مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء    محافظ الإسماعيلية يوافق على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني    حماس ترفض زيارة الصليب الأحمر للأسرى في غزة    وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على اجتياح لبنان    ناصر منسي: هدفي في السوبر الإفريقي أفضل من قاضية أفشة مع الأهلي    ضبط نسناس الشيخ زايد وتسليمه لحديقة الحيوان    انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء    أحمد عزمي يكشف السر وراء مناشدته الشركة المتحدة    صحة دمياط: بدء تشغيل جهاز رسم القلب بالمجهود بالمستشفى العام    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    كيفية التحقق من صحة القلب    موعد مباراة الهلال والشرطة العراقي والقنوات الناقلة في دوري أبطال آسيا للنخبة    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    كيف استعدت سيدات الزمالك لمواجهة الأهلي في الدوري؟ (صور وفيديو)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    تم إدراجهم بالثالثة.. أندية بالدرجة الرابعة تقاضي اتحاد الكرة لحسم موقفهم    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"محيط " فى آخر حوار مع الداعية الاسلامى رفاعى سرور قبل وفاته (فيديو)
نشر في محيط يوم 27 - 02 - 2012

* الشريعة قبل السلطة و أبو إسماعيل قلب الحالة الثورية
* الحالة الثورية في مصر متجسدة في حازم أبو إسماعيل
* علي الإسلاميين ان يبقوا علي الحالة الثورية
* أكبر خسارة للحركة الإسلامية وجود هذا الإعصار الحزبي
* يجب ان يظل العمل الحزبي في خانة الاستثناء لا الأساس
* العمل الحزبي بطبيعته عمل انقسامي وانشقاقي
* العمل الحزبي مهرجانات ويجب الحفاظ علي أخلاقيات الجماعة
* يجب ان تسقط رموز الدعوة الفاسدة في المرحلة القادمة

حوار عمرو عبد المنعم

رحل عن عالمنا منذ أيام قليلة الشيخ رفاعي سرور صاحب الأخدود ، نعته الحركة الإسلامية كلها ، بداية من جناحها القاعدي أيمن الظواهري ، مرورا بجماعة الإخوان المسلمين ، وانتهاء بجناحها السلفي (حزبي النور والأصالة) ، كان لي شرف حضور لقائه الأول مع مرشح الرئاسة حازم صلاح أبو إسماعيل ، وكان في قمة الحماسة له رغم انه لم يتعرف عليه إلا منذ وقت قريب .

دارت مناقشات كثيرة بيني وبين أسرته الكريمة قبل أن أقوم بهذا الحوار ، والذي لم أكن أتخيل أنه حواره الأخير ،كان رجلا بسيطا سهلاً يملك ناصية القول، زاهد في مسكنه وهيئته ، وعدني أن أسجل مشوار حياته بعد هذا الحوار ، لكنه دخل في غيبوبة وربما تقاعست (أنا) وانشغلت عن تنفيذ هذه المهمة الجليلة والسامية .

الشيخ رفاعي سرور هو أحد دعاة السبعينيات ، مولع بالكتابة والتنظير الفكري من أشهر مؤلفاته "التصور السياسي للحركة الإسلامية"، وكتاب "قدر الدعوة" الذي ناقش فيه ارتباط منهج الدعوة بالقدر والسنن الثابتة ، وكتاب "عندما ترعى الذئاب الغنم" الذي صدره بالبيت "وراعي الشاة يحمي الذئب عنها... فكيف إذا الرعاة لها الذئاب"، ثم كتابه "علم الحديث منظور إعجازي " حدد فيه الإطار الدعوي والحركي لعلم الحديث .

الرجل في هذا الحوار الذي يحمل وصاياه الأخيرة لجيل الحركة الإسلامية القادم ، يدعو لتكون قضية الشريعة الإسلامية الغراء محور اهتمام وتفاعل التيارات السياسية ، يري أن العمل الحزبي يجب أن يكون في حيز الضرورة ، لأنه بطبيعته عمل انشقاقي وانقسامي ، يري أن روح العمل للإسلام بشكل الحركات والتيارات التقليدية أفضل لها ، ويري أيضا أن الحالة الثورية الإسلامية متجسدة تجسيدا حقيقيا في مرشح الرئاسة حازم صلاح أبو إسماعيل ، الذي بكاه في جنازته بكاءاً شديدا .

