على موقع مجلة الفورين بوليسي كتب "مايك سنج" عن انتخابات الرئاسة في مصر، وما يشكله فوز أي من مرشحي جولة الإعادة - والاتجاه الذي يمثله - من تحد للمصالح الأمريكية على المدى الطويل. ويقول إن مرشحي جولة الإعادة رجلان شديدا التباين؛ محمد مرسي القيادي في جماعة الإخوان وشفيق العسكري السابق ورئيس وزراء الرئيس المخلوع مبارك، والأول يمثل اتجاه الأسلمة والأخير – عن حق أو دون حق – يربطه كثيرون بالحكم العسكري.
ويقول الكاتب إن في مصر تهديدين يواجهان الديمقراطية – التي يراها البيت الأبيض ضرورة للسلام والاستقرار في المنطقة – أولهما عدم التيقن من رغبة الجيش في تسليم السلطة لمؤسسات مدنية لا تزال سلطاتها دون تحديد، في إشارة إلى عدم الانتهاء من صياغة الدستور.
ويضيف أن التهديد الثاني هو إهمال الحقوق الفردية المتمثل في اضطهاد النساء والأقليات في ظل رغبة الإسلاميين الواضحة في فرض رؤاهم على المصريين دون تسامح.
ويرى الكاتب أن المشكلة - لدي الديمقراطيين في مصر وداعميهم خارجها - تكمن في أن جولة الإعادة تجبر على الاختيار بين هذين التهديدين بدلا من أن تفتح الطريق للتغلب عليهما.
ويضيف أن دعم الديمقراطيات الناشئة حول العالم كان يتم عن طريق دعم القادة الثوريين مثل ليش فاليسا في بولندا، ولكن الثورة المصرية بلا قائد يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بدعمه.
ويرى الكاتب أن على الولاياتالمتحدة أن تتبني سياسة أوسع من مجرد الدفاع عن مصالح كضمان حرية الملاحة في قناة السويس أوالقضايا الأمنية، تقوم على دعم التنمية الكاملة للديمقراطية الليبرالية في مصر والمنطقة بكاملها.
ويرى أيضا أنه على واشنطن أن تسعي لدعم حلفائها؛ الليبراليين الذين كانوا في ميدان التحرير ولم يتم تمثيلهم في جولة الإعادة المقبلة.
ويقول إنه "في ظل اقتسام السلطة بين الجيش والإسلاميين يحدث كثيرا بسهولة أن يتجاهل المسؤولون الأمريكيون والغربيون الذين يزورون مصر الليبراليين المصريين".
وينتقد الكاتب هذا التوجه الذي وصفه بقصر النظر، "فربما لا يوجد الآن بديل منظم للحكم العسكرى أو جماعة الإخوان المسلمين، لكن هذا الأمر لن يستمر للأبد".
وينتقد الكاتب سياسة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، ويقول إنها غير واضحة على عكس سياستها أثناء الحرب الباردة التي كانت تدعم الديمقراطية والحرية بشكل عام رغم عدم ثباتها أحيانا.
ويختتم الكاتب مقاله في الفورين بوليسي بأن "واشنطن يجب أن تضمن أن كل فرد في المنطقة يدرك استمرار التزام أمريكا تجاه هذه المنطقة الحيوية، والتزامها بالحرية والديمقراطية لمواطنيها".