واسط: استضافت محافظة واسط العراقية مهرجان المتنبي الثامن تحت عنوان "بالقصيدة تسمو الحياة" بمشاركة 25 شاعرا تم ترشيحهم من قبل الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، وحلت مئة شخصية تمثل الأوساط الأدبية والثقافية من مختلف المحافظات العراقية ضيوفا على المهرجان الذي خلا من المشاركة العربية. وبجوار ضريح شاعر العربية الأشهر "المتنبي" الذي يزين مدخل مدينة النعمانية بدأ المهرجان يومه الأول وفق فضائية "الجزيرة" القطرية بقراءات شعرية حاكت إرث المتنبي وما عرف عنه من شجاعة وإبداع، ورفرفت الصور اليومية لحياة العراقيين بكل ما تحتوي من آلام كثيرة وآمال غائمة بين القصائد التي ألقاها الشعراء. وشهد المهرجان الذي تواصل على مدار يومين عديد من الحوارات والجلسات بين المشاركين من شعراء وأدباء ومثقفين، وعرضت مسرحية تحمل عنوان "القلعة" من قبل الفرقة المسرحية في النعمانية استحضرت المتنبي برمزيته الإبداعية وسط أجواء الحياة اليومية في العراق. وعقدت جلسة خاصة تحت عنوان "المتنبي شاعرا" قدمت دراسات وأبحاثا عن الإبداع الشعري لهذه القامة الشعرية، وطالبت أوساط ثقافية بإقامة بانوراما للمتنبي بجوار ضريحه تجسد حياته وتكرم إبداعه إضافة إلى متحف ومكتبة تضم أشعار المتنبي والدراسات والأبحاث التي تناولت مختلف جوانب حياته وشعره. وانتقد رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين فاضل ثامر وزارة الثقافة العراقية لأنها لم تقدم الدعم المطلوب لمهرجان المتنبي في دورته الماضية والذي أقيم عام 2008. وكانت الدورة الأولى لمهرجان المتنبي قد ابتدأت قبل أربعة عقود وتحديدا عام 1963، وشهد المهرجان انقطاعات طويلة خلال هذه السنوات، وأقامت وزارة الثقافة تمثالا كبيرا للمتنبي في باحة المكتبة الوطنية بباب المعظم وسط بغداد عام 1978. وتم طبع ديوان المتنبي من قبل الشئون الثقافية التابعة لوزارة الثقافة عام 1981، ووزع على نطاق واسع في العراق والوطن العربي. يُذكر أن المتنبي واسمه أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الكندي الكوفي ولد عام 301 للهجرة في محلة كندة التابعة للكوفة جنوب غرب العراق، ولقي مصرعه على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي قرب موقع "دير العاقول" بقضاء النعمانية في محافظة واسط التي تقيم هذا المهرجان تخليدا لذكرى الشاعر الكبير.