نقلا عن (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك) تتجه الولاياتالمتحدة الى تكثيف تواجدها العسكري في منطقة الخليج العربي المكتظة أصلا بالتواجد العسكري، وجاء تذكير بهذا آخر شهر يناير بعد نشر أخبار عن إرسال قاعدة عسكرية أمريكية عائمة لترسو في الخليج العربي.
وقد قرر البنتاجون إرسال قاعدة عائمة ضخمة لفرق الكوماندوز إلى الشرق الأوسط، ترسو في مياه الخليج العربي بالتزامن مع تصاعد التوترات مع إيران وتنظيم القاعدة في اليمن والقراصنة الصوماليين، جنبا إلى جنب مع تهديدات أخرى.
وجاء في الأخبار الصحفية أن الإجراء يأتي "استجابة لمطالب من القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، وتعمل البحرية على تحويل سفينة حربية عتيقة تسمى “السفينة الأم” كانت قد خططت لوقفها عن الخدمة إلى قاعدة عائمة لقوات الكوماندوز".
ويمكن أن تضم القاعدة العائمة قوارب فائقة السرعة صغيرة الحجم ومروحيات.
و أشار النبأ إلى أن “قوات العمليات الخاصة جزء أساسي من إستراتيجية إدارة أوباما لزيادة سرعة استجابة الجيش في ظل مواجهة البنتاجون تخفيضات في الإنفاق تقدر على الأقل ب487 مليار دولار خلال العقد المقبل”.
التحركات المستقبلية: اعتبر الكثيرون أن إعادة تجهيز سفينة الإنزال المسماة ”يو اس اس بونساي” قد تكون خطوة متوسطة على طريق إنشاء قاعدة متقدمة حديثة للقوات الخاصة، وتقضي الوثائق المالية الصادرة عن وزارة الدفاع بان يخصص سلاح البحرية الأمريكي في السنة القادمة أموالا لهذا الغرض.
هذا ويفيد مسئولو وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، بأن هذه القاعدة العائمة، ما هي إلاّ نسخة أولية من مشروع ضخم يُطلق عليه تسمية: “المنصّة المتحرّكة، Mobile Landing Platform”، وهو عبارة عن سفينة دعم لوچستي عملاقة، أُنيطت بعهدة شركة “جنرال دايناميكس ناسكو، General Dynamics Nassco ، الشهيرة.
كما قام عدد من المسئولين بوزارة الدفاع الأمريكية بإيضاح أن السفينة “بونساي” ستعمل كبديل بشكل مؤقّت إلى أن تنهي البحرية الأمريكية أشغال قاعدة أجود وأحدث.
كما أشاروا إلى أنّ إعادة التأهيل لن تختصر على هذه السفينة فحسب، بل ستشمل سفنا أخرى من بينها المسمّاة “مارك 5 زودياكس،Mark 5 Zodiacs ” و “ريجيد هال إنفليتبل باوتس،Rigid Hull Inflatable Boats “.
وقالت جريدة الوول ستريت جورنال أن الاتجاه لاستخدام بعض السفن كقواعد عائمة يتسق مع اتجاه إدارة اوباما إلى تنفيذ عمليات عسكرية خطيرة على نطاق صغير وبشكل خافت وسري وبشكل يشمل اقل شكل من انخراط القوات التقليدية.
القدرات العسكرية للقاعدة: جدير بالذكر أن سفينة “بونساي” قادرة على حمل مروحيات من طراز “إم إتش-53″ وطائرات دعم، وعادة تستخدم هذه السفن والطائرات من قبل القوات الخاصة، وتسمى بقاعدة متقدمة يمكن أن تتمركز فيها المروحيات والزوارق السريعة من شتى الأنواع ناهيك عن تقديم الدعم لكاسحات الألغام والسفن التي تقوم بالدوريات والطائرات.
الموقف تجاه إيران: ومن الجدير بالذكر أن كثير من المحللين يرون أن التحرك الأمريكي هو حلقة في سلسلة الضغوط التي تمارس من قبل الغرب وإسرائيل ضدها، بدءاً من التهديدات الإسرائيلية بضرب المفاعلات النووية، ثم تعرض عالم نووي إيراني للاغتيال الشهر الماضي، وانتهاء بهذه السفينة العسكرية، مشيراً إلى أنه لا يمكن قراءته إلا في هذا السياق، لاسيما في ظل وجود سبع قواعد أمريكية في الخليج، وبالتالي فإن أمريكا ليست في حاجة إلى إقامة قواعد عائمة أو أرضية أو إرسال أسلحة جديدة إلى هناك.
توصيات: وعلى صعيد آخر فإن الدول العربية قد أوصت بمعرفة قدرات وتحركات الولاياتالمتحدة في المنطقة، ومن خلال تلك القواعد العائمة عن قرب حتى لا تفاجأ الدول العربية بأية خطوات أمريكية أو إسرائيلية بدون علم تلك الدول، وهو ما قد يسبب لها تكلفة مالية باهظة في حال نشوب حرب بدون أن يكون لها دور أو معلومات عنها، كما أن على الدول العربية ممارسة سيادتها في المنطقة حتى لا يكون إهمال ذلك دعوة للمزيد من التدخل في المنطقة.