شهاب الدين: الدين القيم جاءنا بكل خير يصلح البشرية محيط إيمان الخشاب دعا الدكتور شهاب الدين أبو زهو خلال برنامجه "علمنى يا رسول الله" جموع المسلمين للتمسك بحبل الله جميعاً والرجوع الى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهج أصحابه الكرام . بدأ الدكتور شهاب الحلقة قائلاً : قال الله تبارك وتعالى { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا } ، وقال { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } ، وعملاً بهذه الآيات ندعوا المسلمين إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة ، والمنهج الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومن اتبعهم بإحسان فهو " الدين القيم" أي الإسلام المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ، وهو الذي ينجي الناس في الدنيا والآخرة من الانحرافات والبدع والخرافات ، ومن عذاب النار وشديد العقوبات. قال تعالى : {يا أَهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيِّنُ لكم كثِيرًا مما كنتم تُخفُون من الْكتاب ويعفو عن كثِير قد جاءكم من اللَّه نُورٌ وكتابٌ مُبِين _ يهْدي به اللَّهُ من اتَّبَعَ رضْوانهُ سُبُل السَّلام وَيُخْرِجُهُمْ من الظُّلُمات إِلى النُّورِ بِإِذْنه ويهْديهِم إِلى صراط مُستقِيم } . وأوضح الدكتور شهاب أن هذا لا يعني : أننا ندعوهم إلى نبذ الحضارة النافعة والصناعات العائدة على الناس بالخير والتطور والرقي فإن الإسلام الصحيح لا يتعارض مع ما يعود على الناس بالنفع والخير الخالص أو الأغلبي وإنما يحرم ما كانت مفسدته مثل أو أكبر من مصلحته ، ويعود على الناس بالضرر في دينهم ودنياهم . فلابد للمسلم عدم الانجرار خلف الغرب في كل شيء دون التحقق منه والنظر فيه هل يتوافق مع ديننا وأخلاقنا ومجتمعاتنا أم لا . فإن الدين القيم قد جاءنا بكل خير يصلح البشريّة ويحتاج إليه الناس ، وعلمنا إياه فلا مقارنة بين أخلاق الإسلام وأخلاق الغرب وما وافق فيه الغرب الصواب فقد سبقهم إليه الإسلام ، وكم تخبط الغرب في مسائل حاولوا التخلص فيها من الباطل الذي وقعوا فيه فانقلبوا إلى ضده ، فكانوا في تفريط وتقصير ، فوقعوا في إفراط وغلو أو العكس . وأرجع دكتور شهاب هذا الافراط والغلو الى أنهم لا يعتمدون على شريعة ربانية كما هو الحال عند المسلمين قائلاً: فعندما تولت الكنيسة عندهم زمام الأمور تدمر حالهم وتخلفوا ، وانتشر بينهم الظلم والجهل ، فانقلبوا عليها ،أما المسلمون فعندما تولى الإسلام زمام الأمور تحول حال العرب من الفساد والظلم والجور إلى الرقي والصلاح والخير والعدل، وارتقى بهم من أرذل الأخلاق إلى أعلاها ، وبنوا حضارة . وظن العلمانيون بجهلهم بالدين القيم أن الحال عند المسلمين يجب أن يكون كالحال عند الغربيين ، فنبذوا الإسلام وراء ظهورهم ، فلا هم تمسكوا بالإسلام ، ولا وصلوا إلى ما وصل إليه الغرب ونحن نعتقد وندين الله بما قاله الإمام مالك – رحمه الله - : " لايصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولُها " ، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " وفى الختام دعا شهاب قائلاً: و ندعوا الناس إلى الحذر من الجماعات والطوائف والفرق المنحرفة عن ديننا الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث أن هذه الأمة ستبتلى بكثرة الفرق المنحرفة عن الطريق المستقيم.