اعتبر عدد من النقاد والكتاب الأردنيين والعرب فن القصة القصيرة شكل أدبي مستقل وهو فن القرن العشرين دون منازع ، جاء ذلك في الندوة التي عقدها بيت تايكي التابع لأمانة عمان الكبرى تحت عنوان"راهن ومستقبل القصة القصيرة في العالم العربي" وشهدت الندوة التي أدارها الناقدة د. رفقة دودين والكاتب المغربي أنيس الرافعي حضور كوكبة من الروائيين والمبدعين العرب يتقدمهم نائب مدير المدينة للشؤون الثقافية المهندس هيثم جوينات، والذين اثنوا علي اقامة ملتقى القصة العربية القصيرة من قبل أمانة عمان. ومن جانبه أوضح نزيه ابو نضال وفقا لصحيفة "الدستور" الأردنية أنه لايمكن اطلاق احكام وصفية سريعة على القصة العربية حيث أنها تتطور باستمرار مثلما تتطور باقي الأجناس الادبية والفنية. وأشار الكاتب العراقي عواد علي الى أن القصة القصيرة هي وليدة الرواية وكانت تخضع لشروطها بالبداية قبل ان تصبح فنا مستقلا بذاته كما اكد انها تأثرت بمرجعيات عديدة في التراث العربي لاسيما قصص الف ليلة وليلة، أما الكاتب محمود الريماوي فذهب أن كل الأدباء استفادوا من القصة القصيرة وخصائصها الفنية وأن تطور القصة القصيرة في العالم العربي سبق تطور الرواية. وتوقف القاص المصري سعيد الكفراوي امام أهمية وريادية القصة القصيرة في العالم العربي والعالم اجمع، حيث بدأ كبار الروائيين العرب مسيرتهم الابداعية مع فن القصة، مشددا انه لايمكن ان يكون هنالك ابداع قصصي دون مساحة كبيرة من الحرية ، وفي عالمنا العربي فان معظم القاصين يصارعون الكثير من المؤسسات السلطوية. واكدت الكاتبة العراقية هدية حسين ان القصة القصيرة ليست جسرا للرواية او أي فن ادبي آخر بل هي احدى وسائل التعبير عن الجمال، مشيرا الي أنها تأسف عندما تسمع التساؤلات عن مستقبل القصة القصيرة وتشعر وكأن من يسأل يجهز نعشا للقصة. واستعار الناقد المصري المشارك احمد فضل شبلول مقولة الكاتب الكبير يحيي حقي "القصة هي النظر الى الحجرة الكبيرة من ثقب الباب" مشيرا الى ان فن القصة سيتحدد مستقبلا بمؤثرات لها علاقة بالثورة التكنولوجية واعتماد البشرية على الانترنت لكنه اكد انه سيبقى فنا مستقلا وذا خصوصية. ولم يذهب رئيس رابطة الكتاب الاردنيين القاص سعود قبيلات بعيدا حيث أكد أن القصة القصيرة فن ذو معمار فني مختلف عما هو موجود بباقي اشكال الادب والسرد كما انه ذو تركيبة لغوية مختلفة وشدد على استقلالية فن القص وفرادته. ورأى الناقد المصري علاء عبد الهادي: ان "الفلكلور النقدي"السائد هو الذي اخترع مصطلح أزمة القصة واكد ان القصة القصيرة ليست نوعا دخيلا على الادب العربي وكانت موجودة ضمن مسميات مغايرة بخلاف ماذهبت اليه الناقدة الباكستانية فرحة ياسمين والتي تعتقد ان القصة القصيرة فن دخيل ووافد على العالم العربي من الغرب.