القاهرة - أ ش أ: عقد الدكتور عبد القوي خليفة محافظ القاهرة اجتماعا اليوم الاثنين بحضور الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة والدكتور عادل زايد محافظ القليوبية، لمناقشة المشاكل الناتجة عن تواجد وانتشار الباعة الجائلين. كما حضر الاجتماع نواب المحافظ الأربعة ومديري أمن القاهرةوالجيزة ، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني وعدد من قيادات المحافظات الثلاث الأمنية والتنفيذية.
وأكد الدكتور عبد القوي خليفة محافظ القاهرة أهمية مشكلة انتشار الباعة الجائلين ، باعتبارها من أهم المشاكل المعاصرة التي تواجه المحافظات الثلاث لما لها من أبعاد أمنية ومرورية وبيئية واقتصادية.
وأوضح المحافظ أن هذه المشكلة تمثل عبئا على المحافظة حيث تستقبل يوميا الكثير من مواطني المحافظات الطاردة للعمالة للعمل كباعة جائلين والوقوف عشوائيا في أية منطقة .. مشيرا إلى صعوبة حصر هؤلاء الباعة فعليا نظرا لتنقلهم طبقا للحركة البشرية وخصوصا أنهم لا يحتاجون إلى رأس مال.
وأشار إلى أن المحافظة قامت بمحاولات كثيرة لتوفير أماكن لهم ، إلا أن صعوبة توفير أراض بوسط المدينة ورغبتهم بالبقاء في وسط المدينة نظرا لكثافة المواطنين والربح السريع العائد عليهم ، وقفت حائلا دون حل المشكلة.
من جانبه ، قال الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة إن هذه الظاهرة لها تأثير كبير على حسن المظهر والحركة المرورية ، وأن سمعة الميدان تنعكس على سمعة المحافظة ككل، ويرجع اللوم على المحافظة والأمن في عدم إحكام السيطرة على الميادين والشوارع.
وأضاف أن تدبير أماكن مخصصة كسويقات لتجميع الباعة الجائلين يمثل جزءًا كبيرًا من حل المشكلة، ولابد من تحديد من له الحق في التواجد بالشارع وطبقا للأولويات، لافتا إلى أن المحافظة في سبيلها لتطوير عدد من السويقات بإضافة الخدمات إليها من كهرباء وصرف صحي ومياه وتعديل وحدات لجذب الباعة إليها مثل سوق ترع الزمر.
ونوه إلى اتفاق مع القوات المسلحة لإقامة عدد من الأسواق على أن تقوم المحافظة بتوفير الأراضي ، كما يجرى الاتفاق مع وزارة النقل لاستغلال أسفل الطريق الدائري تحت الكباري لتوفير أسواق لأهالي كل منطقة.
من جهته، أكد الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية أن ظاهرة الباعة الجائلين موجودة منذ قديم الزمان فهى مطابقة للثقافة المصرية والعمل لتحصيل الرزق ، وناتجة عن عجز الدولة خلال الفترات الماضية لتوفير فرص عمل مما دفع الأفراد للبحث عن فرص عمل بمعرفتهم.
وأكد ضرورة التفريق بين البائع المتجول والبائع العشوائي .. مشيرا إلى صعوبة مراقبة مبيعات هذه النشاطات والتي تزيد بمعدلات نمو سرطانية ، وتحمل مرافق الدولة عبئا ثقيلا يستوجب التعامل معها من خلال حلول تضم محافظات القاهرة الكبرى وليس من خلال حلول منفردة بكل محافظة.
وأكد اللواء تيسير مكرم نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية أن هناك أماكن مخصصة مطابقة للتخطيط العمراني لاستغلالها كسويقات لم يتم استغلالها وأصبحت عرضة للتعديات، ونظرا للقصور في مصادر التمويل لابد من إشراك جهات ممولة مثل الصندوق الاجتماعي ، وصندوق تطوير العشوائيات ومشاركة الجمعيات الأهلية الجادة وكذلك ضرورة إدماج الباعة في روابط وكيانات لتجميع البيانات وإمكانية حصرهم بدقة.
وطالبت الدكتورة سهير حواس من جهاز التنسيق الحضاري بضرورة مواجهة الأمر بحسم حقيقي وتطبيق قانون الإشغالات 144 لسنة 1956 وتعديله بتغليظ العقوبات لتتناسب مع الغرامة.
وأكدت ضرورة عودة الانضباط حتى داخل الأسواق الفرعية والتي أصبح شاغلوها غير ملتزمين ويخرجون إلى نهر الشارع ، وكذلك إخلاء كباري المشاة والحفاظ عليها من التعدي على الملكية العامة.
وفى ختام الاجتماع، أكد الدكتور عبد القوي خليفة محافظ القاهرة على ضرورة تشكيل لجنة فنية مشتركة من قيادات المحافظات الثلاث لمتابعة توصيات الاجتماع بضرورة توفير أماكن بديلة لنقل الباعة الجائلين وإخلائهم من الميادين العامة ، وتوحيد آلية التعاون معهم في حالة نقلهم إلى مقرات ثابتة سواء بالإيجار اليومي أو الأسبوعي أو الشهري أو بحق الانتفاع وكذلك استكمال الحملات الأمنية التى تقوم بها مديريات أمن المحافظات الثلاثة.