تعهد السودان وجنوب السودان بالعودة إلى طاولة المفاوضات وخفض التصعيد في المواجهات الحدودية التي وضعتهما على شفا العودة إلى الحرب الشاملة، بعد تنامي القلق والتحذيرات الدولية بشأن الاشتباكات الحدودية المتواصلة منذ ثلاثة ايام وشملت ضربات جوية ومعارك دبابات. وأعلن البلدان أن قوات الجنوب انسحبت من منطقة هجليج السودانية المنتجة للنفط الأمر الذي خفف التوتر بعد الاشتباكات على المناطق الحدودية بين البلدين.
وأفادت الأممالمتحدة الأربعاء، بأن حكومة جنوب السودان تعهدت بسحب قواتها إلى مواقعها السابقة ووافقت حكومة السودان على وقف القصف إذا انسحبت قوات الجنوب إلى مواقعها.
وقال بيان صادر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه عبر عن قلقه العميق بشأن هذه الاشتباكات العسكرية وحث الطرفين على الاستغلال الكامل للآليات السياسية والأمنية القائمة لمعالجة خلافاتهما بطريقة سلمية.
وقالت كل من جوباوالخرطوم إن مبعوثين رفيعي المستوى من البلدين سيلتقون في اثيوبيا الخميس لمنع حدوث أعمال عنف أخرى .
وذكر كبير مفاوضي جنوب السودان باقان اموم ما نتوقع انجازه هو وقف الأعمال العدائية، مضيفا "سنوقف القتال الجاري هناك، ونضمن أن لا يتحول الى حرب بين البلدين".
وقال رحمة الله محمد عثمان المسئول في وزارة الخارجية السودانية قبيل بدء المحادثات في أديس أبابا أن الخرطوم لا تريد الحرب مع الجنوب ولكن "إذا أرادوا التصعيد فسندافع عن أنفسنا".
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مراسلها الذي شارك في جولة نظمتها الحكومة السودانية في حقل نفط هجليج قرب الحدود قوله: "إنه لم يشاهد أي علامة على اشتباكات يوم الأربعاء لكن الوجود الأمني كان كثيفا وقام جنود وشاحنات خفيفة مزودة بمدافع رشاشة بحراسة المنطقة.
وكانت اشتباكات بين قوات مسلحة من السودان وجنوب السودان اندلعت في عدد من المناطق الحدودية المتنازع عليها، واتهم كل من الجانبين الآخر في تصريحات صحفية الاثنين، بالمسئولية عن بدء القتال فيها، إذ اتهم جنوب السودان الخرطوم بقصف حقول نفط رئيسية ومناطق أخرى على جانبه من الحدود يومي الاثنين والثلاثاء.
ورد السودان بنفي شن غارات جوية متهما القوات الجنوبية بالمسئولية عن بدء القتال بمهاجمة منطقة هجليج التي تضم أحد حقول النفط الرئيسية السودانية.
وتسبب التوتر الناجم عن هذه الاشتباكات في إعلان الرئيس السوداني عمر البشير تعليق زيارة كان من المقرر أن يقوم بها في الثالث من نيسان/ابريل إلى جوبا لعقد قمة مع رئيس جنوب السودان سلفا كير.
وكانت العلاقات بين البلدين تدهورت منذ كانون الثاني/ يناير بعد خلاف على الصادرات النفطية لجنوب السودان والرسوم التي تأخذها حكومة الخرطوم مقابل استخدام أنابيب النفط لتصديرها، واضطرت جوبا اثر ذلك إلى إيقاف إنتاجها النفطي الذي يمثل 98 في المائة من عائداتها.
وفي تطور آخر أعلن مسئول في الأممالمتحدة الأربعاء، في ختام اجتماع بأديس أبابا لبحث أوضاع قوة حفظ السلام في دارفور، عن عزم الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي خفض عديد قوتهما المشتركة لحفظ السلام في دارفور بسبب ما وصفه بتراجع حدة العنف المنظم في هذا الإقليم غرب السودان.