ذكر تقرير لموقع "BBC عربي" أن مصادر دبلوماسية تركية قالت، اليوم الاثنين، إن المبعوث الدولي كوفي عنان سيقوم يوم غد الثلاثاء بزيارة لمعسكرات اللاجئين السوريين المقامة على الحدود التركية السورية. ونقلت وكالة فرانس برس عن المصدر التركي قوله، إن "الزيارة ستستغرق بضعة ساعات، يتوجه عنان بعدها إلى إيران"، ومن المتوقع أن يصل عنان إلى طهران يوم الأربعاء. وكان عنان قد قال الأحد: إن التصعيد "المرفوض" لوتيرة العنف في سوريا يعد "انتهاكا للضمانات" التي التزمت بها الحكومة السورية أمامه بوقف العنف. ودعا عنان، المبعوث الخاص لسوريا من الأممالمتحدة والجامعة العربية، الحكومة السورية ومسلحي المعارضة "بوقف أشكال العنف كافة في البلاد بحلول الساعة السادسة بتوقيت دمشق، يوم الخميس الثاني عشر من هذا الشهر" كما هو منصوص عليه في الخطة. وقال عنان: "ونحن نقترب من الموعد النهائي وهو الثلاثاء العاشر من إبريل أذكّر الحكومة السورية بالحاجة إلى التطبيق الكامل لالتزاماتها، وأؤكد على أن التصعيد الحالي للعنف مرفوض". وأضاف: "أنا على اتصال دائم مع الحكومة السورية، وطلبت من الدول التي لها نفوذ على الجهات المعنية كافة، استخدام نفوذها الآن لضمان وضع حد لإراقة الدماء، والبدء في الحوار". ومن الفاتيكان، دفع البابا بندكتوس السادس عشر، أمس الأحد، بثقله لمصلحة جهد الأممالمتحدة لوقف العنف في سوريا، ودعا البابا، في كلمة بالفاتيكان لمناسبة عيد الفصح، إلى "الالتزام الفوري" بجهد السلام الدولي. رفض وكانت المعارضة السورية قد رفضت طلب الحكومة تقديمها ضمانات مكتوبة بالالتزام بوقف القتال ونزع أسلحتها قبل تطبيق خطة السلام المقترحة في سوريا. واتهم متحدثون باسم المعارضة الرئيس السوري بشار الأسد بتخريب الاتفاق الذي تم التفاوض عليه مع المبعوث الدولي كوفي عنان. جاء ذلك في وقت تواصلت فيه عمليات العنف في أنحاء البلاد، وأفاد ناشطون سوريون بمقتل 42 شخصا، من بينهم سبعة وعشرون مدنيا مدنيا و7 منشقين و12 من القوات النظامية في اشتباكات دارت اليوم في عدد من المناطق في سوريا. ويقول رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا، نقلا عن مصادر متعددة إن مروحية تابعة للجيش السوري أسقطت خلال مواجهات في الريف الشرقي لمدينة جسر الشغور. وهذه هي المرة الأولى بحسب المرصد التي يتم فيها إسقاط مروحية واشتعالها في الجو وليس هبوطها اضطراريا. "الجيش الحر" على صعيد آخر، قال رياض الأسعد، قائد "الجيش السوري الحر": إن خطة عنان ستبوء بالفشل لأن "النظام السوري لن يلتزم بها". وأضاف الأسعد، أن جماعته لم يطلب منها أي ضمانات خطية بإنهاء العنف، مما يناقض ما قالته دمشق من أن هكذا ضمانات تعتبر شرطا لسحبها قواتها من المدن السورية. ونقلت وكالة رويترز عن الأسعد قوله عبر الهاتف من تركيا: "النظام لن يلتزم بهذه الخطة، ولذا فإنها ستبوء بالفشل"، وأكد أن "الجيش السوري الحر قد وعد بالالتزام بالخطة إذا فعل النظام ذلك". "ضمانات مكتوبة" وكان بيان حكومي سوري قد ذكر، أمس الأحد، أن الحكومة السورية لن تسحب قواتها من المناطق التي تشهد احتجاجات دون "ضمانات مكتوبة" من المعارضة. وأوضح البيان أن "القول بأن سوريا ستسحب قواتها من المدن في العاشر من إبريل هو قول غير دقيق، إذ لم يقدم كوفي عنان حتى الآن ضمانات مكتوبة حول قبول المجموعات الإرهابية المسلحة وقف أشكال العنف كافة". كما نقلت وكالة الأنباء السورية عن الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي، أمس الأحد، أن سوريا قبلت بخطة كوفي عنان "بعد تأكيده أن مهمته تنطلق من احترام سيادة سوريا". وأضاف مقدسي، أن عنان تعهد "بالعمل على وقف العنف بكل أشكاله من أي طرف كان، وصولا إلى نزع أسلحة المجموعات المسلحة لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وبدء حوار وطني شامل مع أطياف المعارضة في سوريا". وأوضح مقدسي، في تصريح خاص ل بي بي سي، أن البيان الذي أصدره الأحد حول مهمة "توضيحي الطابع، وأن سوريا ما زالت ملتزمة بهذه الخطة والجيش السوري لديه خطة محكمة لتنفيذ الانسحابات من المناطق التي عاد إليها الهدوء، والتي دخلها الجيش السوري بناءً على طلب المدنيين". وقال: "لكن لإتمام الانسحابات وأهدافها وفق خطة عنان، يجب على الجانب الآخر والدول التي تدعم المعارضة المسلحة تقديم الضمانات اللازمة، والالتزام بنبذ العنف لكي لا تكون الانسحابات فرصة لعودة الإرهاب إلى تلك المناطق عوضاً من عودة الحياة الطبيعية إليها"، حسب تعبيره. عمليات عسكرية.. وقتلى سوريون على الصعيد الميداني، نفذت القوات السورية الحكومية عمليات عسكرية صباح الاحد في ريف حماة وريف ادلب، حسب ناشطين. وقال عضو المكتب الاعلامي ل "مجلس قيادة الثورة" في حماة، واسمه ابو غازي الحموي، ان "القوات النظامية اقتحمت في الساعة السابعة والنصف صباحا (الخامسة والنصف بتوقيت غرينتش) قرية لطمين وسط اطلاق نار عشوائي، ودهمت مواقع عدة وأحرقت ثلاثة منازل". ويبلغ عدد سكان قرية لطمين نحو أربعة آلاف نسمة، وتبعد نحو كيلومترين عن بلدة اللطامنة، التي شهدت عملية عسكرية للقوات الحكومية السبت ادت الى مقتل 40 مدنيا و 15 جنديا منشقا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه في ريف ادلب "اقتحمت القوات السورية الريف الشرقي لمدينة جسر الشغور، وسط دوي انفجارات واطلاق رصاص كثيف مع تحليق مروحي في سماء المنطقة"، وان مدنيا قتل في مدينة خان شيخون برصاص قناص.