الشيح رفاعي له رؤية مختلفة عن السياق الإسلامي الإخوان والسلفي ، هو صوت وضمير الحركة الإسلامية الثورية الصاعدة في العمل السياسي الآن ، هو الآن عند مليك مقتدر ، رحل عن عالمنا بعد أيام من إجراء هذا الحوار الهام ، ليترك لي مهمة توصيل هذه الآراء والأفكار ، لذلك وجدت صعوبة شديدة في حملها لكم في إنفراداتنا الدائمة بشبكة الإعلام العربية "محيط" .

إليكم هذا اللقاء فقد سكت الصوت وأنفصل الحسد عن عالمنا (فيديو)
، ولكن بقي إلي الأبد فكر وتاريخ وحركة الرجل ، رحمة الله عليك أيها الشيخ الجليل وأسكنك فسيح جناته وألهم أسرتك ومحبيك الصبر الثبات ، وإليكم هذا الحوار الأخير مع الداعية والمفكر الإسلامي الكبير الشيخ رفاعي سرور :

انتقد البعض مشاركة الإسلاميين في الانتخابات الأخير؟

لابد من تحديد خط لاحتمالات الموقف والصراع الدائر الآن ، لأنه من خلاله نفهم جميع التفاصيل ، وهو خط التدافع الساخن بين القوى الإسلامية السياسية والقوى المعادية لها ويتحدد على أثره منهج الإسلاميين مع هذا الواقع الراهن .

ولو عجزت السلطة في مواجهة الإسلاميين فسوف تسمح بمجلس شعب فاقد الفعالية والتأثير، ولو عجزت وأصبح مجلس الشعب بفعاليته وتأثيره فسوف يمنعك من الوصول للرئاسة ، ولو عجز يسمح لك بالرئاسة فاقدة الفعالية والتأثير من خلال المبادئ الدستورية الحاكمة والوثيقة التي طرحت أخيراً .

كل ذلك القصد منه إثبات وصاية من الجيش على منصب الرئاسة ومجلس الشعب ولو عجز عن منعك من الوصول للرئاسة وكذلك تفريغ المنصب من تأثيره ، يسمح لك برئاسة حقيقية ولكن يلغملك الواقع والدولة بحيث تعجز عن إدارة شئونها .

والمقصود من كل ذلك دفعك للدخول في تجربة فاشلة وستكون محسوبة على القضية الإسلامية والتوجه الإسلامي وصورته التاريخية في النهاية ، والواقع يسقط القضايا الرئيسة في حس الجماهير ، فعلي سبيل المثال نكسة 67 أسقطت الاشتراكية في مصر، وبهذا المنطق نقول أن العلمانية ساقطة لأنها المذهب الذي حكم في عصر مبارك ويجب أن نحاسبها على كل مساوئ العهد السابق .

هل تخشى أن تمر التجربة السلامية بمرحلة اختبار فتسقط ؟

طبعا ، لأنه لو حدث الفشل لن تستطيع استكمال التطبيق .

ما هي الكيفية في إدارة هذه المرحلة ؟

لو حاول هو تلغيم الواقع سوف يجر البلاد لحالة أشبه بالتخريب المتعمد في البنية التحتية والخدمات ولو استطعت أن تقاوم وتقف على رجلك كقوة حاكمة إسلامية ،سوف يدخلك بعد ذلك في مرحلة التقسيم، وهناك علاقة بإقامة الحكم الإسلامي ومسألة التقسيم التي يقوم بها الاستعمار .

ونعود مثلاً للسودان وجعفر النميري عندما أعلن تطبيق الشريعة ، وكان معروف ميوله الأمريكية ، ولم يكن هناك أي ضغط شعبي يدفعه لهذا التصرف ولذلك أثار تساؤلات الإسلاميين وغيرهم ، لماذا فعل ذلك الأمر .

