الرياض: شدد الداعية الإسلامي عضو اتحاد العلماء المسلمين الدكتور سلمان بن فهد العودة على خطورة التشنج لدى بعض الخطباء ومحاولات إقصاء الآخرين.. داعيا إلى ما أسماه "إنسانية الخطاب الإسلامي". وقال، بحسب جريدة "عكاظ" السعودية، إن خطورة كبيرة تكمن في التشنج لدى بعض الخطباء والدعاة في مواقفهم ضد الآخر والخطاب القائم على الترهيب والترغيب، وعلى الدعاة أن يقدموا الحديث عن الرحمة والشفقة والبر والجود والكرم، بدلا من الخوض في مداخل التخويف. ولفت إلى أن اقتصار الخطاب الإسلامي على جماعات إسلامية بعينها ليس من الصواب، فالدعوة ليست حكرا على أحد، فكل فرد له حق الدعوة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آية". وطالب العودة المسلمين أن يسموا خطابهم الإسلامي بالاعتدال والتوازن والوسطية؛ لأن "إنسانية" هذا الخطاب الإسلامي من أعظم عوامل نجاحه.. مبينا أن تحقيق هذا الاعتدال في الخطاب لا يتم إلا في مجتمع هادئ، أما إذا كان المجتمع يعيش أزمة خانقة فستكون المطالبة بالاعتدال ضربا من المحال.. معرفا الخطاب الإسلامي بأنه حركة الدعوة ككل، وأن الخطاب الشفهي ليس هو الخطاب الإسلامي كما يتخيل البعض بل هو جزء منه. واستدرك: لا نعني بهذا أن يكون الكلام في القضايا الدينية مباحا لكل من هب ودب، وفي كل الأحوال يجب التوثيق والتمعن في القول. وأوضح الدكتور سلمان أن الخطاب الإسلامي ليس هو الخطاب السلفي، وأن سر تميز التيارات السلفية عن غيرها وفق رؤيته هو الانتماء لعصور السلف والتمسك بالقرآن والسنة. وانتقد العودة حصر الخطاب الإسلامي اليوم في الاتجاه العقدي بالإيمان والكفر والتفسيق والتبديع.. معتبرا أن إقصاء الآخرين مشكلة مزمنة، ولا تقتصر أعراضها على التيار السلفي فقط. مختتما أن منهج التكفير والتبديع والتفسيق مخالف لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام والسلف الصالح، بل من أعظم المخاطر المؤسسة للعنف أن يتبادل الناس فيما بينهم الكفر.