أقيمت بالعاصمة الفرنسية باريس أمسية شعرية إحياءا لروح الشاعر الفلسطيني المناضل محمود درويش حملت عنوان "درويش .. اثر الفراشة"، وسط كوكبة من المثقفين والشعراء الذين شاركوا بإلقاء مجموعة من قصائده بالعربية والفرنسية. جاء الأمسية الشعرية علي هامش الدورة السابعة والعشرين ل"سوق الشعر" التي أقيمت خلال شهر يونيو في باريس، وحرص عدد غير قليل بالتواجد ملئ جنبات مكتبة سانت جنفياف العريقة وقاعة القراءة الكبرى من أجل الاستمتاع بإبداعات الشاعر الثائر. وتألقت من بين قصائد درويش احدى آخر القصائد التي وجدت بين أربع قصائد في مكتبه بعد رحيله وتحمل عنوان "الى شاعر شاب"، والقى هذه القصيدة الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي بعد أن نقلها الى الفرنسية . افتتح الحفل ايف بيري مدير مكتبة سانت جنفياف بكلمة موجزة تحدث فيها عن القيمة التي يمثلها درويش، ثم أعطي الكلمة لعبد اللطيف اللعبي الذي عقد مقارنه بين الشاعر الفلسطيني والكاتب الفرنسي فيكتور هوجو كاتب الملحمة اليوناني هوميروس. وأكد اللعبي أن شعره ليس من النوع الذي يموت، موضحا أن طريقة درويش في مقاربة اليومي وفي التشابه ما بين كلامه العادي وبين نصوصه الشعرية وهو ما يعتبر امرا نادرا لدى الكتاب. وأضاف الشاعر المغربي أن درويش جعل من الشعر لغته التي يتحدث بها، واعماله الآن بعد رحيله ستسمع اكثر مثل نشيد يعدي بالحياة. ومن جانبه أعرب الشاعر الفرنسي برنار نويل في كلمة أرسلها لتعذر حضوره الأمسية بسبب وضعه الصحي عن حزنه لرحيل محمود درويش، مؤكدا أنه كان يتمني أن يحصل على جائزة نوبل له وللشعب الفلسطيني حيث كان الناطق الطبيعي بصوت فلسطين وليس ناطقا رسميا باسمه. وتباري لفيف من الشعراء لقراءة أخر قصائد درويش حيث شارك الشعراء عائشة ارناؤوط وعيسى مخلوف وفينوس خوري غاتا بالقاء قصائد لدرويش بالعربية بينما القى كل من زينو بياني وماري ايتيين وميشال دغي وجابرييل اتلين قصائد لدرويش بالفرنسية. وقرأت غادة الخليل بالعربية وفانسان بيرد بالفرنسية قصائد من "اثر الفراشة" الصادر بالفرنسية عن دار "آكت سود". وشارك الاخوة جبران الذين كانوا رافقوا درويش في كثير من امسياته الشعرية موسيقيا وحضر صوت درويش الذي ظل له سحره على مستمعه منذ البداية كانما ليكرر ما كان قاله الشاعر الراحل.. "لا اريد لهذه القصيدة ان تنتهي".