وهل أمريكا سوف تسمح بذلك ؟

أمريكا لا تسمح بأي بادرة لإقامة الشريعة وتتصرف سريعا ، كما جرى في نيجريا لما حاولوا تطبيق الشريعة ، وعلي الفور سافر كلينتون إلي هناك ورجع بقرار منع تطبيق الشريعة وأيامهم صوروا الناس يرقصوا رقصة أكلي لحوم البشر ليقول هؤلاء من كانوا يريدون تطبيق الشريعة ويسيئون لشكل الشعب هناك .

اما في السودان أيام جعفر نميري فقد حاول تطبيق الشريعة بقرار من أمريكا ، ولكن بهدف خفي و هو تقسيم السودان، لأنه لما أعلن تطبيق الشريعة ، الأقلية ( النصارى) قالوا ليس لدينا مانع ولكننا لن نطبقها علينا ، وهنا النميري قبل أن يكون لهم نظامهم المختلف فحدث تباين في النظام السياسي في الدولة الواحدة .

وهو ما جرى أيضا في العراق فكردستان وغيرها تمت فصلها واستقلالها علي اعتبار أن كل منطقة لها نظامها الاقتصادي الخاص بها وكذلك الخصوصية في العمل السياسي والعلاقات الدولية .

وهذه الخصوصية مثل القلم الرصاص يعمل خط ثم يرسم فوقه ، وفي مصر لو أقيمت الشريعة سوف يفتح باب لتقسيم و قبل أن يصل الشعب لمرحلة الإذعان لتطبيق الشريعة سيتم منعها ، ولو تم ذلك فسوف يرفض النصارى ويحدث انشقاق في النظام السياسي يتبعه انشطار في الدولة وتبدأ خطة التفتيت واو ما أطلق عليه إنا "الحتمية اليقينية" .

ما علاقة فكرة التقسيم بتطبيق الشريعة ؟

لأن المسلمين لما تقول نطبق الشريعة فسوف يرفض النصارى وهنا تصبح فكرة التقسيم هينة علي النصارى وتخرج علي طول فكرة الانفصال أو الدعوة للانفصال ، فالنصارى في السودان اخذوا الجنوب وأصبح سهل في الشمال أن يكون المسلمون وحدهم ، وأعداءهم مدركين لهذه الحالة النفسية القلبية عند الشعوب الإسلامية .

فتصدير قضية الشريعة يطرح علي الفور فكرة التقسيم ويتم التعامل مع حالة التقسيم تعامل ينهي فكرة تطبيق الشريعة ، ويقضي عليها ، فنحن في مرحلة منع وصول الإسلاميين لمجلس الشعب ولو تم الوصول يبدأ يفرغه المجلس من فاعليته كما ذكرت ، وهنا المح تصريحات البعض حين قالوا ليس من حقه المجلس ان يفعل كذا وكذا أو يفعل كذا مما أثار ذلك سخرية فطاحل السياسيين مثل د نادية مصطفى ود هبة رءوف ود سيف عبد الفتاح كلهم تساءلوا ما هو مجلس الشعب الذي لا يحق له كذا وكذا .

كيف يخرج الإسلاميين من هذا المأزق ؟

لازم نؤمن أننا لازلنا في حالة الثورة وأعداءنا يراهنوا على ضعف الحالة الثورية وبرودة الموقف ، لذلك فجمعة 18 نوفمبر علي سبيل المثال ، حافظت على المستوى الثوري ل25 يناير، لأنه من المفترض أن الناس تكون حسها الثوري ضعف بعد فترة من الثورة ، وبالتالي يجب الرجوع بالناس لما قبل يناير، وهذا ما جعل الموقف قاسي الضرب والقتل والرمي في الزبالة (لأنه عايز يرجعك ) ، حالة لم يشهدها الموقف حتي في 25 يناير ، لذلك الميدان امتلاء سريعا لما شعر الناس أن هناك تحدي يواجهونه .

