أعلن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن عدم التوصل إلى حل للخلاف بين بلاده وإيران بشأن الجزر الثلاث المتنازع عليها قد يمسّ بالأمن والسلم الدولييْن، باعتبار أن الجزر تقع في منطقة حيوية وأن 40% من طاقة العالم تمر منها. وأكد الشيخ عبدالله في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الإمارات "وام" أنه لا يمكن ترك النزاع حول جزر طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى مفتوحا إلى ما لا نهاية، وجدد دعوة إيران إلى التفاوض والحوار لحل أزمة الجزر أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وناشد الوزير الإماراتيإيران الاستماع لصوت العقل لإنهاء هذا الخلاف الذي قد يؤدي إلى عواقب قد لا تستطيع الإمارات ولا إيران احتواءها في المستقبل.
وكان الوزير يتحدث في مؤتمر صحفي الاثنين، مواصلا انتقاد إيران بعد زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى المتنازع عليها بين البلدين الأسبوع الماضي.
وقال وزير خارجية الإمارات: "الزيارة التي قام بها رئيس إيران استفزت الإمارات بشكل كبير"، مضيفاُ :"نحن في الإمارات جادون لحل الخلاف بشأن الجزر الإماراتيةالمحتلة من قبل إيران ولكن لأسباب داخلية إيرانية منها تدهور العملة الإيرانية والاقتصاد الإيراني وعدم مواجهة الموقف الأوروبي والعالمي هناك رغبة من إيران في تصدير همومها في مسألة فرعية ومن المؤسف أن بلدا جارا إسلاميا ذا حضارة وتقاليد من المفترض أن يتصرف بعقلانية وعدم تصدير همومه وقضاياه من الداخل إلى الخارج لأن عواقب ذلك قد تكون خطيرة".
ولفت إلى أن "الإماراتوإيران كانتا في اتجاه للبحث عن آلية مناسبة لإنهاء الخلاف وقطعنا بعض الخطوات إلا أننا تفاجئنا بزيارة استفزازية من الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى الإماراتيةالمحتلة".
واعتبر أن "تصرف إيران بهذه الطريقة يعني عدم الاستماع للمبادرات المتكررة لحل الصراع وإنهاء الاحتلال للجزر الإماراتية إما بالحوار أو اللجوء إلى محكمة العدل العليا أو إلى مجلس الأمن".
وأضاف وزير الخارجية: "أرجو من الإخوة في إيران التخفيف من هذا التوتر والعودة إلى طاولة المفاوضات بتوقيت محدد وأجندة واضحة وتكون نتائجها واضحة وذلك بالاتفاق على حل الموضوع أو الذهاب إلى محمكة العدل الدولية".
وتابع وزير الخارجية الإماراتي: "لا بد أن نصل بالمفاوضات إلى نقاط واضحة وإذا لم نصل إلى ذلك يكون التحكيم الدولي ولا نستطيع أن نترك الأمر إلى الأبد وقد يكون له تأثير على الأمن والسلم الدولي ولا أنظر للمسألة على أنها مسألة بين الإماراتوإيران فقط".
وكانت الخارجية الإماراتية استدعت سفير إيران بأبو ظبي مساء أمس الأحد وسلمته مذكرة احتجاج على زيارة الرئيس الإيراني للجزيرة.
وكانت طهران قد حذرت الدول الخليجية في وقت سابق الاثنين، من مغبة تعقيد الأمور إذا لم تتعامل بحذر بشأن الخلاف الدائر حول الجزر.
وقال وزير خارجيتها علي أكبر صالحي إنه على الرغم من أن الجمهورية الإسلامية ترغب في إقامة علاقات جيدة مع الإمارات وأنها مستعدة لإجراء مناقشات بهذا الشأن، إلا أن "حكمنا لهذه الجزر غير قابل للتفاوض، وسيادة إيران على هذه الجزر مؤكدة وموثقة".
يشار إلى أن أبو موسى هي كبرى الجزر الثلاث التي سيطرت عليها إيران غداة انسحاب البريطانيين منها في عام 1971، في حين تؤكد الإمارات سيادتها عليها ودعت مرارا إلى حل الخلاف عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية.