القاهرة -أ ش أ: إستنكر فنانون قيام تامر حسني وشرين عبد الوهاب بإحياء حفلين غنائيين في الخارج خلال فترة الحداد الرسمي التي أعلنت في مصر عقب وقوع مجزرة بورسعيد. ففي الوقت الذي التزم فيه الوسط الفني بفترة الحداد بدافع وطني، خرج تامر حسني وشيرين عبد الوهاب بدافع البحث عن المال ليحيي الأول حفلة غنائية في ولاية نيوجيرسي في أمريكا وطردته الجماهير الغاضبة منه،وأحيت الثانية الحلقة الختامية لأحد برامج الغناء في لبنان.
الأمر الذى إستهجنه فنانون في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، حيث أكد المخرج الكبير داود عبد السيد أن قيام الفنان بممارسة نشاطه الفني في أعقاب مذبحة بورسعيد وخلال فترة الحداد الرسمي التي أعلنتها الدولة يعني أن هذا الفنان ليس لديه إحساس ببلده ومعاناة شعبه، موضحا أن إحياء تامر حسني حفلات غنائية حتى ولو خارج الوطن يأتي في إطار عدم إحساسه بما يدور في مصر التي تعاني أزمات عديدة.
وأكد أن الفنان الحقيقي هو من يملك الشعور ويتحمل المسئولية ويشارك أبناء وطنه علي أقل تقدير الحداد على الشهداء الذين راحوا ضحية لمؤامرة دنيئة.
ودعا داود عبد السيد تامر حسنى إلي أن يعيد النظر في مواقفه ويعلم أن الشعب المصري تغير وأصبح يقدر الأمور جيدا ويفرق بين من يستغل الظروف للكسب المادي فقط وبين الفنان الحقيقي الذي يحترم أبناء شعبه خاصة خلال الظروف الصعبة التى يشهدها، مؤكدا أن تامر حسنى واجه إستنكارا شديدا من قبل الجاليات العربية والجمهور لبشاعة تصرفه الذي ينم عن عدم تقدير لدماء الشهداء،وأنقذته الشرطة من بين أيدي الجماهير الغاضبة.
وأضاف السيد أن ظهور شيرين عبد الوهاب في أحد البرامج الغنائية بلبنان وتأكيدها على أنها فكرت كثيرا في عدم المشاركة غير أن حبها للغناء أجبرها على المشاركة يأتي أيضا في إطار عدم تحمل المسئولية ،لافتا إلي أن الأغانى الوطنية التي يرددها هؤلاء المطربون مجرد كسب ود الجمهور وكذلك جمع المال دون النظر لقيمة الرسالة التي يؤدونها .
ويقول المخرج السينمائي عمر عبد العزيز وكيل أول نقابة المهن السينمائية "أن لم تستحي فإفعل ماشئت " هذا ما ينطبق على أي فنان يمارس عمله في ظل حداد رسمي أعلنته الدولة ومن قبلها الشعب المصري،مؤكدا أن ما حدث في إستاد بورسعيد ليس حادثة بسيطة بل كارثة قومية ،وكان أولى بالفنان الذي يمارس نشاطه في ظل هذه الظروف أن يعي معنى الوطنية ويحترم حزن الشعب المصري الذي فقد اكثر من 70 شهيدا والمئات من المصابين.
ويضيف أن نقابة المهن السينمائية أصدرت عقب مذبحة إستاد بورسعيد العديد من البيانات التي تنعي الضحايا وتؤكد ضرورة القصاص من القتلة وكشف أبعاد المؤامرة ،كما شكلت النقابة عدة وفود من قبل الفنانين لتأدية واجب العزاء للنادي الأهلي وجماهيره ووسط كل هذا لا يصح أن يمارس الفنان أي نشاط فني على أقل تقدير انتظارا لانتهاء فترة الحداد حتى لا يفقد إحترام الجمهور.
ويرى الموسيقار حلمي بكر أن الفن مرآة للمجتمع وللوطن وأنه سفير لوطنه في الخارج، ومن ثم ينبغى أن يتمتع الفنانون بحسن الظن والنية،حيث يمثل وطنه في الخارج وينبغي أن يعلم من يصدر أي اتهام أن المشاركات الخارجية عبارة عن التزامات، تفرض على الفنان الحضور وإلا يتعرض للمساءلة القانونية نظرا لأن الجهة المنظمة قد تتعرض لخسائر مادية فادحة فضلا عن الخسائر الأدبية التى قد تلحق بها والتي تتمثل في سمعتها، الأمر الذي يعرضها بعد ذلك إلى التراجع.
وقال أن الحداد لا ينبغي أن يقتصر على العزوف عن المشاركة في أي حدث أوالتضامن وإنما قد يأخذ الحداد أشكالا أخرى من بينها المشاركة في فعاليات يتم تخصيصها للمصابين والشهداء مثل مباريات كرة القدم التى تخصص إيراداتها لصالح شهداء أو مصابين في أي حادث، أوالمشاركة في فعالية من أجل طرح وجهة نظر أو نقل رأي محدد.
يذكر أن المتحدث الرسمي لنقابة الموسيقيين طارق مرتضى قد أكد أن النقابة لا يمكنها معاقبة تامر وشيرين ،وقال أن النقابة منعت الغناء داخل مصر خلال فترة الحداد،ولا يمكن إلزام الفنانين بعدم الغناء في الحفلات المبرمة بها عقود خلال فترة الحداد، مؤكدا أن قرار الإلغاء في هذه الحالة في هذه الحالة يجب أن يكون نابعا من الفنان نفسه.
وكان عدد من الشباب المصري قد أطلقوا حملات على موقعي التواصل الإجتماعي "فيسبوك وتويتر" حملات لمقاطعة المطربين شيرين عبد الوهاب وتامر حسني،احتجاجا على ما وصفوه "بعدم احترام الحداد والظروف السيئة التي تمر بها مصر على خلفية مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها أكثر من 70 شهيدا ومئات الجرحى بغناء شيرين بفستانٍ ملون كضيفة في برنامج" عرب أيدو" الذي يبث مباشرة على قناة "أم بي سي "،وغناء تامر في حفلته في ولاية نيو جيرسي الأمريكية.