هل من الممكن توحيد الصف الإسلامي في المرحلة القادمة ؟

اتفقنا أن الحفاظ على الحالة الثورية لابد ان تبقي ،و كذلك وحدة الموقف من الإسلاميين مع اختلاف توجهاتهم رغم صعوبة ذلك ، والذي لا يعرفه الكثيرين أننا كإسلاميين انطلقنا من منطلقات مختلفة والسبب أنه لم يكن في الواقع من يقتدي به لان الإخوان كلهم كانوا في السجون وسنة 63 و65 فكرنا في المواجهة ونحن شباب ، إن اختلاف المنطلقات ترتب عليه اختلاف المناهج والتوجهات وظللنا على ذلك في الستينيات والسبعينيات .

ولما ظهر شكري مصطفى زعيم ( التكفير والهجرة )عملت المستحيل نبقى جماعة واحدة لأنني غير متخيل أن بلد واحدة بها جماعتين إسلاميتين ، ثم تكونت جماعات بعد ذلك كثيرة ، فشعرت بخلل أو أن هناك سر وراء ذلك ، فأدركت نتيجة أنه لما تكون مع جماعة يشعر الفرد فيها أن هذا هو الحق ، وهكذا مع الجماعة الأخرى .....

فاتضح أن السبب غياب مفهوم الحكمة ، لأنه واضح الاتجاه النظري عندنا ، وليس عمل مبني علي واقع مدروس ، أما الحكمة تضع حق التطبيق في الواقع من الناحية العملية ، وهنا فهمنا أن الإثبات النظري للاتجاه لا يكفي أن يكون أساس للتطبيق، ولكن الحكمة حاسب الصواب الكاملة في ضمير الداعية التي تحدد له سبيل الوصول للغاية ، وهنا عملت كتاب في هذا الموضوع لمعالجة هذا الخلل وهو كتاب " حكمة الدعوة " .

لذلك تبين لي بعد فترة أن وحدة المواقف صعبة لأننا كتوجهات إسلامية مختلفين سلفية وجهاد وجماعة إسلامية وسلفية إسكندرية وغيرهم، فلما الجماعات تدخل في الممارسة السياسية تظهر طبيعتها وهي ممارسة خلافية في الأساس يعني طبيعة السياسة اختلاف ، فيضاف ذلك للاختلاف داخل الإطار الفقهي ، الخلاف المنهجي والفكري والحركي أيضاً، وعلى هذا الأساس لا يمكن أبدا أن يكون هناك كيان واحد ولكن ممكن أن يكون هناك تصور واحد من خلاله موقع كل كيان وإحداثيات العلاقة بين الكيانات ويشعر كل منهم بدوره ومنهجيته متحققة في التصور الشامل للجميع، ونقيم بعد ذلك موقف سياسي إسلامي واحد.

العمل الجماعي والعمل الحزبي

أنت مع التعدد ؟

هو أمر واقع ، وأتعامل معه ، لأنك لا تستطيع تقول لهم أصبحوا كيان واحد، ولكن تصور يشمل الجميع وكل منهم يؤدي دوره من خلال التصور الذي ذكرته ، وهو موقف لا يقل قيمة وتأثير عن وحدة الكيانات .

ما رأيك في أداء الحركة الإسلامية في الانتخابات ؟

أنا أعقد مقارنة دائما بين الحزب والعمل الحزبي والجماعة والتنظيم والعمل التنظيمي ، فأخلاق الحزب تختلف عن أخلاق الجماعة ، والعمل الحزبي بطبيعته عمل انقسامي وانشقاقي ، وقائم على محورية الشخصية ، وتوجه خاص ، وبرامج الأحزاب تكاد تكون مشتركة ولكن هناك جزء بسيط يجعل لجنة الأحزاب توافق عليه .

لكن الجماعة قائمة على أخلاق الجماعة والإخلاص، أنظر مثلاً قيام الليل و الإيثار ونكران الذات ، أما العمل الحزبي لا يوجد به إخلاص فهو مبني على السمعة والرياء وحب الظهور هذا تصوري، والعمل الجماعي به الرقائق والتعبد والأخلاقيات وهي أخلاقيات الجماعة ونكاد نفتقدها تماما في الإعصار الحزبي ، ودا أكبر خسارة ممكن تتعرض لها الحركة الإسلامية في الوقت الراهن .

