شدد الدكتور محمد العزيز بن عاشور المدير العالم الجديد للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" علي ضرورة إتخاذ الدول العربية خطوات جادة لحماية لغتهم التي هي رمز هويتهم، والعمل على تطوير طرق تعليمها من خلال الإهتمام بالبرامج التربوية وتطوير المناهج في البلدان العربية. وأوضح بن عاشور وفقا لما ورد بصحيفة "الوطن" السعودية أن المرحلة المقبلة في مسيرة المنظمة ستشهد تطويراً واسعاً في تنفيذ إستراتيجياتها التي أقرها الوزراء العرب وفي المعاهد والمكاتب والمؤسسات العلمية التابعة لها في مختلف الدول العربية. وأكد المدير العالم لمنظمة الألكسو أن لديه اهتمامات كثيرة تتصل بخدمة الحضارة العربية وسيركز خلال الفترة المقبلة على قطاع التربية، وهو جانب مهم لإعداد وبناء الأجيال القادمة، والتحرك في ذلك بالتنسيق مع وزراء التربية العرب للتخطيط للمستقبل في إطار استكمال إستراتيجية التربية العربية، وتطوير المناهج وطرق التعليم بما يجعلنا ننفتح على العصر متمسكين بتراثنا وبأصالتنا كي تنهض الأمة من كبوتها، ونحن قد قطعنا شوطاً مهماً في مجال التنسيق بين الدول العربية. وتعمل الالسكو في إطار بعض الإستراتيجيات منها إستراتجيات وخطط التربية قبل المدرسة وإستراتجية تطوير التربية العربية، والإستراتجية العربية لتطوير التعليم العالي، والإستراتيجية العربية لتنمية الإبداع في التعليم العالي، وإستراتيجيات التعليم عن بعد والتعليم المفتوح، وإستراتيجيات وخطط تعليم الكبار في الوطن العربي. وأضاف بن عاشور أن المنظمة تعمل على التأكيد على وحدة الثقافة العربية، والسعي إلى دعم العمل العربي الثقافي المشترك، وإعطاء صورة واضحة وناصعة للحضارة العربية الإسلامية من خلال العلاقات العربية الإفريقية والعربية الأوروبية، عبر الانفتاح على وسائل الإعلام وذلك لتصحيح صورة الحضارة والفكر العربي. وتسعي المنظمة لتعزيز صورة الثقافة والحضارة العربية علي شبكة الإنترنت، مع وضع خطة تنفيذية لإقامة شبكة مواقع خدمات للإعلام الثقافي العربي، ومساندة جهود المنظمات الدولية المهتمة بإعادة تأهيل الممتلكات الثقافية المتضررة في الأراضي العربية، سواء بالإسهام في نشر الوعي أو الصيانة أو الترميم أو التسجيل المنظم، حفاظاً على الذاكرة التاريخية العربية. وأكد أن الجهات التابعة للمنظمة ومنها معهد البحوث والدراسات العربية، ومعهد المخطوطات بالقاهرة، ومكتب تنسيق التعريب بالمغرب، ومعهد الخرطوم الدولي للغة العربية، والمركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر بسوريا، لها دور بالغ الأهمية في خدمة الثقافة والمعرفة والتراث بالعالم العربي. واعتبر بن عاشور أن اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية ينبع من اقتناع راسخ بعروبة هذه المدينة العريقة، مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام، وبها المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، لذا فاختيار القدس عاصمة للثقافة العربية كان من قبل وزراء الثقافة العرب أثناء مؤتمرهم الذي نظمته الألكسو عام 2006 في العاصمة الأردنية عمان تعبيراً عن الاعتزاز بعروبة هذه المدينة العريقة، وإلقاء الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية ومعاناة أبناء القدس والتصدي لمحاولات تهوديها. وأشار الي أن منظمة اليونسكو تساند كل البرامج التي تهدف إلى الحماية الشاملة للقدس بوصفها كنزاً إنسانياً بالتنسيق مع الدول العربية، مؤكدا أن الألسكو تحتج علي ما قامت تقوم به إسرائيل حالياً من تنفيذ مشروع لإلغاء الأسماء العربية للمدن والشوارع العربية وتحويلها للعبرية وتستخدم قنواتها الدولية لفضح المخطط الإسرائيلي التهويدي الرامي لطمس معالم الهوية العربية، ولكنه يثق بقرب نهاية المحتل عندما يصل إلى هذه الدرجة من العنف. وحول الجهود الخاصة بنشر تراث جده العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور أحد رواد التجديد والإصلاح في القرن العشرين، ورائد دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية، أوضح أن تراث الشيخ يتم تدريسه في الجامعات العربية والإسلامية وفي المراكز المتخصصة في الجامعات الأوروبية والعالمية، وأصبح تراث الشيخ حجر الزاوية بالنسبة لكل من أراد الولوج إلى دراسة علم مقاصد الشريعة الإسلامية، والحمد لله فإن غالبية تراثه منشور، ومنه تفسيره لكتاب الله المعروف ب" التحرير والتنوير"، و"مقاصد الشريعة الإسلامية" و"أصول الإنشاء والخطابة"، و"موجز علم البلاغة"، و"أليس الصبح بقريب"، و"أصول النظام الاجتماعي في الإسلام"، ويعد الشيخ من كبار مفسري القرآن الكريم في العصر الحديث، وهناك اهتمام واسع من الحكومة التونسية وتوجيه مباشر من الرئيس زين العابدين بن علي لنشر تراث الشيخ وتراث ابنه الشيخ الفاضل بن عاشور الذي تولى الإفتاء بتونس.