قال الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين إن مصر وثورتها المجيدة يهددهما عدو واحد ولا بد أن نتكاتف ضده فهو يريد سرقة كل سكان واتحاد ملاك مصر, بل وحرق المبني بمن فيه, حسب قوله.. وأضاف بديع في رسالته الأسبوعية أمس إن القضية الآن ليست قضية فصيل أو حزب أو جماعة أو نتيجة انتخابات, ولكنها قضية وطن ومستقبل أمة وأمل ثورة; فلن نستطيع مواجهة تلك التهديدات الحثيثة والمتواصلة من المنتفعين من النظم السابقة إلا بوحدتنا وتماسكنا وترابطنا, وليكن اعتصامنا بحبل الله ووحدتنا هو شعار المرحلة لنعبر ببلادنا وأمتنا نحو المستقبل المنشود. وقال: إن مساحة التوافق بين كل القوي والتيارات السياسية والفكرية كبيرة وكبيرة جدا, ولا ينبغي في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ أمتنا أن نترك المتفق عليه ونبحث عن المختلف فيه ونعظمه ونعطل به المسيرة.. لنع جميعا أننا أمام مخاطر حقيقية لسرقة ثورتنا وإضاعة مكتسباتنا وتهديد حقيقي لمستقبل أبنائنا; فإن لم نتوحد الآن فمتي نتوحد, وإن لم نتكاتف الآن فمتي إذن؟! تابع: تكاتف القوي الثورية واتحادها يقطع الطريق علي أتباع النظم الفاسدة التي تترنح من استرداد قوتها مرة أخري أو محاولة الإجهاز علي البقية الباقية في الثورة. ولفت المرشد العام إلي أن محاولة البعض إعادة إنتاج النظم السابقة يائسة وحلاوة روح لمن يشعر أنه يدخل معركته الخاسرة الأخيرة, فيدفع بكل ما يملك ليحافظ علي ما نهبه أو استولي عليه أو تربح منه وهو يعلم أن الشعب بعمومه يرفضه تماما, ولكنه يقاوم ويبذل ليحافظ علي وجوده ووجود الجو الفاسد والموبوء الذي تربي فيه وترعرع; ولم يمارس غيره ولا يعرف حتي كيف يمارس غيره; ففي مثل هذه الأجواء يجد نفسه ويحقق مكاسبه. وأكد بديع أن الشعوب أوعي وأذكي من أن تخدع أو تشتري بعرض زائل, فقد عرفت الشعوب طريقها للحرية وذاقت حلاوتها واستردت كرامتها بعد عهود من الذل والهوان. وأشار إلي أن العلاقة الطبيعية بين من يحملون مسئولية نهضة الأمة هي المشاركة الجادة في بناء صرح جديد من التفاهم والتشاور والوفاق والتعاون, لا يعرف الشقاق أو الافتراق أو التخاصم, ومن ثم فهو بعيد عن الفشل والوهن والاستكانة والضعف في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والرياضية والفنية, وغيرها من مجالات نهضة الأمة. ودعا بديع إلي تكاتف أهل الفساد والظلم والطغيان ومحاولتهم لم شملهم لاستعادة أدوارهم السابقة, وقال إنه يجب علينا جميعا كمواطنين شرفاء ثرنا ضد الظلم والطغيان وارتقي منا شهداء أبرار وسالت دماء طاهرة أن نتوحد ونتكاتف ونتعاون لمواجهة هذه الطغمة الفاسدة ومجابهتها; حيث تحاول بكل قوة وشراسة إعادة استنساخ نظم سقطت بإرادة الشعوب الحرة الأبية.