تبادل ساسة عراقيون من الذين شاركوا في عملية الإحتلال الأمريكي السياسية في هذا البلد تبادلوا الإتهامات بالفساد والعمالة والتآمر علي وحدة العراق ، اعتبر ما يعرف ب"ائتلاف "دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي، أمس الأول أن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني يقود "حملة إعلامية شرسة" ضد الحكومة الاتحادية. وفي حين أكد أنها باتت تعطي رسالة واضحة أنه فقد توازنه بعد فشل زيارته لواشنطن وتكشف عمق الهزيمة السياسية التي يواجهها، أشار إلى أن محافظي البصرة والموصل أهم بكثير منه.
وقال النائب عن الائتلاف ياسين مجيد ، إن "الحملة الإعلامية الشرسة التي يقودها مسعود البارزاني على الحكومة الاتحادية وخاصة تلك التي من واشنطن تعود لأسباب كثيرة ومؤشرات في مقدمتها فشل رهاناته على زيارته الاخيرة للولايات المتحدة".
وأكد مجيد أن "الجميع يعرف أن البارزاني حاول بشتى الوسائل عدم عقد القمة في بغداد وطالب بعقدها في اربيل لكن ما حصل من نجاح لها أغاضه"، مضيفاً بالقول "كما أن ما كشفه نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني حول الفساد الكبير في عملية إنتاج وتهريب النفط كان مؤشراً خطيراً على ما يحدث في كردستان وفضيحة كبرى يجب التحقيق بها".
وأبدى مجيد استغرابه من "دعوة رئيس إقليم كردستان من واشنطن قادة الكتل السياسية للحضور إلى اربيل"، معتبراً أنها كانت "بطريقة إملائية استعلائية مما يدلل على عدم معرفته بكيفية مخاطبة الشركاء السياسيين".
واعتبر مجيد محافظي البصرة والموصل "أهم بكثير من مسعود البارزاني لما تمتلكانه المحافظتين من موقع استراتيجي مهم وثروات لجميع العراق"، مؤكداً أن "حملة البارزاني باتت تعطي رسالة واضحة أنه فقد توازنه وتكشف عمق الهزيمة السياسية التي يواجهها".
وتصاعدت حدة الخلافات بين الكتل السياسية بعد أن تحولت من اختلاف العراقية ودولة القانون إلى اختلاف الأخير مع التحالف الكردستاني أيضاً، بعد أن جدد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في (6 ابريل 2012)، خلال زيارته للولايات المتحدة هجومه ضد الحكومة المركزية في بغداد واتهمها بالتنصل من الوعود والالتزامات، وفيما شدد على أن الكرد لن يقبلوا بأي حال من الأحوال أن تكون المناصب والصلاحيات بيد شخص واحد، محذرا من الرجوع إلى الشعب في حال لم تحل المشاكل.
كما أكد البارزاني في تصريحات صحافية نشرت اليوم الأحد (8 ابريل 2012)، أنه عازم على دعوة القادة العراقيين إلى اجتماع بعد عودته لوضع حلول لإخراج البلاد من أزماتها، مؤكداً أنه إذا رفض المالكي الحضور والبدء الفوري في تطبيق الدستور والاتفاقات السياسية التي أدت الى تشكيل الحكومة فان الكرد يرفضون استمرار المالكي في رئاسة الوزراء.
وتأتي زيارة البارزاني في ظل تصعيد لا سابق له بينه وبين رئيس الحكومة نوري المالكي على خلفية تصريحات لاذعة وجهها الأول للثاني في (20 مايو 2012) انتقد فيها ما سماه "جيش مليوني" في البلاد "يدين بالولاء لشخص واحد جمع السلطة بيديه"، وشدد على أنه "كفى" لذلك الشخص الذي يحمل صفة القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية ورئيس المخابرات وغيرها من المناصب، معتبراً أن العراق يتجه نحو "الهاوية" بسبب فئة بالسلطة تريد جره إلى "الدكتاتورية"، كما هدد بإعلان دولة كردستان المستقلة.
وكشفت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، اليوم الأحد (8 ابريل 2012)، عن مساع ستقودها مع التحالف الكردستاني وبعض أطراف التحالف الوطني لسحب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي إذا لم يعمل بمبدأ الشراكة الوطنية وتطبيق الدستور، مؤكدة وجود مباحثات جدية مع الكرد بهذا الشأن.
يذكر أن الخلافات العالقة بين بغداد وأربيل بشأن عقود الإقليم النفطية مع الشركات الأجنبية فضلاً عن قانون النفط والغاز لا تزال مستمرة بدورها، بسبب اعتبار الحكومة الاتحادية جميع العقود التي توقعها حكومة كردستان "غير قانونية".