أكد ماجد عثمان رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن الزيادة السكانية من منظور اقتصادي سلاح ذو حدين؛ موضحا أن يمكن اعتبار زيادة عدد السكان عنصر نمو أحيانا لما تضيفه من طاقات بشرية إذا أحسن استغلالها وعلى الجانب الأخر يمكن أن تؤثر سلبا على جميع القطاعات.
وأشار عثمان خلال الاحتفال بإصدار "التقرير الرابع لمشروع قضايا وسياسات السكان والتنمية" أن مصر قد تنبهت لمشكلة الزيادة السكانية منذ سنوات ،الأمر الذي وضع هذه القضية على أولويات الأجندة السياسية ، ويظهر ذلك بوضوح في خطابات رئيس الجمهورية في لقاءات عديدة.
ومن جانبها أكدت السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان أن مصر وصلت لمرحلة لا تتحمل فيها أكثر من طفلين لكل أسرة، مشيرة إلى أنه يحلو للبعض التصوير بأن هناك التباسا بين الدين و تنظيم الأسرة، رغم أن المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية أكددت مرارا عدم وجود أي التباس في هذا المجال.
وكان الدكتور ماجد عثمان قد افتتح المؤتمر أول من أمس الثلاثاء بحضور مشيرة خطاب والدكتور زياد الرفاعي ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان فى مصر بالإضافة لنخبة من الباحثين والناشطين في مجالات العمل المجتمعي.
يعد هذا التقرير ثمرة تعاون مشترك بين كل من مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ومشروع قضايا وسياسات السكان والتنمية وصندوق الأممالمتحدة للسكان، وقد تم إعداده لمتابعة أداء السياسات والبرامج التي اتبعت في مصر خلال الخمسة عشر عاماً الماضية لتحقيق توصيات وبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي تم تنظيمه في مصر عام 1994 وحضره ممثلو 179 دولة حول العالم.
ويهدف التقرير الرابع الذي تم عرضه خلال الاحتفالية إلى إلقاء الضوء على أهم لانجازات التي تحققت والصعوبات التي واجهت مصر في هذا الصدد.
وناقش التقرير عدداً من القضايا أبرزها الوضع السكاني على مستوى محافظات الجمهورية حيث شهد عدد سكان مصر تزايداً مطرداً وإن كان بمعدلات متفاوتة خلال العقود الماضية وتضاعف 6 مرات خلال القرن العشرين، وهو ما يستلزم وضع سياسات خاصة بخفض هذه المعدلات.
المؤتمر الدولى للسكان والتنمية كما بحث التقرير وضع المرأة في مصر، والصحة الإنجابية والحقوق الإنجابية وما يتضمنه ذلك من مناقشات حول مستوى الطلب على الإنجاب وعلى خدمات تنظيم الأسرة وتحسين للخصائص السكانية.
وتناول التقرير فيروس نقص المناعة (الايدز) بالإضافة إلى دور الإعلام والتعليم والاتصال في تغيير الاتجاهات والسلوكيات في المجتمع، وذلك في إطار ما يمكن أن يقوم به الإعلام بوسائله المختلفة من تهيئة للمواطنين لدفعهم للالتفاف حول الأهداف والخطوات التنموية المختلفة، فضلاً عن مناقشة سبل تعبئة الموارد والمشاركة المجتمعية من جانب المنظمات والهيئات الحكومية والغير حكومية، والتحديات القادمة في هذا المجال.
وشمل المؤتمر خمس جلسات ، كانت الجلسة الأولى بعنوان "السكان والتنمية : هل تستفيد مصر من النافذة الديمجرافية؟" برئاسة الدكتور حسين عبد العزيز ،المستشار بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وتحدث بها الدكتور حسن زكى ،أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.
وتحدث زكي عن النافذة الديمجرافية مشيرا إلى أن التركيبة السكانية فى مصر ستمنح الاقتصاد خلال السنوات القليلة القادمة فرصة سانحة ،إذا ما تم استغلالها يمكن أن يتغير مستقبل الاقتصاد في مصر.
أكد زكي أن مصر قد تدخل فى النافذة الديموجرافية خلال الفترة من 2014: 2024 إذا استطعنا أن نصل لمعدل طفلين فقط لكل أسرة بحلول 2017 على أن تستمر إلى 2040 وإلى 2045 في بعض المحافظات الأخرى، وذلك عندما يكون حجم القوة العاملة فى الدولة من 15: 60 سنة أكبر من نسبة الإعالة (الأطفال والمسنين) .
وكانت الجلسة الثانية بعنوان "المدخل الصحي لقضايا السكان والتنمية" برئاسة الدكتورة مديحة خطاب، رئيس لجنة الصحة والسكان بالحزب الوطني، وتحدث بها الدكتور أحمد رجاء رجب الأستاذ بطب الأزهر والدكتور غادة برسوم مدير برنامج الفقر والنوع والشباب بمجلس السكان الدولي، والدكتورة شيرين شوقي ،أستاذ بحوث بمركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة.
وجاءت الجلسة الثالثة برئاسة الدكتور عبد الباسط عبد المعطي ،أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس تحت عنوان "المدخل الاجتماعي لقضايا السكان والتنمية" وتحدث بها الدكتورة هانيه شلقامي ،أستاذ بحوث مساعد بمركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، والدكتور رمضان حامد أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ، والدكتورة ليلى كامل الأستاذ بطب القاهرة.
فيما كانت الجلسة الرابعة برئاسة الدكتور ماجد عثمان تحت عنوان "التحديات القادمة" ومشاركة كل من الدكتورة سحر السنباطي ،رئيس قطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة، والدكتور صالح الشيمي ،رئيس لجنة السكان بمجلس الشورى، والدكتور طلعت عبدالقوي ، عضو المجلس القومي للسكان، وناهد المنشاوي نائب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية.
واختتم المؤتمر بالجلسة الخامسة والأخير ة برئاسة اللواء أبو بكر الجندي ،رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ، تحت عنوان "قاعدة بيانات السكان والتنمية"، ومشاركة حنان جرجس ،باحث أول بمشروع قضايا بيانات السكان والتنمية، وشريف سمير مطور برامج بمشروع قضايا وسياسات السكان والتنمية.