يعني هل العمل الحزبي خطر علي العمل الإسلامي ؟

أقول الجماعة ما قبل الوصول للدولة والسلطة ، أهم ما يميزها الإخلاص لله والتعرض للخطر والتضحية والبذل والإيثار ، ومسألة الرقائق والتعبد والإخلاص، في الحزب الأمر مختلف ، فليس به تعبد أو تهجد ، والحزب مهرجانات ، فيجب أن نحافظ على أخلاق الجماعة .

لذلك أقارن بينهما لأخرج بفكرة ضرورة إنشاء تيار إسلامي عام يعالج أخطار العمل الحزبي ويحافظ على مضمون الدعوة العقدي والأخلاقي والشرعي بحيث يظل العمل الحزبي في خانة الاستثناء والاضطرار ولا يتحول لأصل وأساس .

لأنه لو غابت أخلاق الجماعة أصبح العمل الحزبي هو الأساس وبذلك تتحول الحركة الإسلامية التاريخية المبنية على مرتكزات التوحيد والجهاد والنسك والولاء والبراء والتعبد تتحول لإعصار حزبي قاتل فارغ المضمون هش لا يقاوم ويمكن القضاء عليه بأي وسيلة وبسهولة .

ما هو التصور السياسي المطلوب للحركة الإسلامية ؟

أكدنا علي الحفاظ على الحالة الثورية ووحدة المضمون التي يجب ان يركز عليها التيار الإسلامي في المرحلة القادمة ، أما من حيث الوعي فيجب ان يكون لنا تصور سياسي للحركة الإسلامية لأنه الذي يحقق رؤية السياسة الواحدة التي هي أساس الوعي ونحن بأمس الحاجة لتحقيق الوعي الذي ينشأ عنه رؤية واحدة وموقف واحد لمواجهة أخطار المرحلة .

حازم صلاح ابو اسماعيل

أيدت مؤخراً حازم أبو إسماعيل، رغم ان الكثيرين يتخوفون منه حتي من بعض الإسلاميين ، لماذا دفعت بتصورك ناحيته ؟

واقع الحالة الثورية الآن هو الشيخ حازم ، لأنه وصل لمرحلة الرمزية أي أصبح الرمز للقضية الثورية الإسلامية
فالشيخ حازم تبنى القضية بأبعادها الكاملة وعبر عنها بأكمل صياغة سياسية ، وكان جريء، وجهر وواجه ونجح ، على المستوى الإعلامي وكل الحلقات والفضائيات شاهدة ، وهناك جانب قدري ، وهو أنه له قبول عند الناس، فأصبحا الجميع يحبه .

حتى المذيعين الذين وضعوا أفخاخ له انتهت بالإقرار والاعتراف والتقدير له ومنطق تصرفاته ، منطق البيعة على إقامة الشرع والبيعة المباشرة ، بصرف النظر عن الحالة السياسية وبعيدا عن القوى السياسية فحساباته ليست قائمة على تقييد الإخوان والسلفيين والجهاد .

أليس هذا موقف استباقي ؟

أبو إسماعيل حد باني حساباته على أساس إقامة شرع الله ويتحرك على مستوى الشعب كله ، وأصبح الموقف قائم بمنطق البيعة المباشرة على إقامة الشرع بصرف النظر عن القوى السياسية والنظام وكل هذه الأمور .

أنالا أتعامل مع الشيخ حازم كشخص ولكن كقضية ، واختار انسب أسلوب للدخول معه وهو قضية الشريعة وتطبيقاتها علي واقع الناس وحياتهم ،لذلك ادعوا الناس لتعامل معه .

و هذه قضيتي . وأتصور أن المشكلة الحقيقية أمام المجلس العسكري هو الشيخ حازم وأن مضمون الصراع في المرحلة القادمة حازم والمجلس ، لأن جميع القوى السياسية الأخرى يمكن التعامل معه بسهولة .

كيف يتعامل الإسلاميون مع المجلس العسكري وقراراته ؟

كل واحد يتعامل مع المجلس من منهجيته التي نشأ عليها ، فتعامل الإخوان مع المجلس نفس نمط تعاملهم مع أي رئيس سابق ، وكذلك السلفيين نفس المنهجية القديمة ، وأنا هنا لا أقول صح أو غلط .

