أيام معدودة تفصلنا عن موعد الاقتراع لاختيار أول رئيس للجمهورية بعد الثورة ومع اقتراب موعد الانتخابات تزداد حدة المنافسة حيث يشتعل سباق الدعاية الانتخابية بالمنيا، كل مرشح له أنصاره ولهم طريقتهم الخاصة للدعاية الانتخابية، حيث قام كل مرشح بابتكار أسلوب جديد للوصول إلي قلوب الناخبين. وكان أبرز المرشحين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذي بدأت دعايته الانتخابية مبكرا فاحتلت ملصقاته وصوره شوارع محافظة المنيا الذي لا يخلو شارع في قري المحافظة من وجود ملصقات وبنارات للمرشح الرئاسي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين والمدعوم من حزب النور السلفي.
هذا إلي جانب "ألتراس أبو الفتوح"، وهم أنصار المرشح الذين أطلقوا علي أنفسهم هذا اللقب الذي يدل علي شدت انتمائهم له، والذين استخدموا الأتوبيس المكشوف الشهير باللون البرتقالي ليجوب شوارع المنيا للإعلان عن مرشحهم مرددين هتافات " أوه أوه أبو الفتوح مفيش زيوه"، هذا إلي جانب استخدام السيارات الميكروباص التي تعلوها مكبرات الصوت والتي تجوب أيضا الشوارع للإعلان عن برنامج المرشح.
أما الدكتور محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة الزراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين لرئاسة الجمهورية، فقد اعتمد في دعايته علي أعضاء الجماعة والحزب الذي لا يخلو شارع من شوارع قري محافظة المنيا من أحدهم في لصق صور المرشح، وتعليق البنرات في كل أرجاء المحافظة بصوره مكثفة تثير الدهشة والعجب.
إلي جانب دعمه من قبل أعضاء مجلسي الشعب والشوري عن الحزب الذين انتشروا في كل قري المحافظة يكثفون اللقاءات والمؤتمرات لتعريف الناخبين بالمرشح وبرنامجه، معتمدين في ذلك علي أنصارهم ومؤيديهم.
كما اعتمد أنصار مرسي بالمنيا علي المسيرات الانتخابية التي تنظمها أمانة الحزب بالمنيا والتي تنطلق بصفه غير مستمرة في جميع مراكز المحافظة ،ويشارك فيها الكبير والصغير والرجل والسيدة.
أما حمدين صباحي، المرشح الرئاسي ذو التوجه الناصري، فإنه فيعتمد على الفلاحين والمزارعين خاصة الذين لديهم الميل إلى العهد الناصري باعتباره استكمال لمسيرة عبد الناصر في ستينيات القرن الماضي، ويلاقي تأييدا كبيرا من شباب الثورة وبعض الأقباط والمسلمين في المنيا لكونه معتدلا في الفكر والقول وينتظرون منه الحفاظ علي مدنية الدولة.
ويعتمد صباحي في الدعاية الانتخابية علي الملصقات والبنرات التي تنتشر بصوره خفيفة بالمحافظة، كما يعتمد علي أنصاره وأعضاء حملته بالمنيا الذين يقوموا بتوزيع ألاف المنشورات علي أهالي قري المحافظة لتعريفهم ببرنامج المرشح.
ويدخل عمرو موسي كمنافس قوي في هذه الانتخابات ويعتمد علي تاريخه كدبلوماسي معروف سواء في وزارة الخارجية أو جامعة الدول العربية، ويحظي بتأييد قوي من الكثيرين من أبناء محافظة المنيا الذين يرون فيه رجل المرحلة القادمة، استنادا إلى تاريخه المعروف وعلاقاته الخارجية، ويعتمد أنصار موسي في دعايتهم علي البنرات والبوسترات، التي تنتشر بصوره واضحة في شوارع المنيا.
اما الفريق احمد شفيق فقد يلقي تأييدا كبيرا في الوسط القبطي لأسلوبه البسيط، حيث ينظر إليه الأقباط على أنه الرجل الذي يريدونه في هذه المرحلة وخاطتا وسط صعود التيارات الدينية، وبدأ دعايته من خلال اللوحات المعدنية على الطرق والميادين والتروسيكلات التي تجوب القرى والنجوع خاصة، وإن كانت حملة شرسة يلاقيها من ائتلاف الثورة وبعض الحركات الأخرى إلى جانب الاتهامات التي يواجهها من بعض التيارات الإسلامية خاصة بعد توزيع منشورات بعنوان "ما يحكموش" أو "امسك فلول".
أما الدكتور محمد سليم العوا فيعتمد في دعايته أيضا علي الملصقات كغيره من المرشحين ولا يعتمد علي ما هو جديد.
هذا ويلاحظ الاختفاء الواضح لباقي المرشحين باستثناء أبو العز الحريري الذي تظهر له من حين لآخر بعض الملصقات، لكن باقي المرشحين قد يكونون مجهولين تماما للغالبية العظمي من أبناء المنيا.