تواصلت الاحتجاجات السلمية في البحرين رغم القمع الحكومي المكثف، في وقت أدانت الجمعيات السياسية البحرينية استمرار النظام بسياسة بمنع احتجاجات شعبية حاشدة في الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة المطالبة بالديمقراطية. واشتبكت الشرطة البحرينية مع محتجين معارضين للحكومة في عدد من المناطق بالجزيرة ليل الخميس وأعلنت وزارة الداخلية عن إصابة شرطيين بجروح خطيرة في هجوم بزجاجة المولوتوف في وقت سابق.
وقامت الشرطة البحرينية بإطلاق دفعات من القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات من الشبان الذين رشقوها بالحجارة وزجاجات المولوتوف، فيما ردد بعض السكان هتافات معادية للحكومة من داخل ومن فوق أسطح منازلهم.
وأفادت مصادر طبية بحرينية إن أكثر من 200 شخص أصيبوا بجروح في الرأس وكسور خلال الاحتجاجات، غالبيتهم في حالة حرجة إثر تعرضهم للغازات الخانقة والإصابة بالرصاص المطاطي، وما يزيد الوضع سوءا هو معالجة المصابين في المنازل أو العيادات تفاديا لاعتقالهم من قبل السلطات.
وقال بيان لوزارة الداخلية إن قنابل يدوية الصنع تحتوي على مسامير ألقيت على الشرطة، وأضاف أن الشرطة في قرية بني جمرة نزعت فتيل عبوة ناسفة بدائية الصنع تركت في أرض مهجورة، وأطلقت الشرطة عبوات من الغاز المسيل للدموع على مقابر مجاورة كان شبان يختبئون فيها.
وقالت الشرطة إن شرطيين أصيبا بجروح خطيرة في هجوم بزجاجات مولوتوف على مركبتهما أثناء قيامهما بدورية في بلدة سترة، ولم تعلن الشرطة عن عدد الأشخاص الذين اعتقلتهم.
وبدورها، طالبت الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان السلطات الأمنية بالتوقف فوراً عن التعامل الأمني مع المتظاهرين وإطلاق سراح الناشطة الحقوقية زينب الخواجة.
كما طالبت السلطات الأمنية بإلقاء القبض على المعتدين على المحامية زهراء المتروك وتقديمهم إلى العدالة، والتوقف عن استخدام القوة المفرطة باستعمال الغازات الخانقة والرصاص المطاطي.
وفي سياق متصل، أدانت اللجنة التنسيقية العليا لأحزاب المعارضة في الأردن مشاركة الأردن في معركة طرابلس الغرب، إضافة إلى مشاركة القوات الأردنية في البحرين بقمع الحراك الشعبي.
وطالبت اللجنة التي تضم في عضويتها سبعة أحزاب في بيان لها بأن "ينأى (الأردن) بالجيش العربي الذي هو حامي الوطن ووحدته عن مثل هذه المشاركات لأن الأصل أن العدو الرئيسي لنا هو إسرائيل".
وكان الأردن نفى في وقت سابق أنباء عن مشاركة قوات من الدرك في قمع الاحتجاجات الشعبية في البحرين قبل أشهر.
ويشار إلى أن البحرين تشهد اضطرابات منذ الانتفاضة التي اندلعت في 14 شباط (فبراير) من العام الماضي، والتي قال المشاركون فيها، إنهم يتعرضون لتهميش سياسي واقتصادي من جانب أسرة آل خليفة الحاكمة.