فرضت السلطات الإيرانية الثلاثاء إجراءات أمنية مشددة في طهران والمدن الكبرى، وذلك قبل ساعات من مظاهرات وعد بها أنصار "الإصلاح والتغيير" لإطلاق ما يسمونها إشارة استقبال "ربيع إيراني" على غرار الربيع العربي. ودعت أحزاب وتيارات مختلفة في المعارضة الإيرانية إلى المشاركة الواسعة في المظاهرات، وذلك عشية مرور عام كامل على اعتقال الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي. وطالبت مجموعات مختلفة في المعارضة الإصلاحية الشعب الإيراني بالمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية، بهدف أن يتمكن الشعب الإيراني كما فعل غيره في العالم العربي من تغيير النظام الحاكم في البلاد. وتأتي هذه المظاهرات التي دعت إليها المعارضة الإصلاحية في إيران بشكل خاص عشية الذكرى الأولى لاعتقال الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي وزوجتيهما، وفرض الإقامة الجبرية عليهم بعد مظاهرات سيرت في الرابع عشر من فبراير/ شباط من العام الماضي. يذكر أن مظاهرات العام الماضي شارك فيها عدد كبير من المواطنين الإيرانيين المؤيدين للتيار الإصلاحي والمعترضين على نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي أقيمت في يونيو/ حزيران 2009، إلا أنها جوبهت بالقمع من قبل الشرطة وقوات الأمن والباسيج والحرس الثوري.
وطبقاً لرواية المعارضة فإن المظاهرات التي سيرت في العام الماضي أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل برصاص قوات الأمن واعتقال العشرات في العاصمة طهران وحدها. وأصدرت منظمة "مجاهدي الثورة الإسلامية" المحظورة بيانًا دعت فيه الشعب الإيراني للمشاركة في المظاهرات بتنسيق مع لجنة تنسيق الجهود في حركة ما يعرف ب"طريق الأمل الأخضر"، وذلك احتجاجاً على استمرار السلطات في إيران فرض الإقامة الجبرية على الزعيمين الإصلاحيين موسوي وكروبي وزوجتيهما زهراء رهنورد وفاطمة كروبي وبقية السجناء السياسيين الذين تم اعتقالهم منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت صيف 2009. وحسب البيان، فإن المظاهرات كذلك ستسير احتجاجاً على سوء الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، بسبب سوء إدارة حكومة أحمدي نجاد، وتعريض البلاد إلى خطر الحرب من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها، بسبب ما وصفه البيان بالسياسات المتهورة لأحمدي نجاد التي عرضت المصالح القومية للبلاد والشعب الإيراني للخطر.