شهدت نواكشوط الأحد، انتشاراً أمنياً كثيفاً وخرجت مظاهرات في مناطق عدة بينها العاصمة التي شهدت مصادمات مع الشرطة، فيما توفي الشاب الموريتاني الذي أضرم النار في جسده الخميس الماضي متأثراً بجروحه. وأدانت السلطات ما وصفتها بالأعمال التخريبية وتعهدت بتوفير الأمن، بينما هدد تنظيم القاعدة بإعدام دركي يحتجزه منذ ثلاثة أسابيع. وأبلغ مصدر طبي جريدة "الخليج" الإماراتية أن الشاب محمد عبد الرحمن ولد بزيد "28 عاماً" لفظ أنفاسه مساء السبت بعد يومين من إحراق جسده أمام القصر الرئاسي . وقال المصدر: "إن ولد بزيد دخل في غيبوبة من جراء تأثره بحروق تغطي نسبة 80 بالمائة من جسمه، وتوفي في حدود الساعة التاسعة ليل السبت. وكانت الرئاسة الموريتانية أمرت بنقل ولد بزيد على حسابها إلى المغرب لتلقي العلاج قبل أن يوافيه الأجل، ويعتبر ولد بزيد ثاني موريتاني يقدم على الانتحار حرقاً بالنار، بعد سنة على رحيل الشاب يعقوب ولد دحود الذي أضرم النار في جسمه احتجاجاً، وترك رسالة تطالب الشعب الموريتاني بالتحرك لفرض الديمقراطية والعدالة. وأدانت وزارة الداخلية الأعمال التخريبية التي يرتكبها بعض الأفراد منذ 28 يناير- كانون الثاني 2012، وطالت الممتلكات العامة والخاصة، بما فيها الإساءة إلى العلم الوطني في جامعة نواكشوط وتخريب المنشآت العمومية، وإحراق حافلات تمتلكها الشركة الوطنية للنقل العمومي. وقالت الداخلية: "إن هذه الأعمال التخريبية تمثل انتهاكاً خطراً للنظام العام وتهديداً لأمن المواطنين المسالمين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تندرج ضمن مطالب من أي نوع كانت. ولم توجه الداخلية الموريتانية الاتهام إلى أي جهة، فيما تبرأت حركة “25 فبراير” من عملية حرق الباصات العمومية . وكان مجهولون أضرموا النار في 4 باصات يوم السبت احترقت بالكامل، تزامناً مع مواجهات بين الشرطة والطلاب ونشطاء حركة "25 فبراير". وشهدت نواكشوط الأحد، جولة جديدة من المواجهات مع الطلاب، في ظل تعطل الدراسة بجامعة نواكشوط والمعهد العالي للدراسات الإسلامية وبعض ثانويات نواكشوط مع تصميم الطلاب على المضي في الإضراب لحين تحقيق مطالبهم . وانتشرت قوات الشرطة في الشوارع الرئيسة وسط نواكشوط، حول الجامعة والأسواق والمراكز الحيوية، فيما انتشرت قوات الدرك قرب مقر مقاطعة "توجنين" شرق العاصمة تحسباً لاحتجاجات شعبية. وفي مسقط رأس الرئيس محمد ولد عبد العزيز "ولاية "أكجوجت"، 265 كلم شمال نواكشوط"، خرج السكان في تظاهرة احتجاجية للمطالبة بالخبز، وأغلقت الأسواق والمدارس ودخل السكان في مواجهات مع الشرطة التي حاولت منع التظاهرة. واتهمت منسقية المعارضة النظام بعسكرة مؤسسات التعليم وتجاهل مطالب الطلاب. وأطلقت السلطات الأحد، سراح 15 من نشطاء حركة "25 فبراير" بعد يوم من اعتقالهم في "مسيرة الإنذار الأخير"، فيما لا يزال 11 طالباً قيد الاعتقال. وفي الأثناء، أمهل "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" النظام الموريتاني 20 يوماً لتلبية مطالب التنظيم بإطلاق سراح اثنين من سجنائه وإلا أعدم الدركي الموريتاني "اعل ولد المختار" المحتجز لديه منذ اختطافه من مقر عمله في مدينة "عدل بكرو" يوم 20 ديسمبر الماضي.