قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد انه لا يتوقع أن تتمخض المحادثات التي تجريها طهران الشهر المقبل مع القوى العالمية الست في العاصمة الروسية موسكو بشأن البرنامج النووي الإيراني عن انفراجة لكنه عبر عن أمله في أن تزيد الثقة بين الجانبين. وقال أحمدي نجاد في مقابلة أمس الأربعاء مع التلفزيون الفرنسي "فرانس 24" : "لسنا مغفلين ولا نتوقع معجزات في الاجتماع المقبل،هناك مجالات من العمل ستسير في الاتجاه الصحيح وسنعمل من أجل ذلك حتى نصل إلى اتفاق بناء".
وصرح بأن طهران لديها "مقترحات جيدة" لتطرحها لكنها لن تعلن عنها الا عندما يحين الوقت وانه على الجانبين ان يعملا سويا لاستعادة الثقة.
وتدور الأزمة حول تمسك إيران بحقها في تخصيب اليوارنيوم وبرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها قبل ان تعلق أنشطة يمكن أن تكسبها قدرات على تطوير الأسلحة النووية.
وكرر أحمدي نجاد حق إيران "المشروع" في تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 % وقال انه على دول أخرى ان تشرح لماذا لا يسمح لإيران بذلك وماذا تعرض على طهران مقابل وقف تخصيب اليورانيوم.
وحين سئل الرئيس الإيراني عما إذا كانت طهران ستقبل عرضا تقوم بموجبه دول أخرى بتخصيب اليورانيوم نيابة عنها إذا علقت برنامجها النووي قال انه منفتح على هذه الفكرة.
وقال "هذا الاقتراح لم يطرح لكنه سيخفف الموقف ويساعد على بناء الثقة."
ويتابع الغرب وإسرائيل التقدم النووي لإيران لأنه يحدد الوقت الذي ستستغرقه طهران لتصنيع قنبلة نووية إذا قررت ذلك.
وتنفي إيران أي نية لديها لفعل ذلك وتقول أن برنامجها أغراضه سلمية بحتة، وقالت إسرائيل هذا الأسبوع أن إيران تحاول "كسب الوقت."
وأكد أحمدي نجاد أن إيران لا تخشى "عدوانا" إسرائيليا محتملا لكنه تساءل ماذا سيكون رد فعل المجتمع الدولي إذا هددت إيران إسرائيل.
واستطرد "المشكلة تكمن في النظام الصهيوني لا إيران. إذا لم يهاجمونا لن تكون هناك مشكلة."
ورغم تأييد إيران لانتفاضات أطاحت بزعماء مصر وليبيا واليمن وقفت بقوة وراء سوريا وهي حليف نادر لطهران في العالم العربي الذي يشك في طموحات إيران لكسب نفوذ إقليمي أكبر.
وأدان الرئيس الإيراني مقتل 108 مدنيين في بلدة الحولة السورية يوم الجمعة الماضي وكان من بينهم عدد كبير من الأطفال وقال ان من ارتكب هذه الجريمة يجب أن يعاقب حتى لو كانت حكومة دمشق تقف وراءها.
وأضاف "كل من أرتكب هذه الجرائم مذنب وآمل أن يعاقب المسئول عن ذلك".
وقال أحمدي نجاد انه ليس لديه ادني فكرة عن مرتكبي هذه الجريمة لكن من غير المنطقي أن تقتل حكومة شعبها.
واستطرد "هذا لن يعود بأي فائدة على الحكومة. لماذا تقتل هذه الحكومة شعبها فهذا لن يكون إلا سلبيا عليها، علينا أن نسلط الضوء على هذا،أنا لا استبعد أحدا (من ارتكاب هذه المذبحة)".
وأشار إلى أن الغرب وبعض الدول العربية تتدخل في سوريا وترسل أسلحة في مسعى لإسقاط النظام.
وقال "لا يمكننا أن نثق بهؤلاء الناس لان هدفهم هو إسقاط (الرئيس السوري بشار) الأسد".