سبحانك يارب إذا أردت بعبد خيرا ختمت له بخاتمة الإيمان، وهيأت له أسباب العفو والمغفرة، وجمعت له أهل الإيمان للصلاة عليه والدعاء له . الأرجنتين بلد تتبعد كثيرا عن بلاد الإسلام وتتباعد فيها المسافات، ويجاهد المسلمون من أجل إبراز هويتهم الإسلامية، كان في الماضي لايسمح للمسلم أن يسمي أبناءه بأسماء إسلامية أتذكرون " كارلوس منعم " رئيس الأرجنتين السابق إنه مسلم لأبوين مسلمين قال عن نفسه " كان والدي مسلمين، يصومان رمضان ويؤديان بقية الشعائر، لكنهما لم يطلبا منا أبدا اعتناق الإسلام، وإنما تركا لنا الحرية المطلقة لاختيار الديانة التي نريد، لذا فأنا لم أتخل عن الإسلام، لأنني لم يسبق لي أن كنت مسلما)*. وبعد جهاد طويل استطاع المسلمون تغيير هذا القانون، وأقيم المركز الإسلامي في قلب عاصمة الأرجنتين بوينس آيرس للحفاظ على الجالية المسلمة من الضياع وتولى رئاسة المركز في الفترة الأخيرة الأستاذ سمير صالح، هذا الرجل خدم الإسلام والمسلمين في دولة الأرجنتين وكان صلة الوصل بين الجالية ومؤسساتها المختلفة وحكومة الأرجنتين وهذا الأمر شهد له به القاصي والداني ممن عرفوه . في بداية شهر مارس " آذار " الماضي 2012 تم دعوتنا من قبل مركز خادم الحرمين الشريفين في بوينس آيرس لحضور مؤتمر " سبل النهوض بالجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية " صلينا الجمعة في المسجد الكبير واجتمع الدعاة من العالم الإسلامي على رأسهم مفتي زحلة والبقاع سماحة الشيخ خليل الميس ووكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور عبد العزيز العمار وجمع غفير من مشايخ أمريكا اللاتينية والمتهتمين والمتابعين للشؤون الإسلامية في تلك القارة . لحظات قبل بداية الجلسة الافتتاحية، كان الأستاذ سمير يجلس إلى جواري لايفصله عني سوى مقعدين بدأ في التهاوي ناحية اليسار وأسند رأسه على المقعد الشاغر، اضطربت القاعة وتعالت الأصوات هل يوجد طبيب ؟؟ وبسرعة حضر طبيبين وحاولوا إنقاذه ولكن أحدا لم يكن يعرف أن هذه هي اللحظات الأخيرة، تعالت صيحة أحد الدعاة لقنوه الشهادة الظاهر أنه يحتضر، وفلا لم تمر لحظات حتى أعلن نبأ وفاة هذا الأخ الكريم . أي فضل هذا الذي حظي به هذا الأخ الكريم ، لقد كنا يوم الجمعة، وفي افتتاح مؤتمر إسلامي يجمع له الدعاة من شتى بقاع الأرض، حتى يحظى هذا الرجل بصلاتهم ودعائهم وتضرعهم إلى الله أن يغفر له . هل فكرت أخي الحبيب كيف ستكون خاتمتك ؟ من سيلقنك ؟ من سيصلي عليك ؟ من سيدعو لك ؟ من سيتبع جنازتك ؟ احرص على القرب من الله، أخدم هذا الدين بكل ماتملك، سخر عقلك وفكرك ووقتك وأهلك للدعوة إلى الله واسأل الله حسن الخاتمة، نسأل الله أن يرحمنا ويغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات . الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل مرفق فيديو للحظة الوفاة http://www.youtube.com/watch?v=HGwaVJlrvy4&feature=youtu.be