ذكرت صحيفة "الأندبندنت" البريطانية اليوم الأربعاء أن هناك مخاوف تعتري كثير من الاوروبيين من خطر انتقال عدوى اليونان إلى دول القارة في ظل رفض الكثيرين لسياسات التقشف التي تتبناها دول منطقة اليورو كعملية إنقاذ للاقتصاد الاوروبي وأوضحت الصحيفة-في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت -أن موقف اليونان من الابقاء على اليورو كعملة لها أصبح مهددا،حيث حذر محللون الليلة الماضية من أن اليساريين اليونانيين الذين حققوا فوزا كبيرا في الانتخابات اليونانية رفضوا شروط خطة الانقاذ الدولية (شروط التقشف المقترحة من الاتحاد الاوروبي)والتي وافقت عليها الحكومة السابقة. وقال الكسيس تيسبرس القيادي في حزب سرياز اليساري إنه" لن يكون هناك عودة مرة أخرى الى السياسات التي رفضها الشعب اليوناني"، داعيا الى تعليق الديون اليونانية ووضع حد لنظام التقشف الذي أدى إلى انهيار الاقتصاد اليوناني.
وحذر سياسيون ألمان من إمكانية استبعاد أثينا من منطقة اليورو إذا لم تلتزم بالاتفاقات التي وقعت عليها بموجب شروط عمليات الإنقاذ حيث أكد عضو البرلمان الالماني جيردا هاسلفدت "أن المساعدات المالية لن تذهب الى اليونان اذا لم تستوف الشروط"
وأشارت صحيفة الاندبندنت البريطانية إلى أن مفتشين من البنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي سيقررون في نهاية شهر يونيو المقبل ما إذا كانت اليونان قامت بتنفيذ التزامتها لتقديم 5ر11 مليار يورو لها كشريحة من أموال خطة الإنقاذ.
ويتوقع محللون أنه اذا لم تحصل اليونان على تلك الشريحة فذلك سيعني أن اليونان ستتراكم ديونها الى الى 200 مليار دولار، مما سيضطرها الى الخروج من منطقة اليورو والعمل بعملة جديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن سعر تداول الديون اليونانية ارتفع أمس بنسبة 23\%، مدفوعا بتجدد مخاوف المستثمرين من وجود تقصير من قبل أثينا، وقد أكد اقتصاديون في سيتي جروب أن احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو يصل إلى نسبة 75%.
من ناحية أخرى ،حذر محللون أنه في حال خروج اليونان من منطقة اليورو، فإن ذلك سيلقي بظلاله على اقتصادات أخرى متعثرة في منطقة اليورو مثل البرتغال وايرلندا واسبانيا وايطاليا.
على الصعيد الفرنسي،أشارت الصحيفة الى أن أزمة الديون الأوروبية ستكون على رأس جدول اعمال الرئيس الفرنسي الجديد فرانسواأولاند وكذلك إقامة علاقة عمل مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وذلك خلال اجتماعه معها في برلين يوم الاربعاء المقبل.
وقالت الصحيفة إن أولاند سيحاول خلال الاجتماع تفسير بعض الغموض المحيط بخطة الانقاذ الاوروبي وذلك لبدء النمو في أوروبا والابتعاد عن نظام التقشف وذلك من حيث سياسة الميزانية المحلية.
وأضافت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن أولاند سيحاول إقناع المستضشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن سياسة التقشف ستقضي على منطقة اليورو،وضرورة بدء نظام جديد مع الحفاظ على الانضباط المالي على الصعيد المحلي، كما سيسعى الرئيس الفرنسي المنتخب إلى اقناع المستشارة الالمانية بأن تتفق الحكومات الأوروبية على برنامج مشاريع السكك الحديدية والطرق والبيئة لزيادة نمو.
ويريد أولاند أن يتم تمويل هذه المشاريع جزئيا من أموال الاتحاد الأوروبي وجزئيا من قبل "سندات اليورو" التي صدرت عن البنك الأوروبي للاستثمار، وهو الامر التي ترفضه ميركل.
ومضت الصحيفة تقول إنه على الرغم تأييد المانيا لنظام التقشف الا أن حكومة انجيلا ميركل تراجعت جزئيا عن شدتها في تطبيق الخطة. وألمحت إلى إنها مستعدة للحديث مع باريس في هذا الشأن مع إصرارها على عدم مناقشة إمكانية إعادة التفاوض على عمل ميثاق مالي أوروبي جديد.
وأضافت الصحيفة أن ألمانيا والتي تمتلك أدنى مستويات للبطالة منذ 20 عاما،تعاني من سياسات برلين المتشددة ، حيث تلقت الاحزاب المشاركة في تحالف ميركل المحافظ من أسوأ هزيمة له في الانتخابات الاقليمية في ولاية شليسفيج هولشتاين حيث قام الناخبون الالمان بالتصويت ضد الاحزاب الموالية لميركل لاتباعها سياسات التقشف.