اما الشيخ حازم تعامله مع المجلس بنفس منطلق الذي ورثه عن أبوه في مواقف المواجهة، فهو مؤسس موقف ،وهذا يفسر مواقفه، ولو تحب تشوف شفرة تصرفاته ومواقفه تلاقيها محددة في إدراكه لمخطط المجلس العسكري بشكل كامل .

هو يملك مواجهة منفردة في ذلك عن غيره من المرشحين بلا موائمات وتوازنات ، وتبقى هناك إجابات ضرورية في بعض تصرفاته منها لما قال أن المجلس العسكري يمشي خلال 24 ساعة أو يركب الطائرة وهذه المقولة أخذت عليه، وكان يعني أن بعد محمد محمود سقطت شرعية المجلس ، فالمجلس سقطت شرعيته مع أول طلقه في شارع محمد محمود لأنه هكذا تخلي عن الثورة وهاجمها .

ولكن من حيث الاتفاق السياسي الواقعي فهو متفق أن أخر ابريل موعده النهائي ولكنه أعلن سقوط شرعية، وهو تطويل منه بالمناسبة ،ويظهر من كل ذلك أنه غير متعاون مع باقي الشيوخ و خارج عن الإجماع وهي كلمة تتطلب أن نفهم هل هناك إجماع لنقول أنه خرج عنه .

قيل ان أبو إسماعيل خرج علي إجماع القوي السياسية المصرية في كثير من مواقفه ؟

هل هناك أصلا رؤية سياسية واحدة وموقف واحد خرج عليه الشيخ حازم ، كل ذلك غير موجود . وحملة تأييد حازم لا علاقة له بها علي الإطلاق ، وعندما رد علي موقف تغطية تماثيل الإسكندرية ، كان من ناحية حرية التعبير .

لان الإعلام تناول مؤتمر السلفيين بانتقاد حاد ، فرد حازم بلباقة كعادته ، فقال انه كان فيه مؤتمر بأمريكا ووجدوا أن التماثيل مضمونها يتنافى مع المؤتمر (فقالوا نشيله ) البعض رفض وأقترح البعض تغطية التمثال .

أعتقد ان رد الشيخ حازم كان بمنتهي المنطقية والرقي الحضاري ولكن الموضوع نفسه تاريخي ، وضربت مثل بثورة 52 عندما أقامت الثورة مؤتمر في ميدان محمد علي ، وكان هناك تمثال لمحمد علي وهو راكب الحصان ، فصدر قرار بتغطية التمثال لماذا هنا الكيل بمكيالين .

لقد كانت الثورة ضد أسرة محمد علي ولم يحدث مشكلة ، فالمكان حال وجود مؤتمر بمضمون معين يختلف معيار التعامل معه عن أي مكان آخر ومن هذا المنطلق من حق الناس يغطوا التمثال باعتبار حالة المكان والإجماع الشعبي ، فهم يقولون ملك الشعب وأقوى تمثيل للشعب هو المؤتمر ، وهو تمثال الشعب وهو حق قانوني أيضا لهم .

ما تقيمك لأداء الإسلاميين الآن ؟
هناك معضلة متعلقة بالرموز ، فهناك رموز يجب أن تسقط ، ولكي أكون دقيقا أقصد الرمز الفاسد يعني وجود منهجية فاسدة وموقف فاسد ، وليس كلمة خطأ عابرة أو موقف عارض ومن هذا المنطلق يجعلني أضم هؤلاء إلي رموز الفساد .

تقصد من برموز الفساد ؟

مثلاً الشيخ الذي استباح دم البرادعي لأنه خرج علي مبارك هو رمز فاسد حتي انه لم يعجب تصرفه هذا أسياده من امن الدولة وأوقفوه وفصلوه ،مثل بعض الرموز الإسلامية الآن الذي أطمئن الناس لهم والآن يتكلمون بمنطق علماني .

