أكد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن مصر هي المحور المركزي في حياة البلدان العربية بشكل عام وللقضية الفلسطينية بشكل خاص ..معربا عن أمله في أن تحل كل القضايا في مصر ضمن مسلسل يستجيب للتضحيات الكبرى التي قدمها الشعب المصري خلال ثورة 25 يناير التي يجب أن تلبي نتائجها طموحاته . وانتقد حواتمة في حوار لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في دمشق بعض الدول العربية التي قطعت وعودا على نفسها لمساعدة الاقتصاد المصري حتى ينهض من جديد لكنها لم تنفذ هذه الوعود في الوقت الذي تتغنى هذه الدول وفضائياتها بالثورة المصرية وبالانتفاضات العربية.
وأشار إلى أن هذه البلدان تنتظر حتى تستقر الأمور ليقدموا ما وعدوا به بينما من المفروض أن يقدموا مساعدتهم مباشرة لان هذا يساهم في حل الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المعلقة في مصر.
وأكد حواتمة أنه على الرغم مما تشهده مصر حاليا من أمور تجعلها تهتم أساسا بالشأن الداخلي إلا أن المسئولين عن الملف الفلسطيني في القيادة المصرية واصلوا الجهد الكثيف من أجل عقد اجتماع للقيادة الفلسطينية لتنفيذ اتفاق 4 مايو 2011 الذي عقدناه ووقعنا عليه جميعا في القاهرة.
وقال نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن اتفاق 4 مايو لا يزال معلقا لان هناك قوى مسئولة عن تعطيل الاتفاق بسبب الاشتباكات على قضايا جزئية فيما بينها أدت إلى سلسلة من الاعتقالات المتبادلة بين فتح وحماس وتعطيل سيولة العلاقة بين أبناء الشعب الواحد في الضفة وقطاع غزة وتعطيل جوازات السفر للمواطنين الفلسطينيين.
وتابع حواتمة:إن الفصائل الفلسطينية اجتمعت في القاهرة برعاية مصرية في نهاية شهر فبراير الماضي..وكان من المفروض بدلا من إغراق الاجتماعات بسلسلة من القضايا الجانبية أن تتركز الحوارات عدد من الاتفاقات منها..أولا تطبيق اتفاق مايو وعلى برنامج سياسي موحد مشتق من الاتفاق..وثانيا حكومة توافق وطني كما ورد في الاتفاق وبعده في اتفاق الدوحة بين الرئيس محمود عباس أبو مازن وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس برعاية أمير قطر بموافقة حماس على أن يشكل عباس ويرأس وزارة التوافق الوطني بمشاركة شخصيات مستقلة.
واستطرد قائلا: وثالثا أن نقرر بحضور جميع الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية الفلسطينية قانون انتخابات واحد للشعب الفلسطيني حتى تقوم حكومة التوافق الوطني بالإعداد والإشراف على انتخابات تشريعية ورئاسية في السلطة الفلسطينية وانتخابات لمنظمة التحرير الفلسطينية وخاصة البرلمان الموحد أي المجلس الوطني لمنظمة التحرير داخل الأرض المحتلة وفى الشتات وفقا لقانون التمثيل النسبي الكامل بالقوائم المغلقة .
وأضاف أنه كان أيضا من المفروض خلال الاجتماع الذي انعقد في القاهرة قبل أيام أن نستأنف هجومنا السياسي باتجاه انتزاع قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف بفلسطين دولة في الأممالمتحدة وبحدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس العربية المحتلة حتى نؤمن القرار الدولي الذي يشكل مرجعية للمفاوضات عندما يصبح ممكنا استئناف المفاوضات لان 20 سنة مع المفاوضات مع إسرائيل انتهت إلى الطريق المسدود لأنها كانت مفاوضات وعلى رأسها أوسلو بدون مرجعية دولية وبدون رقابة دولية وبدون سقف زمني ولذلك حكومات إسرائيل بعد أكثر من 20 سنة من المفاوضات لم تستجب لأي من قرارات المجتمع الدولي والأممالمتحدة.
وقال نايف حواتمة "علينا أن نعود إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة فننتزع هذا القرار ليحل ثلاث قضايا كبرى موضع نزاع مع الحكومة الإسرائيلية .. وهى إننا دولة معترف بها من الأممالمتحدة وعضو فيها .. وثانيا وهى حدود 4 يونيو 1967 وعليه تكون المفاوضات لها مرجعية دولية بشأن الحدود .. وثالثا العاصمة القدس نقيض سلوك إسرائيل المتواصل لتهويد القدس وإنكار أن القدس أرض محتلة يجب أن تعود للشعب الفلسطيني أيضا بموجب رفض الأممالمتحدة لضم إسرائيل للقدس .
وأردف:إنه من الآن وحتى تتشكل حكومة التوافق الوطنية على عباس أن يتخذ قرارا بإعادة النظر في كل السياسات الاقتصادية والاجتماعية لحكومة السلطة الفلسطينية حتى تلبى الحدود الدنيا من تعزيز صمود الشعب في الأرض المحتلة والنهوض الشعبي الشامل في المقاومة الوطنية ضد الاحتلال وغول الاستعمار وتوسع الاستيطان الإسرائيلي.
وقال إن هذه القضايا والعناوين الكبيرة من أجل تطبيق اتفاق 4 مايو 2011 الذي وقعنا عليه جميعا نايف حواتمة، محمود عباس، خالد مشعل وثلاثة عشر فصيلا فلسطينيا فضلا عن عدد من الشخصيات المستقلة.