أ ش أ - دخل مطار صنعاء الدولى إلى حلبة الصراع السياسى للمرة الأولى منذ بداية ثورة الشباب السلمية العام الماضى ، حيث أغلق فى وجه حركة الطيران منذ فجر السبت، بعد ساعات من صدور قرارات جمهورية جديدة للرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى أطاحت بقيادات عسكرية يمنية عليا وقادة ألوية واستبعدت 3 محافظين وأقالت رئيس هيئة أراضى الدولة. ووجه الرئيس اليمنى قوات الأمن المركزى والشرطة العسكرية بالتحرك إلى قاعدة الديلمى الجوية واعتقال أى قيادات عسكرية يثبت تورطها فى تأجيج الاضطرابات والتسبب فى إيقاف حركة الملاحة الجوية بمطار صنعاء.
وقال مصدر يمنى مسئول فى تصريح له اليوم الأحد: "إن إغلاق المطار جاء بعد ورود تهديدات من قوات موالية للواء محمد صالح الأحمر "الأخ غير الشقيق للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح وقائد القوات الجوية " والذى تم تكليفه بمهام عسكرية أخرى بدلا من قيادة القوة الجوية باستهداف الطائرات التى تحاول الاقلاع أو الهبوط فيه بمهام عسكرية أخرى بدلا من قيادة القوة الجوية".
كما أكد المصدر أن إخضاع مطار صنعاء للابتزاز السياسى من أجل إثناء الرئيس اليمنى عن القرارات الجمهورية التى أصدرها بتكليف قيادات عسكرية بمهام فى القوات المسلحة أمر مرفوض كونها صدرت من رئيس منتخب يمتلك كافة الصلاحيات لاتخاذ أى إجراءات تمهد لهيكلة الجيش وإجراء الحوار الوطنى.
ويرى المراقبون وبعض سفراء الدول الاجنبية لدى صنعاء أن حادث محاصرة مطار صنعاء الدولى يضع الثورة اليمنية والأطراف الموقعة والراعية للمبادرة الخليجية أمام تحد صعب وخيارات أكثر صعوبة، قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة فى 2014 ، وهو ما سيؤدى إلى تعطيل تلك الانتخابات ويعيد اليمنيين مجددا إلى مربع الصراع.
وقال وزير النقل اليمنى واعد باذيب: "إن وزارته شكلت غرفة عمليات تعمل منذ مساء الجمعة من أجل إعادة العمل إلى المطار فى أقرب اللحظات مشيرا إلى أن إغلاق المطار تصرف يتعين أن يرفضه كافة أبناء اليمن خاصة أن مطار صنعاء مؤسسة للشعب وليس لفصيل معين أو حزب أو طائفة".
وشدد وزير النقل اليمنى على أن المؤسسات السيادية فى كل دول العالم، وحتى الدول التى فيها قبائل لا يسمح أن تكون عبثا لأية فئة ، مطالبا اللجنة العسكرية وأجهزة الضبط وكافة الأجهزة الأمنية بالدفاع عن الوطن ومؤسساته وعدم السماح لأى طرف بإخضاعها للصراع السياسى والمناكفات العقيمة.
وقد ظل مطار صنعاء منذ العام الماضى بعيدا عن محاور الصراع بين أصحاب النفوذ فى العاصمة صنعاء، حيث أكد جيرالد فايرستاين السفير الأمريكى فى تصريح له أثناء المواجهات التى كانت تدور فى أرحب وبالقرب من المطار إن على أطراف الصراع أن يعوا جيدا أن مطار صنعاء خط أحمر.
وكان ناجى عبدالله المرقب مدير عام مطار صنعاء الدولى قد أعلن فى بيان له اليوم الأحد أن حركة السفر عادت إلى مطار صنعاء بعد تعطيلها منذ السبت بسبب تهديد عسكريين فى سلاح الجو اليمنى باسقاط أى طائرة تقلع منه أو تهبط فيه.
وأوضح المرقب أنه تم إبلاغ جميع شركات الطيران بأن مطار صنعاء سيستقبل كل الرحلات الوافدة إلى اليمن بعد أن تم حل كل المشاكل والمعوقات التى كانت تهدد هبوط وإقلاع الطائرات من مطار صنعاء الدولى.