فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في سوريا ليدلي الناخبون بأصواتهم لاختيار برلمان جديد ، وتقول السلطات السورية إن هذه الانتخابات ستنقل سوريا إلى مرحلة التعددية الديمقراطية لكن المعارضة طالبت بمقاطعتها. ويتنافس على عضوية المجلس 7195 مرشحا ومرشحة فى 15 دائرة انتخابية منهم 2632 يحملون شهادات جامعية و710 سيدات من خلال 12152 مركزا انتخابيا فى مختلف أنحاء سورية على 250 مقعدا منها 127 مقعدا مخصصا لقطاع العمال والفلاحين و123 لباقى فئات الشعب.
ويبلغ عدد الذين يحق لهم الانتخاب من السوريين الذين أتموا الثامنة عشرة حتى أمس أربعة عشر مليونا و788 الفا و644 بمن فيهم المغتربون .. وفقا لبيانات وزارة الداخلية التى أكدت أنه بامكان المغتربين الراغبين بالانتخاب والمواطنين القادمين والمغادرين لسوريا اليوم ممارسة حقهم الانتخابى فى مراكز الانتخاب التى وضعت فى المنافذ البرية والبحرية والجوية شريطة أن ينتخبوا مرشحى الدائرة الانتخابية المحافظة التى توجد فيها المنافذ وذلك دون الرجوع الى مكان القيد الاصلى للناخب. ويتم الانتخاب بموجب البطاقة الشخصية حصرا ويحق لكل مواطن سورى ممارسة حقه الانتخابى فى الدائرة الانتخابية التى يتواجد فيها شريطة تقديم وثيقة تثبت اقامته ضمن هذه الدائرة . وأعلنت أربعة أحزاب سورية مرخصة حديثا انسحابها من الانتخابات التشريعية ، كما شهدت الفترة الماضية انسحاب مرشحين مستقلين وخاصة في محافظة ريف دمشق.
فقد أعلنت أحزاب الأنصار والطليعة والتضامن، والتنمية الوطنى الانسحاب من المشاركة في الانتخابات، وجاء في أبرز أسباب الانسحاب صدور قائمة الوحدة الوطنية التي يترأسها حزب البعث العربي الاشتراكي التي تضم مرشحين عن ائتلاف الجبهة الوطنية التقدمية.
وزار وزير الداخلية السوري محمد نضال الشعار مدينة حلب شمالي البلاد أمس الأحد وقال إن المدينة مستعدة للانتخابات.
وقال الشعار في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية إنه تم اتخاذ كل الترتيبات لإجراء انتخابات "حرة ونزيهة وآمنة".
وكان مقررا إجراء هذه الانتخابات في سبتمبر/أيلول الماضي في إطار سلسلة إصلاحات وعد بها الرئيس السوري بشار الأسد.
تعد هذه أول انتخابات منذ الموافقة على التعديل الدستوري في استفتاء جرى في فبراير/شباط الماضي، وتم منذ ذلك الحين إنشاء تسعة أحزاب جديدة دفعت سبعة منها بمرشحين في الانتخابات.
ولا يوجد في مجلس الشعب الحالي عضو معارض واحد وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان نصف المقاعد ستخصص "لممثلي العمال والفلاحين" الذين تسيطر عائلة الاسد على اتحاداتهم.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي " عن ماريا سعادة وهي مهندسة تخوض الانتخابات على احد مقاعد دمشق ان ما حدث العام الماضي "جعل الناس يدركون ان السوريين يحتاجون لبرلمان حقيقي".
بينما اعتبر المرشح المستقل قدري جميل في تصريح لوكالة "رويترز" أن بإمكانه تحويل الانتخابات الى نقطة بداية لعملية سياسية ولخفض مستوى العنف من اجل الوصول للحوار.
وترى شخصيات المعارضة إن الدستور المعدل الذي سمح بانشاء احزاب سياسية جديدة لم يغير شيئا. وقال بشار الحراكي عضو المجلس الوطني السوري إن الانتخابات"مسرحة هزلية"، بينما قال وقال الناشط لؤي حسين الذي يرأس تيار "بناء الدولة السورية" ان هذه الانتخابات لن تغير توازن القوى في سوريا.
تواصل القتال وكان ناشطون معارضون ذكروا ان قتالا اندلع بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة في محافظة دير الزور وهجمات لقوات الجيش اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص في مناطق متفرقة الأحد.
ويقول مراقبون إن استمرار أعمال العنف يمثل تحديا لدقرة الحكومة السورية على إجراء انتخابات موثوق بها.
كما أن استمرار سقوط القتلى يعقد مهمة مراقبي الأممالمتحدة الذي يتابعون الالتزام بوقف إطلاق النار المعلن منذ 12 أبريل/ نيسان الماضي.
تحقيق النصر في غضون ذلك ، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للاجئين سوريين ان المعارضة السورية باتت قريبة من تحقيق النصر وان الرئيس بشار الأسد "ينزف" مع مرور الأيام.
وفي مخيم كيليس للاجئين استقبل اردوغان بهتافات وتصفيق منقطع النظير. وكان اردوغان حاول حشد المجتمع الدولي ضد الحكومة السورية بسبب حملتها المستمرة منذ 14 شهرا ضد المعارضين.
وأبلغ اردوغان حشدا يضم نحو 1500 شخص على بعد اقل من كيلو متر من الحدود مع سوريا "بشار الأسد ينزف كل يوم..نصركم ليس بعيدا. لدينا قضية واحدة: وقف اراقة الدماء والدموع وتحقيق مطالب الشعب السوري".
وتحدث اردوغان امام الحشد من على متن حافلة في الوقت الذي انتشر فيه قناصة على اسطح ابنية قريبة. ووقف المئات من رجال الشرطة والجيش لتأمين الطريق من المطار إلى المخيم.
وجاءت تصريحات اردوغان عشية انتخابات برلمانية في سوريا تقول دمشق انها تبين ان الاصلاحات تمضي قدما في البلاد.
لكن القتال يتواصل في سوريا رغم وقف اطلاق النار الذي تراقبه الاممالمتحدة والذي بدأ منذ الشهر الماضي. واندلعت اشتباكات جديدة اليوم الأحد بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد في شرق سوريا.
ويقيم نحو 9000 سوري فروا من اعمال العنف في بلادهم في مخيم كيليس.
وقال اردوغان ان تركيا توفر المأوى لأكثر من 23 الف لاجيء سوري.