وهو عامل زى الذي يسبق الحرامي بدل ما يمسكه ، وواحد مثل جمال زهران ، قال لو شنودة تمكن وتغلب فله علي السمع والطاعة ، لازم نخفف عن نفسنا لان الناس لم تعد تفهمنا جيد ، فالعلمانيين و6إبريل يقولوا دماء الشهداء تروي شجرة الحرية .

ونجد واحد إسلامي يقول كل واحد يأخذ قرشين من المصابين والقتلى ، وهذا ليس تصرف سياسي ، وهو كلام خطير للغاية ، والناس في حالة قلق وخوف من الإسلاميين وليس من الإسلام . ولابد من المحافظة على صورة القوى الإسلامية السياسية هذا إن لم يكن بمقدورنا تقديم موقف واحد قوي .

بدايتي مع الحركة الإسلامية( فيديو )

كيف بدأتم الحركة الإسلامية ؟

الخلية الأولى التي انطلقت منها الحركة الإسلامية في الستينيات كانت من خلال أنصار السنة بالإسكندرية ، وفي القاهرة ظهرت خلية أيمن الظواهري ويحي هاشم .

كانت الإسكندرية اسبق من الناحية الزمنية لكن القاهرة اسبق من ناحية الأحداث ، وفي القاهرة كان نبيل البرعي و إسماعيل الطنطاوي ، وناس أفاضل ، بدأنا قبلهم ولكنهم سبقونا بالإحداث .

كنا نشعر ان الشعب المصري ضايع ، كنت في الجيش أيامها وانا مروح لقيت في جريدة الأخبار حريق المسجد الأقصى عام 69، وكانت حالتي سيئة جدا عندما اطلعت علي العنوان بالأحمر حريق المسجد الأقصى ووجدت واحد زميلي حزين جدا وسألته أيامها ما سبب حزنه قال أن نادي الاولمبي هزم الاتحاد 2 / 1 !! وكان عنوان صغير بالجريدة !! وهو نفس يوم حريق المسجد الأقصى ترك المصيبة الكبيرة وهي حريق المسجد الاقصي ونظر لهزيمة فريق كرة قدم ، هذا كان حال الجماهير وقتها .

إذا انتم نشأتم علي إرادة التغير ؟

بالضبط ، ولكن الخلية الأولى تكونت بعد 67 كاستعداد لاحتمال دخول اليهود مصر ولا احد يعلم هذه المعلومة ولما
أعددنا أنفسنا بالتدريب كان عشن هذا الاحتمال ،و الإخوان كانوا في السجون، واستلهمنا تجربة سيد قطب ، وكانت لي علاقة بتنظيم الإخوان .

وما زلت أذكر واحد اسمه عبدا لرحمن عبد الصمد وكان في الطفولة يعاملنا بصورة أخلاقية وكنت أحبه ورأيته وهو يلقى القبض عليه أيام عبد الناصر وكان مثله يعزون فيه لانه لن يرجع .
وكانت والدتي ترتدي السواد مع النساء بعد القبض عليه ، وسألت أمي لماذا اخذوا عبده فقالت الأم شوفي رفعت بقول إيه (كانوا ينادونني برفعت ) ، فقالت أمه ، يا بني كان يريد الحكم بالقرآن وهنا كانت البداية ، ثم توالت الأحداث .

وماذا عن أنصار السنة المحمدية ؟

كان وجودنا في أنصار السنة مع الشيخ المرحوم محمود خليل هراس وكان شيخنا اسمه احمد العطار وليس عنده فكر أو منهج أو علم كان إنسان بسيط جدا ، ولكن يفعل ما هو أقوى من الشيخ محمود هراس ، كان بقراء معنا معانا صحيح البخاري ومسلم فقط بلا استنباطات ولا تحليلات .

كان رحمه الله لا يملك غير ذلك ولكنها كانت أعظم نظرية تعلم ، لأن معايشة النصوص هي التي تولد حاسة الفهم وبركة النص نفسه تعايشك وتعايشها ، ولذلك أكاد أقول لك أننا نعيش برصيد هذه الفترة وتلاحظ من كتاباتي الاستدلال من الحديث وخاصة البخاري ومسلم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.