سلطت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت الضوء علي نتائج مؤتمر "أصدقاء سوريا" وتطورات الأوضاع علي الأرض، فضلا عن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضد المسجد الأقصي. ففي افتتاحيتها، قللت صحيفة "الانوار" اللبنانية من النتائج السريعة لمؤتمر "أصدقاء سوريا" الذى انعقد فى تونس، فرأت أنه اعتمد علي خطة من ثلاثة محاور هى الرفض، والفرض، والعرض.
وتابعت الصحيفة إن محور الرفض لسيناريو النظام السوري القائم علي الحل الأمني - العسكري، ذهب الى الحد الأقصى في تشديد الضغط والعقوبات لفرض التنحى على الرئيس بشار الأسد في اطار مبادرة الجامعة العربية التي جرى تبنيها بقرار في الجمعية العمومية بعد الفشل في مجلس الأمن، على أساس أنها اللعبة الوحيدة في المدينة.
وشددت الصحيفة على أن حركة المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري محكومة بضوابط وحسابات ذاتية وموضوعية، بعضها مرتبط بالأوراق المحدودة في أيدي المؤتمرين والتمايز بين الدول حول سرعة الحركة ومداها، وبعضها الآخر متعلق بالأوراق التي في أيدي النظام وروسيا والصين وايران.
وذكرت أنه من دون وقف العنف، فان طريق الحل السياسي مسدود، أما عسكرة المعارضة والأحاديث عن تسليح المعارضين في مكان ما وبطريقة ما للدفاع عن أنفسهم والقيام باجراءات هجومية حسب تعبير الوزيرة هيلاري كلينتون، فانها طريق مفتوح الى حرب أهلية تزيد الكوارث الانسانية وتضع سوريا كوطن ودولة في مهب الريح،أن المرحلة الانتقالية مستحيلة من دون حوار وتسوية بين طرفين.
الاعتداءات الصهيونية من جهة أخري، أكدت صحيفة "الدستور" الأردنية أن رد الاعتداءات الصهيونية ضد المسجد الأقصى المبارك لن يتم الا بإرادة وعزيمة الأمة العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم السبت إن المجتمع الدولي غير قادر على التأثير في الاحداث ولجم المشروع الصهيوني العدواني ما دامت واشنطن منحازة بالكامل للاحتلال الصهيوني وما دامت دول الاتحاد الاوروبي وعلى رأسها باريس ولندن وبرلين متواطئة مع هذا الاحتلال وهو ما تأكد خلال احداث الأمس وقبلها حينما تصدى المسلمون بصدورهم العارية لقوات العدو الصهيوني ولرعاع وسوائب المستوطنين واجبارهم على التراجع خائبين يلعقون فشلهم الذريع وأحقادهم الدفينة.
ونبهت الصحيفة إلى أن معركة الأقصى دخلت مرحلتها الخطيرة باقتحام رعاع وسوائب المستوطنين المسجد الاقصى والذي أصبح هدفاً شبه يومي تشارك فيه الى جانب المستوطنين الحاقدين ما يطلق عليهن المتدينات واللواتي حاولن اقتحام المسجد يوم الثلاثاء الماضي، ما يؤكد أن العدو لم يعد معنياً بالمواثيق والاعراف الدولية وانما معني بتنفيذ خططه ومخططاته التوراتية الاسطورية باستباحة المسجد تمهيداً لتهويده كما يعمل جاهداً لانجاز تهويد القدس العربية وتحويلها الى مدينة يهودية.
وأضافت الصحيفة إن العدوان الصهيوني السافر على الاقصى يأتي في ذروة انشغال العرب والمسلمين في تداعيات الربيع العربي والتي تنذر بحرب أهلية في سوريا الشقيقة تفتح الباب على مصراعيه للتدخل الاجنبي وتقسيم البلاد والعباد الى جانب الاوضاع الفلسطينية البائسة وعدم انجاز المصالحة الوطنية بين فتح وحماس والتي لا تزال تراوح مكانها ما يغري العدو الصهيوني برفع وتيرة العدوان والاستيطان وجرائم التطهير العرقي لفرض سياسة الأمر الواقع.
وأشارت الصحيفة إلى موقف واشنطن الداعم للعدو الصهيوني بالاساس وعجزها عن اتخاذ اي اجراء في هذه السنة بالذات "سنة الانتخابات" حتى لا تخسر ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصوات اللوبي الصهيوني ما يدفع المتطرفين الصهاينة الى ممارسة أبشع الجرائم وتنفيذ خططهم الاستيطانية والتي حولت الضفة الغربية الى مجرد كانتونات وجزر معزولة، ليصعب معها اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً. الضغط على الأسد
وفي الشأن السوري ايضا ، قالت صحيفة "الشرق" القطرية إن ما صدر عن مؤتمر "أصدقاء سوريا" من قرارات يعكس مدى الإجماع العالمي حول ما يحدث في سوريا والإحساس بمدى خطورة الأوضاع هناك.
وأضافت صحيفة "الشرق" في افتتاحيتها إن المؤتمر خرج بقرارات تتضمن مزيدا من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد لدفعه إلى الاستجابة للخطة العربية ومعالجة الوضع الإنساني الخطير الذي يعيشه الشعب حاليا في مختلف المدن والبلدات السورية.
وأوضحت "الشرق" أن دولة قطر أطلقت باعتبارها رئيسا للدورة الحالية للجامعة العربية نداء للحل أمام المؤتمر يتمثل في تشكيل قوات عربية ودولية لحفظ الأمن في سوريا وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات والبدء في تنفيذ الخطة العربية التي تضمن انتقال السلطة بشكل يعبر عن تطلعات الشعب السوري فضلا عن محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية. وحثت "الشرق" في الختام على البدء في إجراءات عملية عاجلة وفعالة على الأرض لحماية الشعب السوري محذرة من أن كل يوم يمر يعني المزيد من المذابح والمزيد من الموتى من المدنيين المحاصرين في المدن والقرى والأحياء. ومن جانبها، أكدت صحيفة "الراية" القطرية في افتتاحيتها أن مطالبة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى رئيس الوزراء القطري وزيرالخارجية في كلمته خلال المؤتمر بتشكيل قوة عربية ودولية للإشراف على حفظ الأمن وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات للشعب السوري وتنفيذ قرارات الجامعة العربية وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل موقفا قطريا شجاعا ونبيلا لإنقاذ الشعب السوري من نظام باطش لا يقبل النصيحة من الأشقاء والأصدقاء.
ورأت "الراية" أن زمن ممارسة الضغوط فقط على النظام السوري قد ولى وأن القرارات التي اتخذها مؤتمر "أصدقاء سوريا" في ختام أعماله تمثل رسالة واضحة للنظام السوري بأن صبر العالم قد نفد وأن النظام لابد أن يوافق على القرارات التي صدرت عن المؤتمر.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرارات التي صدرت عن المؤتمر والتي تشمل فرض عقوبات ، مشددة على النظام والدعوة لإغلاق جميع السفارات بسوريا والسفارات السورية بالخارج إضافة إلى الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري وزيادة عدد المراقبين ومنحهم صلاحيات واسعة توضح للنظام وللشعب السوري أن المجتمع الدولي قد بدأ يتحمل مسؤوليته الأخلاقية.
وحثت "الراية" في الختام المجتمع الدولي على التطبيق الفوري لقرارات مؤتمر "أصدقاء سوريا"، مشيرة إلى أن الجميع ي درك أن النظام السوري غير جاد في هذه الإصلاحات وأنه يريد إدخال سوريا في حرب أهلية طائفية.