أسدل اللواء عمر سليمان - نائب رئيس الجمهورية السابق - الستار على حالة الجدل التى أُثيرت حول ترشحه, وحسم سليمان موقفه وتقدم رسميا بأوراق ترشحه للجنة العليا للأنتخابات الرئاسية,لينهى فترة شهدت فيها مصر حالة من الأنقسامات ضربت التيار الأسلامى الذى يقوده جماعة الأخوان المسلمين وحزب النور السلفى. تبادل الإتهامات فما أعلنته وزارة الداخلية المصرية, وأيضا مصادر أمريكية بشأن جنسية والدة أبو أسماعيل , والذى أشعل غضب ألاف السلفيين المؤيدين لأبو أسماعيل, الذين أشعلوا التظاهرات فى ميدان التحرير لتأييد أبو أسماعيل , وأتهام وزارة الداخلية المصرية بأنها زورت تلك الوثائق التى تؤكد ان والدة حازم أبو اسماعيل تحمل الجنسية الأمريكية بهدف النيل من أبو أسماعيل ومنعه من خوض أنتخابات الرئاسة, كشف النقاب عن حالة الغلو والتعصب التى تسيطر على هذا التيار, فلم يكتفى مؤيدو أبو أسماعيل بتوجيه الأتهامات للداخلية المصرية , بل هاجموا بالألفاظ قيادات جماعة الأخوان المسلمين, وشنوا هجوما ضد خيرت الشاطر مرشح الأخوان لرئاسة مصر, بل طال هجومهم أيضا مرشح الرئاسة ,الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح , ذو التوجه الأسلامى,و المنشق عن الأخوان , وأتهموه بأنه لا يريد تطبيق الشريعة الأسلامية فى حال فوزه فى انتخابات الرئاسة. الإعتداء علي المتظاهرين أنصار حازم أبو أسماعيل لم يكتفوا بتشويه كوادر فى جماعة الأخوان المسلمين , فحسب , بل أعتدوا على المتظاهرين فى ميدان التحرير , الذين جاءوا الميدان للتأكيد على رفضهم للجمعية التأسيسية للدستور, والتى تسيطرعليها جماعة الأخوان المسلمين وحزب النور السلفى. حازم أبو أسماعيل لم يكفيه ذلك ,وبدلا من أن يخرج الرجل ويعتذر للشعب المصرى وأنصاره ومؤيديه على قيامه بأخفاء معلومات خاصة بجنسية أمه, يُهدد أبو أسماعيل بأشعال الشارع المصرى عبر مليونيات ستنطلق يوم الثلاثاء المقبل أحتجاجا على التشكيك فى جنسية والدته. التحريض علي حرق المجمع ما شاهدناه فى ميدان التحرير من تصرفات أشخاص يتبعون أبو أسماعيل يُشير بوضوح أن هذا الرجل لا يصلح لأن يكون رجل سياسة وقائد لبلد , فمن يسعى لأشعال الشارع المصرى مستغلا عاطفة مؤيديه لا يكون أمينا على هذا البلد وشعبه الذى يتاجر بأرواحه,ويقدمهم ( شهداء) -على حد تعبير مؤيديه- فداءا لأبو أسماعيل, والذى سبق وأن حرض الشباب الطاهر فى أحداث شارع مجلس الوزراء وحرق المجمع العلمى, فلم يكفيه بحور الدم , وكأنه يقول ( فيها لأخفيها) و(أنا ومن بعدى الطوفان)! فهل يعقل ان يسعي أن يصبح رئيسا لمصر على جثث الشباب الطاهر وأبناء الأقاليم والقرى والنجوع الذين يحكمون على الأمور بعاطفيتهم. الشاطر وابو الفتوح وبينما تسيرمعركة حازم أبو أسماعيل فى طريقها لحرق البلد , نجد على الجانب الأخرالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح يتراشق بالألفاظ ضد جماعة الأخوان المسلمين الذى كان ينتمى إليها, و يقول عن خيرت الشاطر: أنه إذا فاز الشاطر فسيكون ولاءه للمرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين أولا ما يحدث الأن من تراشق بين مرشحى التيار الأسلامى , أحدث صدمة فى الشارع المصرى , الذى كان يُراهن على هؤلاء المرشحين , فبدلا من أن يتكاتف هذا التيار ويوحد صفوفه خلف مُرشح واحد يلتف حوله المصريون,لتحقيق أهداف الثورة, دخلوا فى مواجهات ومشادات مع بعضهم,وهو ما قد يؤثرعلى شعبيتهم فى الشارع المصرى ,الذى يتطلع إلى الأستقرار والأمن ونبذ الخلافات , لاجتياز المرحلة الانتقالية الحرجة التى تمر بها مصر. فتنة من نوع مختلف فتنة جديدة تتعرض لها مصر الأن, ولكن هذه المرة ليست