كشف مسئول أمريكي كبير عن أن اسم الجندي الأمريكي المتهم بقتل 16 أفغانيا مدنيا في قندهار بأفغانستان هو الرقيب "روبرت بيلز"، وهو الذى أمضى 11 عاما في الجيش الأمريكي ويبلغ حاليا من العمر 38 عاما. وتقتضي السياسة العسكرية الأمريكية بعدم الكشف عن اسم المشتبه فيهم إلا بعد توجيه تهمة لهم، إلا أنه لم يتم حتى الآن توجيه تهمة محددة لبيلز، وقد تم نقله أمس من الكويت إلى مركز احتجاز عسكري في فورت ليفينوورث بولاية كنساس ، حيث سيحتجز في زنزانة انفرادية في انتظار الاتهامات التي ستوجه اليه.
وقال الجيش في بيان ان "الجيش يؤكد ان السارجنت روبرت بيلس نقل الى فورت ليفينورورث في كانساس . وبيلس سيحتجز في سجن قبل المحاكمة.
وأفادت التقارير بأن بيلز كان قد خرج من قاعدته في قندهار بجنوب أفغانستان الأحد الماضي وأطلق النار على مدنيين أفغان، مما أدى إلى مقتل 16 منهم معظمهم من الأطفال والنساء وإصابة عدد آخر، مما أثر سلبا على العلاقات الأمريكية-الأفغانية التي شهدت قبلها توترا آخر على ضوء حرق جنود أمريكيين لنسح من المصحف الشريف في قاعدة باجرام الأمريكية.
وقد حذر مجلس العلاقات الخارجية من تداعيات المجزرة الدموية التي اقدم عليها قناص الجيش الأمريكي، مشيرا إلى أن من شأنها مفاقمة العلاقات الثنائية المتوترة أصلا بين الولاياتالمتحدةوأفغانستان، خاصة وأنها جاءت في اعقاب "حرق جنود حلف الناتو دون قصد نسخا من المصحف الشريف الشهر الماضي.
وأشار المعهد إلى أن بعض الساسة الأمريكيين يعزون اطلاق النار من قبل القناص الأمريكي الى "الاجهاد الذهني والنفسي الذي يتعرض له الجنود" فيما قال البعض الآخر، وهم الأقلية، أن الأمر يشكل "مؤشرا على الفشل الاستراتيجي الأمريكي الأبعد في أفغانستان"، وطرح المعهد عددا من الخيارات السياسية المتاحة، وهي: "ضرورة التوصل الى مخرج سياسي والانسحاب عاجلا وليس آجلا، أو تطوير مخرج سياسي متقن يقضي بضم بعض أو كل المجموعات المنضوية تحت لواء طالبان للتوصل الى وقف لإطلاق النار وإلى ترتيبات للمشاركة في بالسلطة تلقى مساندة ودعما من دول الجوار.. وهو ما يتطلب بعض الوقت والتحلي بالصبر".
أما مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فقد كان أشد انتقادا للسياسة الأمريكية، ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة عليها أن تدرك أن استراتيجيتها الراهنة تتحول الى واجهة من شأنها زيادة الاوضاع سوءا، وعليها الاقدام على اتخاذ قرار قاس.. وتتجه نحو استراتيجية للخروج أو إعادة صياغة الجهود الأمريكية الراهنة بالتعاون مع حلفائها من أجل التوصل لإستراتيجية انتقالية حقيقية .
وحول المجزرة الاخيرة ضد المدنيين الأفغان، قال المعهد إنها "تسلط الضوء على المصاعب المتنامية التي تواجه الولاياتالمتحدة في استنباط أي من الاستراتيجيات لأفغانستان ... ومن الخيارات المتاحة الخروج الذي يرافقه النفي.. أو استراتيجية خروج صادقة.. أو خطة انتقالية حقيقية".