القاهرة : أكد الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين على إن الثورة مهددة من بقايا النظام السابق وهو عدوٌّ للجميع ولا بد أن نتكاتف ضده فهو يريد سرقة كل سكان واتحاد ملاك مصر، بل وحرق المبنى بمن فيه، وتساءل هل نفيق وندرك الخطر ؟ ، وما تمر به الأمة الآن من تحديات جسام تهدد مكتسباتها ومستقبلها يوجب علينا أن نتوقف لمراجعة أنفسنا جميعًا لتصحيح المسار ومواجهة هذه التحديات والانتصار لإرادة الشعوب وإعلاء قدرها وقيمتها. واضاف : لعل من أهم وأبرز تلك التحديات محاولة زبانية النظم الفاسدة السابقة العودة إلى مسرح الأحداث من جديد، منفقةً الملايين من مالها المكتسب بطرق يعرفها القاصي والداني، من تربُّح بطرق غير شرعية أو نهب منظَّم لمقدَّرات الشعب الكادحة.
ويشير الى ان هذه المحاولة يائسة و " حلاوة روح " لمن يشعر أنه يدخل معركته الخاسرة الأخيرة، فيدفع بكل ما يملك ليحافظ على ما نهبه أو استولى عليه أو تربَّح منه، وهو يعلم أن الشعب بعمومه يرفضه تمامًا، ولكنه يقاوم ويبذل ليحافظ على وجوده ووجود الجوِّ الفاسد والموبوء الذي تربَّى فيه وترعرع؛ ولم يمارس غيره ولا يعرف حتى كيف يمارس غيره؛ ففي مثل هذه الأجواء يجد نفسه ويحقق مكاسبه.
ويضيف : فات على هؤلاء أن الشعوب أوعى وأذكى من أن تُخدع أو تُشترى بعرض زائل، فقد عرفت الشعوب طريقها للحرية وذاقت حلاوتها واستردَّت كرامتها بعد عهود من الذل والهوان على يدهم ويد أسيادهم؛ قادة النظم المخلوعة السابقة.
وناشد الشعب المصرى بالتكاتف ضد الظلم والطغيان ومجابهتها؛ حيث تحاول بكل قوة وشراسة إعادة استنساخ نُظم سقطت بإرادة الشعوب الحرة الأبية.
ويوضح ان القضية ليست خاصة بفصيل أو حزب أو جماعة أو نتيجة انتخابات، ولكنها قضية وطن ومستقبل أمة وثورة؛ فلن نستطيع مواجهة تلك التهديدات الحثيثة والمتواصلة من المنتفعين من النظم السابقة إلا بوحدتنا وتماسكنا وترابطنا ، والمرحلة الحالية التي تحياها أمتنا لا تحتاج الترف الفكري والسجالات العقيمة ولكنها تحتاج للدراسة واستخراج العبر والدروس المستفادة والانطلاق نحو المستقبل بأطروحات عملية توحد ولا تفرق، تبني ولا تهدم، تشحذ الهمم ولا تثبط، تعلي الصالح العام لا المصالح الشخصية والحزبية الضيقة.. (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال).
ويؤكد على ان تكاتف القوى الثورية واتحادها يقطع الطريق على أتباع النظم الفاسدة التي تترنَّح من استرداد قوتها مرةً أخرى أو محاولة الإجهاز على الثورة.
وخاطب الشعب المصرى قائلا : " فلنتحمَّل جميعًا أفرادًا ومؤسساتٍ، هيئات وأحزابًا، مسلمين ومسيحيين، شبابًا وشيوخًا، مسئوليتنا التاريخية لبناء بلادنا ونهضتها والحفاظ على مكتسبات ثوراتنا، فالتاريخ لن يرحم المقصِّرين منا، وعدالة السماء بالمرصاد للقتلة والمفسدين، وإن هربوا من عدالة الأرض (ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)