فتنة بين مسلمين ومسيحيين , إنما فتنة بين مسلمين ومسلمين, بين مسلم أخوانى ومسلم سلفى ! تلك الفتنة, كما تقول مصادر رفيعة المستوى ,تقف وراءها دول عربية منها قطر ,والتى أصبحت أداة فى يد الأدارة الأمريكية لتنفيذ مخططاتها فى المنطقة لتأمين مصالح أسرائيل ,وطبعا تلك الخدمات تقوم بها قطر من أجل ضمان الولاء الأمريكى لبقاء أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني فى الحكم, فالشيخة ( موزة) زوجة أمير قطر تعرف جيدا أن بقاء زوجها فى الحكم متوقف على رضا واشنطن عليه وعلى ولاءه لأمريكا, وهذا الولاء تترجمه أمريكا بتنفيذ المخططات التى تستهدف أمن أسرائيل أولا والهيمنة على دول الرئيسية والمحورية فى المنطقة. اعلام القاعدة ومن الأشياء الغريبة أيضا التى ظهرت خلال تظاهرات التحرير التى نظمها السلفيون المؤيدون لحازم أبو أسماعيل, وجود أعلام سوداء مكتوب عليها( لا إله إلا ألله),وهى أعلام تنظيم القاعدة, وهى نفس الأعلام التى رفعها أشخاص أطلقوا النيران على قسم شرطة العريش بشمال سيناء قبل عدة أشهر,وقتلوا عدد من أفراد الشرطة ومواطنين من سيناء,مما يشير إلى وجود عناصر تأجج الفتن فى صفوف التيارات الأسلامية,لمصلحة قوى خارجية, و داخلية أيضا يقودها فلول النظام السابق , الذين وجدوا فى تلك الأنقسامات فرصة عظيمة لأشعال البلد. مما لا شك فيه أن الأنقسامات التى ضربت التيارات الأسلامية , ستصب فى مصلحة مرشح رئاسى أخر من خارج التيار الأسلامى. خبرة تحتاجها مصر قد يكون هذا المرشح هو اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة السابق,والذى أمضى فى هذا الجهاز الوطنى ما يقرب من 19 عاما , مما جعل اللواءعمر سليمان يتمتع بخبرة سياسية تحتاجها مصر فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها ,وهذا يُحتم على اللواء عمر سليمان أن يُغير من أشياء كثيرة فى مصر,تبدأ بأقتلاع الفساد من جذوره فى جميع مؤسسات الدولة , وهو ما سيكون ردا قويا على من يرون أن عمر سليمان هو أمتداد لنظام مبارك, وهو الأتهام الذى نرفضه تمام, لكون أن عمر سليمان ينتمى لجهاز وطنى وهو جهاز المخابرات العامة , وأى تشكيك فى أى شخص ينتمى لهذا الجهاز , هو تشكيك فى الجهاز الذى يقوم على عقيدة الولاء لمصر وليس لرئيس أو أفراد أينما كانوا. فرصة لانقاذ مصر أمام اللواء عمر سليمان فرصة تاريخية لأنقاذ مصر من مؤامرات تُحاك بها من دول أجنبية وعربية ,إلى جانب أسرائيل التى تتربص بنامن كل جانب, و أيضا قوى داخلية يقوده فلول النظام السابق, فرصة سليمان تبدأ بخلع ثوب الماضى, بما يحمل من هموم وألام, ويبدأ مرحلة جديدة, هى مرحلة( الدخول الأمن) فى مستقبل جاء بعد 30 عاما قضاها المصريون فى فساد سياسى وأقتصادى,ألقى بظلاله على الأمن القومى المصرى, والذى من أولوياته تأمين الشعب من المخاطر الخارجية التى تهدده ,وكذلك تأمين أحتياجاته , خاصة الأحتياجات الأستراتيجية كالمياه والقمح , وهى السلع التى أصبحت أسلحة تُستخدم الأن فى مُحاصرة الشعوب ومحاربتها, وهو ما تفعله معنا أمريكا عبر أستغلال المعونة, وأيضا تستخدمها أسرائيل من خلال مخططاتها التى سيطرت على دول منابع حوض النيل خاصة أثيوبيا , بهدف التحكم فى حصتى مصر والسودان من مياه النيل, وهى من أهم التحديات التى تواجها مصر. العدل اساس الملك وأخيرا نقولها كلمة للواء عمر سليمان تذكر دائما أن ( العدل أساس الملك) وأن الشعب المصرى الذى حكمه مبارك بالحديد والنار وسياسة التجويع والأعتقالات والتشرد, لم يكن هو نفس الشعب ,لم يسكت على الظلم مرة ثانية, فالميدان موجود , والثورات لن تموت ,حتى وأن ماتت أجيال فمصر ولادة بالشرفاء المناضلين.