ماذا يحدث عندما يقع صدام بين رئيس حكومة وأديب؟ ، رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوجان، وصف القاص الأمريكى بول أوستر بأنه "شخص جاهل" فى سياق معركة لم تضع أوزارها بعد، ويستخدم كل طرف فيها ما تيسر من حرب الكلمات. وواقع الحال أن المنازلة بدأت عندما صرح أوستر صاحب "ثلاثية نيويورك" لصحيفة "حريات" التركية أنه يرفض زيارة تركيا بسبب وجود سجناء ومعتقلين من الكتاب والصحفيين فى هذا البلد. والمشكلة بالنسبة لأردوجان أن هذا القاص الأمريكى له شهرته في تركيا ويعرفه المثقفون الأتراك الذين يتحدث بعضهم بإعجاب عن كتابه الأخير "دفاتر الشتاء" كما أن انتقاداته بشأن وجود أكثر من 100 كاتب وصحفي تركي خلف القضبان تجد آذانا صاغية سواء داخل تركيا أو خارجها. ومن ثم فقد كان من الطبيعي أن يشعر رئيس الحكومة التركية بالانزعاج عندما يقول بول أولستر: "نحن فى الولاياتالمتحدة تخلصنا من الرئيس السابق جورج بوش الصغير ومن نائبه ديك تشينى، والبعض عندنا يطالب باحالتهما للمحاكمة كمتهمين بارتكاب جرائم حرب فما الذى حدث ويحدث فى تركيا؟". ولم يخل هجوم أردوجان على هذا القاص الأمريكى من التهكم بقدر ما كشف عن انفعاله وغضبه، عندما قال عن بول أوستر :"ومن الذى يهتم بزيارته لبلادنا أو يكترث بمجيئه أو عدم مجيئه؟، هل ستفقد تركيا الشرف والفخر إن أحجم هذا الشخص عن زيارتها. أى رجل جاهل هذا؟، بصراحة حضورك لن يشرفنا". القاص الأمريكى بول أوستر رد الهجوم الذى شنه رجب طيب أردوجان رئيس الوزراء التركى، مؤكدا احتجاجه حيال القيود المفروضة على حرية التعبير فى تركيا، فيما نقلت عنه جريدة "الجارديان" قوله إنه إذا كان هناك أكثر من 100 كاتب سجناء فى هذا البلد، فهو يشعر أيضا بالقلق حيال بعض القضايا التى لفقت لناشرين مستقلين مثل الناشر التركى رجب زاراكولو الذى اعتقل منذ شهر نوفمبر الماضى فى أسطنبول. وكان اعتقال هذا الناشر التركى المستقل أثار موجة احتجاجات دولية، فيما اقترح سبعة نواب فى البرلمان السويدى منحه جائزة نوبل للسلام وهو الاقتراح الذى حظى بتأييد الاتحاد الدولى للناشرين. ومازالت حرب الكلمات مستعرة بين القاص الأمريكى بول اوستر ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوجان الذى يبدو أنه تورط فى هذه الحرب .