أعلن والي جنوب كردفان أحمد هارون ان عملية انتشار الجيش السودانى خارج منطقة "أبيي" المتنازع عليها مع جنوب السودان ، مرتبطة إرتباطا لا يقبل التجزئة بإنشاء الهياكل الإدارية للمنطقة من حكومة تنفيذية ومجلس تشريعي وشرطة وكل المتطلبات التى تتصل بحياة المواطنين . وأكد هارون أن رئاسة الجمهورية قد تلقت ضمانات كافية بذلك القرار من كل الأطراف المعنية وكل الوسطاء وغيرهم ، ولكن والي جنوب كردفان قال إن الضمان الأكبر هو "إن عدتم عدنا".
وأشار إلى أن هذه الضمانات هي الترتيبات التي لم يتم انزالها على أرض الواقع بسبب التصعيدات المختلفة بين جوباوالخرطوم ، لكن الخرطوم تشدد الان - رغم أن وضع المنطقة وآليات حسم الخلاف حولها لازالت موضع خلاف - على ضمان وضع الترتيبات النهائية للمنطقة لتشمل كافة المواطنين .
من جهتها ، رحبت قبيلة المسيرية بانسحاب القوات من المنطقة ، وقال رئيس اللجنة العليا المشتركة عن الجانب السوداني الخير الفهيم :"إن انسحاب الجيش السوداني أمس الثلاثاء جاء وفقا للاتفاق الموقع في اديس ابابا بين الشمال والجنوب حول المنطقة ، والقاضي بسحب كل القوات من المنطقة وانشاء مؤسسات مختلفة لادارتها ، كما أنه جاء اتساقا مع قرار مجلس الامن 2046".
وأكد الفهيم لصحيفة "الصحافة" الصادرة اليوم الاربعاء بالخرطوم ، أن قبيلة المسيرية ملتزمة بتطبيق اتفاق أديس أبابا حول الترتيبات الادارية والامنية لأبيي ، لكنه شدد أيضا على تمسك القبيلة بالحقوق التي منحتها لهم اتفاقية أديس أبابا العام الماضي .
وحدد الفهيم هذه الحقوق في تكوين المؤسسات التشريعية والتنفيذية والشرطية خاصة الشرطة المجتمعية في أبيي ، فضلا عن منحهم حقهم في رئاسة المجلس التشريعي وموقع نائب رئيس وحدة أبيي الادارية . وكان الجيش السوداني أعاد الانتشار خارج مدينة "أبيي" أمس التزاما بالوعود التي قطعهاالرئيس عمر البشير للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ، وبناء على طلب من رئيس الاليةالافريقية الرفيعة ثابو مبيكي ، وتهيئة لاجواء التفاوض التي بدأت أمس في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا مع جنوب السودان .
وكانت وحدات مختلفة من الجيش السوداني ظلت داخل المدينة لاكثر من عام بعد أن دخلتها في شهر مايو من العام الماضي بعد تجدد الاشتباكات داخل المنطقة مع قوات تابعة للجيش الشعبي ، وذلك في أعقاب هجوم على قافلة للجيش أنحي فيه باللائمة على الجيش الشعبي ، وسارع بعدها مجلس الامن بنشر قوات حفظ سلام اثيوبية في المنطقة قوامها 4 آلاف جندي والمعروفة باسم "يونسفا" .