بالتزامن مع مظاهرة "شاليط" .. حياة 1500 أسير فلسطيني في خطر محيط - خاص صور أسرى في سجون الاحتلال بالتزامن مع انطلاق مظاهرة في تل أبيب بالذكرى الرابعة لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في غزة ، حذر عيسى قراقع وزير الأسرى في الحكومة الفلسطينية يوم الأحد الموافق 27 يونيو / حزيران من كارثة تهدد حياة 1500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي . وفي مؤتمر صحفي عقده في رام الله ، تابع قراقع قائلا :"لدينا في السجون الإسرائيلية 1500 حالة مرضية مصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان والفشل الكلوي والقلب وحالات أخرى مصابة بالشلل ترفض إسرائيل السماح لنا بإدخال أطباء لمعالجتها". وأضاف "بعد حملة من الضغوط نجحنا في إدخال أطباء أسنان إلى السجون الإسرائيلية ونحن نبذل قصارى جهدنا بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي ومنظمات دولية أخرى من أجل إدخال أطباء من كافة التخصصات لمعالجة الأسرى المرضى بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمدة التي تمارسها إسرائيل بحق المعتقلين". ودعا الوزير الفلسطيني إلى تطبيق قرار أممي بإرسال لجنة تقصي حقائق دولية إلى السجون الإسرائيلية للتحقيق في الوضع الصحي للمعتقلين ، قائلا :" لدينا قلق حقيقي وتزايد مستمر في الحالات المرضية وانتشار لأمراض خطيرة في أوساط المعتقلين". وذكر التليفزيون المصري أن قراقع شن أيضا هجوما عنيفا على المؤسسات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان بسبب ردة فعلها التي لم تكن بالمستوى المطلوب للاحتجاج على "قانون شاليط" الذي أقره الكنيست الإسرائيلي والقاضي باتخاذ إجراءات عقابية ضد الأسرى لقيام نشطاء فلسطينيين باحتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط منذ 4 سنوات. واستطرد "كيف تقبل مؤسسات الأممالمتحدة أن تشرع حكومة قانونا ينتهك حقوق الإنسان ، هذه سابقة في التاريخ وإذا ما طبق هذا القانون سيواجه بخطوات احتجاجية من قبل المعتقلين وسنكون نحن معهم ندعم خطواتهم ونساندهم". وتابع "جميع أسرى غزة محرومون من الزيارة منذ أكثر من 3 سنوات كما يوجد 1200 أسير من الضفة تمنع عائلاتهم من زيارتهم سواء الأم أو الأب أو الزوجة أو الأولاد تحت حجج واساليب واهية تصور ان والدة معتقل عمرها 80 عاما تمنع لأنها خطر على اسرائيل. ومضى قائلا ان وزارة شئون الاسرى تحول شهريا لكل معتقل في السجون الاسرائيلية بغض النظر عن ولاءاته السياسية ما يقرب من 80 دولارا لشراء مستلزماته من داخل السجن. وأشار إلى وجود ما يقرب من 7 آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية بينهم أطفال ونساء ، وأضاف "لدينا أيضا 20 ألف أسير وأسيرة محررين عاطلين عن العمل نحاول مساعدتهم من خلال تنظيم برامج تدريب مهنية لهم واعطائهم قروضا لمشاريع صغيرة من خلال التعاونيات ، السلطة الفلسطينية لا تستطيع وحدها حل مشكلتهم، نحن بحاجة الى تضافر كل الجهود". وتأتي تصريحات قراقع متزامنة مع مشاركة آلاف الإسرائيليين الأحد في مظاهرة للضغط على حكومة نتنياهو للعمل على اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي المحتجز لدى حركة حماس منذ اربع سنوات جلعاد شاليط. وانطلقت المظاهرة من بلدة ميتسبي هيلا التي تعيش فيها عائلة شاليط ، وقد ارتدى المشاركون فيها قمصان تي شيرت بيضاء كتب عليها "جلعاد لا يزال