رام الله : جددت السلطة الوطنية الفلسطينية الثلاثاء تهديدها بمغادرة المفاوضات المباشرة التي انطلقت بداية الشهر الحالي بواشنطن إذا لم تمدد الحكومة الإسرائيلية قرار تجميد الاستيطان. وقال عضو الوفد الفلسطيني للمفاوضات المباشرة نبيل شعث إنه إذا لم توقف إسرائيل الاستيطان فإن الفلسطينيين لن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات. وأضاف خلال مؤتمر صحفي برام الله أنه لا يمكن الاعتراف بيهودية إسرائيل كما تشترط الحكومة الإسرائيلية لأن ذلك يهدد حق العودة ووضع العرب داخل إسرائيل. وتابع شعث "الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبدى بكل وضوح استعداده لإنجاح هذه المفاوضات"، مشددا على أن ذلك لا يعني شيئا إذا لم تكن هناك نتائج. ومن المنتظر أن تقرر الحكومة الإسرائيلية في نهاية الشهر الحالي تمديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية أو إلغاءه بانتهاء المهلة التي حددتها وهي 26 سبتمبر/أيلول 2010. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تعهد في مقابلة مع صحيفة "الأيام" الفلسطينية الاثنين بأنه لن يتنازل عن الثوابت الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل. وقال عباس :"لن أسمح بتدمير البلد ولن أتنازل عن أي ثابت من الثوابت"، مضيفا أنه لن يقبل على نفسه أن يوقع تنازلا واحدا إذا ما طلبت منه تنازلات عن حق اللاجئين وعن حدود 1967. وربط الرئيس الفلسطيني استمرار المفاوضات المباشرة بتمديد الوقف الجزئي للنشاطات الاستيطانية، مشيرا إلى أنه إذا لم تمدد الحكومة الإسرائيلية تجميد الاستيطان سيخرج من تلك المفاوضات. ومن جهته ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه ليس هناك أي ضمانات لنجاح المفاوضات المباشرة التي انطلقت بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وأضاف نتنياهو في رسالة إلى مواطنيه بمناسبة رأس السنة العبرية أن هناك عددا من العراقيل والشكوك والعديد من الأسباب التي تجعله متشككا في إمكانية نجاح المفاوضات. وذكرت قناة "الجزيرة" أن نتنياهو شدد على أن أي اتفاق يمكن أن تتمخض عنه المفاوضات المباشرة سيكون على أساس معيارين أساسين هما أمن إسرائيل والاعتراف الفلسطيني بإسرائيل دولة يهودية. ومن المقرر عقد الجولة التالية للمفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل يومي 14 و15 سبتمبر/أيلول الحالي في مصر بحضور كل من محمود عباس وبنيامين نتنياهو ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ومبعوث السلام للشرق الأوسط جورج ميتشيل.