أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن قوات الجيش النظامي قامت بخرق وقف اطلاق النار في قرية خربة الجوز بمحافظة ادلب قرب الحدود مع تركيا، حيث اشتبكت فجر الجمعة مع عناصر من الجيش السوري الحر . واشارت لجان التنسيق المحلية بمقتل شخص صباح الجمعة برصاص الأمن والجيش في منقطة بريديج بحماة، في وقت دعا فيه ناشطون الي مظاهرات اليوم الجمعة بأنحاء سوريا تحت شعار "جمعة ثورة لكل السوريين" وهي أول جمعة عقب سريان وقف اطلاق النار بموجب خطة أنان.
وذكرت الهيئة العامة للثوة السورية ان 22 شخصا قتلوا امس برصاص الأمن و الجيش بعد خرق قوات النظام لوقف إطلاق النار في أكثر من منطقة .
وافاد مدير المرصد لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إن بعض المسلحين انسحبوا من خربة الجوز عند بدء الهجوم، مضيفا انه لم ترد اي معلومات عن حجم الخسائر.
من ناحية اخرى، أكد عبدالرحمن ان طرفي النزاع ملتزمان باتفاق وقف اطلاق النار في الاماكن الاخرى من البلاد ولكن ليس ثمة مؤشرات على انسحاب الجيش من المناطق المأهولة كما هو منصوص عليه في خطة المبعوث الدول كوفي انان.
بحث ارسال مراقبين تحرك مجلس الامن التابع للامم المتحدة على وجه السرعة للاستجابة لدعوة مبعوث المنظمة الدولية والجامعة العربية كوفي انان إلى نشر سريع لقوة دولية لمراقبة الهدنة في سوريا لمنع وقف هش لاطلاق النار من الانهيار. وقال مبعوثو مجلس الامن انهم سيجتمعون مجددا اليوم بعد الاجتماع المغلق الذي عقدوه الخميس على أمل الاتفاق على مسودة قرار أعدتها الولاياتالمتحدة والتصويت عليها قبل نهاية الجمعة. ويشار الي ان مجلس الأمن التابع للامم المتحدة قد أعلن في وقت سابق انه يدرس مشروع قرار بإرسال مراقبين إلى سوريا لمتابعة تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي انان الرامية لإنهاء الأزمة هناك. ويضم مشروع القرار بمطالبة الحكومة السورية بتأمين حرية تنقل المراقبين الدوليين وتمكينهم من مقابلة اي شخص يرغبون في التحدث اليه. واوضحت المسودة التي أعدتها واشنطن بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا أن مجلس الامن سيعطي تفويضا لنشر ما يصل الى 30 مراقبا غير مسلحين في سوريا. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" الجمعة ان مجلس الأمن يسعى للاتفاق على نص القرار لإفساح المجال مبدئيا أمام نشر فريق صغير من المراقبين في سوريا، يمكن ان يليه فريق أكبر في حال التحقق من الأوضاع الميدانية. ووفقا للمسودة يطالب مجلس الامن "الحكومة السورية بالوفاء بالتزاماتها بشكل كامل وملموس وتتضمن وقف تحريك القوات باتجاه المراكز السكانية والكف عن استخدام كافة أنواع الاسلحة الثقيلة في هذه المراكز، وبدء سحب التجمعات العسكرية من داخل المراكز السكنية وحولها." كما "يدعو جميع الاطراف في سوريا الى الوقف الفوري لكافة أعمال العنف المسلح بجميع أشكاله ووقف كافة أنواع الاعتقال التعسفي والخطف والتعذيب." كما ينص مشروع القرار على ان المجلس "يعبر عن تصميمه في حالة عدم تنفيد الحكومة السورية لتعهداتها على دراسة مزيد من الاجراءات المناسبة." ولم يعرف على الفور موقف روسيا والصين من مشروع القرار الذي يناقش خلف ابواب مغلقة، كما اوضح دبلوماسيون. ترحيب روسي وأعرب سفير روسيا لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين امس الخميس عن أمله بأن يتمكن مجلس الامن من تبني القرار الذي يتخذه اليوم الجمعة بما يمكن من نشر المجموعة الاولى من المراقبين في غضون الايام القليلة القادمة. وأكد تشوركين في مؤتمر صحفي أن روسيا ستؤيد القرار وترحب به، مضيفا أنها ترغب في رؤية المراقبين في سوريا اعتبارا من الأسبوع المقبل. واضاف ان الجميع مدعوون إلى التصرف بحذر شديد في ظل توقف العنف في سوريا، موضحا أن كل من له نفوذ على الأطراف المعنية ينبغي أن يستخدمه حتى تخرج سوريا من الأزمة. من جهته، قال المندوب السوري لدى الأممالمتحدة، بشار الجعفري، إن بعض القضايا الفنية لا تزال في مرحلتها النهائية لكن الحكومة السورية لا تمانع في نشر المراقبين، مضيفا ان مجلس الأمن سيتخذ قرارا بهذا الصدد وعندما يُعتمد سيجد طريقه إلى التطبيق الفوري. وقال الجعفري إنه فيما يتعلق بالحكومة السورية "يمكنني أن أؤكد أن الحكومة السورية أنهت العنف من جانبها وتتوقع أن الأطراف التي لها نفوذ على المجموعات المسلحة أن تقوم بالشيء ذاته". وفي السياق ذاته، عبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الجمعة عن قلقه ازاء ما يحدث في سوريا قائلا: "لا اعتقد ان الاسد صادق في نواياه تجاه الالتزام بوقف اطلاق النار، وانه من الضروري نشر مراقبين دوليين لمراقبة الالتزام بالاتفاق. تبادل الاتهامات وكانت الحكومة والمعارضة في سوريا قد تبادلتا الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه صباح الخميس. فقد ذكر التليفزيون السوري الرسمي أن ضابطا في الجيش ُقتل وجُرح أربعة وعشرون جنديا في انفجار عبوة ناسفة على جانب أحد الطرق بمدينة حلب. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 22 شخصاً على الأقل قتلوا الخميس معظمهم في حمص وإدلب، رغم إعلان النظام السوري التزامَه بوقف اطلاق النار، موضحة ان قوات الجيش المدججة بالأسلحة الثقيلة لا تزال منتشرة في المناطق السكنية ومحيطها. ويشار الي ان كوفي انان قد قال إن الحكومة السورية لم تمتثل بعد بشكل كامل لبنود خطته الرامية لإحلال السلام في هذا البلد. ونقل دبلوماسيون عن انان قوله خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن إن على المجلس مطالبة دمشق بسحب قواتها وآلياتها العسكرية من المناطق السكنية، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار الهش الراهن في سوريا يشكل فرصة يتعين اغتنامها. من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أطراف الصراع في سوريا إلى وقف العنف الجاري في البلاد. وفي سياق متصل، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتفقا الخميس على ان الحكومة السورية لم تنفذ بشكل تام خطة وقف اطلاق النار. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض إن اوباما وساركوزي طالبا بالتطبيق التام لخطة انان، مشيرين إلى أن المجتمع الدولي سيحكم على النظام السوري "من خلال افعاله وليس اقواله". واشار ان القوات السورية تنفذ الان وقفا "أوليا" وليس كاملا لاطلاق النار وان الاسد ما زال في وضع يتيح له استئناف الهجوم على المعارضة السورية مع بقاء قواته في أماكنها بالمدن، موضحا ان وقف إطلاق النار لن يكون كاملا ما لم يتم سحب كل القوات والاسلحة الثقيلة من المدن.