على غير المعتاد غابت مظاهر التأييد الشعبي الكبيرة وإطلاق الألعاب النارية وازدحام السيارات في مدينة غزة احتفاء بالتوافق بين حركتي فتح وحماس والذي جرى اليوم في الدوحة. وكانت مدينة غزة تشهد مظاهرات واسعة عقب إعلان أي توافق بين الحركتين إلا إن لقاء اليوم الذي تم خلاله التوافق على تشكيل حكومة كفاءات وطنية برئاسة محمود عباس لم يحظ بالاهتمام من الشارع في غزة واكتفى الأهالي بالمتابعة عبر القنوات الفضائية .
مواطنون في مدينة غزة قالوا لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط إن التجارب السابقة مع هذه الاتفاقات أصابتنا بالإحباط لأنها لم تحقق شيئا على الأرض وكانت "مصافحة وليس مصالحة"، وقال المواطن الفلسطيني عبد الهادي عوكل إن قطاع غزة شهد بعد اتفاق المصالحة في مكة عام 2007 مظاهرات حاشدة لم تحدث من قبل ، وأطلقت الألعاب النارية وسهرنا في منطقة الجندي بوسط مدينة غزة حتى فجر اليوم التالي ، إلا أنه لم يتحقق شيء ، وبعده جاء اتفاق القاهرة وحدثت مظاهرات مشابهه وأيضا لم يتحقق منه أي شيء، ما يشير إلى عدم الجدية في التطبيق لذلك فإن أمر المصالحة بين فتح وحماس أصبح "مملا" بالنسبة للشارع الفلسطيني، كما خلق جوا من عدم الثقة في أنه سيحدث شيء.
وأعرب عوكل عن أمله في أن يحقق اتفاق الدوحة اليوم نتائج مختلفة وإيجابية ترضى الشارع الفلسطيني وتنهى الانقسام المرير بين الضفة والقطاع.
وفي سياق ردود الأفعال من قبل المواطنين الفلسطينيين في غزه علي أنباء توافق حركتي فتح وحماس الفلسطينيين خلال اجتماعات الدوحة، قال الصيدلي طلال أبو رحمة إن ملف المصالحة بين فتح وحماس أصبح لا يحظى بالثقة من الشارع فهناك العديد من لقاءات الصلح بينهما في مصر ومكة وقطر ولم تثمر أي شيء ، متوقعا ألا يحدث اتفاق الدوحة اليوم أي تقدم ملموس في إنهاء الانقسام.
واستغرب تولى الرئيس ابومازن الحكومة متسائلا "ألا يوجد فلسطيني واحد في الضفة والقطاع يصلح لرئاسة الحكومة " متوقعا ألا يكون هذا الاختيار في صالح إتمام المصالحة لأن الرئيس أبو مازن سيكون عليه حل مشاكل متفاقمة خاصة في لقطاع.
واختلف المحلل السياسي ناجي شراب مع ما سبق ،واستبعد أن يلحق اتفاق الدوحة بالاتفاقات الأخرى، وذلك لتوفر بيئة سياسية مختلفة عن البيئة السابقة فلسطينيا وعربيا وإقليميا، وقال: "بيئة المصالحة هي التي ستفرض نفسها بدلا من بيئة الانقسام، وستتوج جهود الفلسطينيين بالمصالحة، طالما سادت الرؤية التوافقية".
وأكد أن هذه اللحظة هي لحظة المصالحة من أجل الالتفات للبناء السياسي الفلسطيني، كي يستطيع الفلسطينيون التأقلم مع الواقع العربي الجديد. وشدد على أن الفلسطينيين لا يستطيعون مواجهة التحديات الجديدة في ظل حالة الانقسام وعدم الوحدة، مبينا أن الاتفاق على شخص الرئيس محمود عباس هو حل وسط لكثير من المشاكل، وتجسيد لرؤية السياسة المشتركة، مما يعكس مرونة كبيرة من طرف حركة حماس.