اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن "حكاية" النأي بالنفس حاليا هي تسوية كي تستمر الحكومة الحالية، مؤكدا الحرص على "الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان". ورأى في كلمة خلال "ذكرى القادة الشهداء" أن من يريد الفوضى في المنطقة يريد الفوضى في لبنان، ومن يريد اخذ سوريا والعراق إلى حرب طائفية ومذهبية مصمم على نشر الفوضى في المنطقة، مشيرا إلى انه "بمواجهة المشروع ثمة مسؤولية كبرى هي الحفاظ على الاستقرار في لبنان وكل ما يساعد على الفتنة يجب تجنبه في القول والعمل".
ورأى انه "يمكن التعبير عن الاختلاف السياسي والكل يمكنه التعبير عن موقفه من سوريا حتى دون اللجوء إلى لغة التحريض الطائفي والمذهبي لأنه يجب إبعاد لبنان عن الأمر".
وقال نصرالله أن "اللبنانيين استطاعوا أن يحفظوا الاستقرار الأمني والسياسي وهذا يجب الحرص عليه". وأكد انه "أمام محاولات إحداث فتن في منطقتنا ومحيطنا يجب أن تبقى منهجية التعاطي هي محاصرة الفتنة في أي بلد والعمل على إخمادها في ساحات اندلاعها، وهذه هي المسؤولية الشرعية والإنسانية لأي حريص ومخلص".
وشدد على أن هناك أهمية للحفاظ على الحكومة الحالية للاستقرار الأمني والسياسي لكن هذا يجب ألا يكون حجة لأطراف الحكومة لعدم الإنتاج والفعالية، مضيفا "عندما تكون حكومة تتحمل مسؤولية البلد امنيا ماليا اقتصاديا يجب أن تتحمل كافة المسؤولية ويجب أن تكون منتجة وفاعلة".
ولفت إلى أن "هناك من يريد تعطيل الحكومة ألا تكون منتجة وان يسقطها"، مجددا "الدعوة والتأكيد على وجوب أن تبادر الحكومة إلى عقد اجتماعات جديدة وأقول ذلك كمكون في هذه الحكومة". وأردف "نحن نبذل كل جهد ونؤجل ملفات لمصلحة بقاء الحكومة وان تنجز الحكومة شيئا وهذا الجهد سيتواصل".
وتناول ملف النفط والغاز، قائلا أن لا "أفق لبلد يعيش على "الشحاذة والتعتير"، فثمة نعمة أعطانا الله إياها هي النفط والغاز، للأسف الشديد يجب أن نأخذ العبرة من عدوّنا، أما في لبنان فنحن ماذا نفعل؟ إلى أين؟".
وأوضح انه "يجب أن نعي ما يجري في المنطقة ونتحمل المسؤولية بشكل كامل ونحن ما زلنا نرى أن الأولوية والتهديد الأكبر هو التهديد الإسرائيلي للبنان ووسيلتنا في مواجهة التهديد هي المقاومة والمعادلة الثلاثية".
وحذر "من الشائعات والتشويهات في ما يعني حزب الله وآخرها الاتهامات أننا قتلنا متظاهرين في مصر كما قال وزير داخلية نظام مبارك السّابق والمعلومات عن قواعد لحزب الله في أميركا اللاتينية وغرب إفريقيا وتايلاند وجورجيا وأذربيجان، قائلا "يا رب نحن هيك" لكن الأمر ليس صحيحاً.
وجدد نصرالله الدعوة إلى حل المشكلات في الدول العربية سياسيا، متابعا " يجب أن نرى في سوريا من هو المصر على القتال ورفض أي حل سياسي؟".
وردا على ما نقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عدم وجود لبنان في خارطة العالم الجديد، قال نصرالله انه سواء قال نتنياهو أم لا فذلك منسجم مع العقلية الإسرائيلية والمشروع الصهيوني الذب يهدد بحذف الآخرين وإلغائهم".
وأكد انه "يجب التحذير أن المشروع الأميركي الإسرائيلي الفعلي عند العجز عن السيطرة على سلطة في بلد هو تخريب هذا البلد وإشاعة الفوضى فيه وبالتالي تصبح المسؤولية الأخلاقية والدينية بأي اعتبار وبكل المعايير هي مواجهة الفتنة والفوضى ومساعي التدمير".
ولفت إلى هذه العقلية "التي تهدد بقصف لبنان وتدميره" قائلا "تعلمنا هذا من القادة الشهداء ألا نخاف لا من نتانياهو ولا باراك ولا اولمرت وإسرائيل ففي زمن جنرالاتها الكبار لا تخيفنا إسرائيل فكيف الحال اليوم؟".