش السوري الحر عن قيامه بعمليات في مقاطعة إدلب شمال سوريا الأسبوع الماضي كما أعلن عن معارك بمناطق لم تشهد عنفا من قبل مثل المناطق الريفية شمال حلب.