حيا" ورفعوا لافتات كتب عليها "لقد آن آوان عودة جلعاد الى المنزل". وقال نوعام شاليط والد جلعاد أمام المتظاهرين : "لن اعود الى المنزل من دون جلعاد" ، مشيرا إلى أن أسرته ستنصب خيمة قرب مقر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الافراج عن ابنها ، وأضاف "لقد انتظرنا اربعة اعوام ولا نزال ننتظر، ان على من ارسلوه إلى هناك إعادته إلى أسرته". دفع الثمن مظاهرة بإسرائيل للمطالبة بالإفراج عن شاليط ويرجح كثيرون أنه ليس أمام نتنياهو من خيار سوى الموافقة على شروط حماس لاتمام صفقة تبادل الأسرى وإطلاق سراح جلعاد شاليط ، وهذا ما ظهر واضحا في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في 27 يونيو / حزيران . فقد تضمن تقرير الصحيفة مجريات المفاوضات التي جرت بوساطة مصرية وألمانية بين حماس وإسرائيل حول اطلاق سراح شاليط مقابل المئات من الأسرى الفلسطنيين في سجون الاحتلال ، وأضافت الصحيفة أن الحكومة سمحت بنشر هذه التفاصيل لاول مرة بغية اطلاع الراي العام الاسرائيلي على الثمن الذي يمكن ان تدفعه اسرائيل مقابل عودة شاليط. واستطردت أن نتنياهو على استعداد لاطلاق نحو 100 من الاسرى الذين تقول اسرائيل انهم مسئولون عن مقتل نحو 600 اسرائيلي واصابة 1500 اخرين شريطة عدم عودتهم الى الضفة الغربية بل الى قطاع غزة أو المغرب أو تركيا. وتابعت " لم ترد حماس حتى الان على الاقتراح الاسرائيلي الذي تم نقله لها والذي تضمن اطلاق سراح 450 سجينا فلسطينيا تطالب بهم حماس و550 آخرين كبادرة حسن نية من جانب اسرائيل على الجهود المصرية". ووفقا للصحيفة أيضا ، فإن الحكومة الاسرائيلية الحالية والسابقة أعلنت أنها لن تطلق سراح اي سجين فلسطيني مسئول عن شن اي هجوم ادى الى مقتل 10 اسرائيليين ، كما رفضت اسرائيل اطلاق سراح السجناء الذي يعتبرون رموزا للانتفاضة الثانية مثل القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المحكوم بخمسة احكام سجن مدى الحياة وعباس السيد المسؤول عن الهجوم على بارك هوتيل في نتانيا ، وهو ما أدى إلى توقف مفاوضات صفقة التبادل اواخر العام الماضي. وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن الخلاف بين حماس وايهود اولمرت قبل ايام من خروجه من الحكم تمحور حول 125 أسيرا فلسطينيا تطالب حماس باطلاق سراحهم بينما كان اولمرت والمسؤول الاسرائيلي عن ملف المفاوضات عوفر ديكل يرفضون اطلاق سراحهم ، لكن حكومة نتنياهو اقترحت حلا وسطا لهذه النقطة وتضمن الموافقة على اطلاق سراح بعضهم شريطة ترحيلهم الى قطاع غزة أو إلى الخارج ومنع عودتهم الى الضفة الغربية وقالت اسرائيل ان هذا اقصى ما يمكن أن تقدمه وآخر عرض من جانبها. وكان شاليط تعرض للأسر في 25 يونيو عام 2006 ونقلت حماس التي تحتجزه 3 خطابات فقط منه وشريط كاسيت وشريط فيديو ، بينما ترفض طلبات من قبل الصليب الأحمر الدولي ومنظمة هيومان رايتس ووتش بزيارته ، معتبرة أن ذلك يمكن أن يكشف لإسرائيل عن مكان اعتقاله. وتصر حماس على إطلاق سراح مئات من الاسري الفلسطينيين بينهم مروان البرغوثي ، مقابل إطلاق سراح شاليط ، وفي إطار الانتقام لاستمرار احتجاز شاليط ، أقر الكنيست الإسرائيلي في مايو/آيار الماضي قانونا لتشديد العقوبات على الأسري الفلسطينيين في سجون الاحتلال وحرمانهم من حق التعليم وقراءة الصحف ومشاهدة التليفزيون والزيارة ، إضافة إلى عدم تحديد مدة العزل الانفرادي.