قصائد للأردني حجازي .. المنافس على لقب "الأمير"

قصائد للأردني حجازي .. المنافس على لقب "الأمير"
محيط - سميرة سليمان
الشاعر محمد تركي حجازي
الشاعر الأردني محمد تركي الحجازي ضمن الشعراء العشرين الذين تأهلوا إلى مرحلة متقدمة من مسابقة "أمير الشعراء" الإماراتية، ومن شعره نقرأ:
يا أروعَ الاشياءْ
يا تحفةًً في قصرِ هذا الطقسِ والمساءْ
يا وردةً حمراءْ
لم تستطيعي أن تكوني مرةً
محبوبتي الحسناءْ
يا صفحةَ الأطفالِ
في جريدتي
يا آخر الأنباءْ ....... .
وتحت عنوان "قصيدة إلى شقراء" يقول:
داء الفجر في خديك أشقر
يطل عليّ من أفقِ تكبر
فيا حسنا كساه الخلق طهرا
عفافك ليس يعلق فيه منكر
سوى غرس الصبابة في فؤادي
وبابك موصد والضوء أحمر
يكلمني هواك وكل جرح
تصيح دماه يا ألمي تصبر
***
يستفيق البحر في عينيك أزرق
كالمنى يختال فيها ألف زورق
كلما حدقت في أمواجه
أبصر النجوى على الشطين تغرق
كلما فكرت في هجرانه
شدني من فيه إالهام تدفق
يا غزالا صدني فاصدته
أعذري قلبي فإن الشعر أحمق
ومن قصيدته "أسْئِلةٌ عَلى لُهاثٍ مُدَمّى: (قراءة في آخر أنفاس : محمد الدُّرة)" نقرأ:
لمَ تَقترِفْ كأسي دَمَ الأَعنابِ وَتنَزَّهَتْ عَن بَغيِ كُلِّ شَرابِ
فَلِمَ ثُمالَةُ مُقلَتَيَّ تَسعَّرتْ جَمراً تَمورُ بِقِدْرِهِ أَعصابي؟
مُدُني وَرائي والرِّياحُ طَليقَةٌ خَلفي وَدوني غُربَتي وَسَرابي
أنا راكِضٌ واللَّيلُ يُطلِقُ وَحشَهُ وَحُشاشَتي نَزْفٌ عَلى أَثوابي
عُشٌّ تخبَّأ بينَ أنيابِ الدُّجى لا زالَ يذكُرُ قصَّةَ الأَسرابِ
* * *
حُلُمي عَزاءُ الثاكلاتِ وَأَدمعٌ بينَ القُبورِ تُباعُ للأَغرابِ
تَندكُّ أَسوارُ البُكاءِ بِغُصَّتي وَبَنادقٌ زَحَفتْ عَلى الأعتابِ
جَرَفَتْ أَخاديدي وشَقَّتْ أَضلُعي وَتعَلَّقتْ موتاً عَلى أَخشابي
أينَ البلاد؟ بأيِّ كهفِ خريطةٍ وبأَيِِّ جُبٍّ أُلقِيَتْ أَنسابي؟
لم يكتَمِلْ عَقدُ الثِمارِ وَأَوشَكَتْ أَنْ تسقُطَ الأَزهارُ مِنْ أَصلابي
يَجثو عَلى رِئَتي يَرجُّ مفاصِلي بَردُ الثَّرى وَالطينُ ملءُ سَحابي
هَل نجمةٌ مَلعونةٌ أَروي بِها ظَمَئي وَتسقُطُ بعدَها أَهدابي؟
خَلَعَ النَّهارُ عَبَاءَةَ الزّورِ الَّتي خَبَطَتْ عَلى الأَجفانِ جُنْحَ غُرابِ
* * *
وَأبٌ تُمَزِّقُهُ ذِئابُ فَجيعَةٍ كَفَناً يُضَمِّدُ روحَهُ بِخِضابي
أبَتي.. ويَنتَفِضُ الرَّصاصُ بِمُهجَةٍ آهاً تَسيلُ بِمُديةِ القصّابِ
أبَتي.. ويَختَنِقُ الجِدارُ،
فشَمعَةٌ... راحَتْ تُضيءُ بضِفَّةِ المِحْرابِ
نَهَضَ الرَّصيفُ تَعانَقَتْ مِزَقُ النَّدى وتثاءبت وَرْداً عَلى أَعشابي
وقواربٌ تَنْسَلُّ مِنْ وأْدِ السَّنا وَتَغيبُ في نَهْرٍ مِنَ الأَطيابِ
لَفظٌ تَناثَرَ فالحُروفُ نَوارِسٌ خَفَقَتْ بِكَأْسِ شَهَادَتي وكِتابي
وتظلُّ لي رئةٌ تئنُّ معابراً وَتَرِفُّ راياتٍ عَلى الأَبوابِ
وَيَدٌ بِغَيماتِ السؤال تَساقَطَتْ في أعْيُن الأَشْهادِ ألفَ جوابِ
مَنْ يُبغِض الأَشجارَ يَقْتُلْ طَلْعَها ويَسيرُ خَلْفَ جَنازَةِ الأَخشابِ
حيَّتْ فِلسطينُ الجِهادَ فَكَبِّري يا أُمَّةَ الأَمْجادِ والأَحسابِ
وتَفَجَري حُبّاً تَضُمُّ دِماؤهُ حُزنَ الخِيامِ وصُفرَةَ اللَّبلابِ
هَل يورِثُ التاريخُ نَسلَكِ عَرشَهُ أم يَكتَفي بِسُلالَةِ الإِرهابِ؟!
حجازي شاعر أردني صدر لي ثلاث مجموعات شعرية وهي: غروب الانتظار، وتقلبات أنثى، ولا بك ولا بدونك.